خرجت أمس الأول مسيرة حاشدة بمدينة البيضاء وذلك في إطار مواصلة النضال السلمي المطالب بالتغيير ورحيل النظام والوقوف على آخر تطورات الثورة الشبابية. ومنذ ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الأول توافد الآلاف من أبناء مديريات البيضاء إلى ساحة الثوار بمدينة البيضاء وانطلقت الجموع بعد ذلك بمسيرة حاشدة جابت الشوارع الرئيسية والأحياء رفع المشاركون خلالها يافطات تطالب بإسقاط ورحيل والنظام وهتفوا بعبارات ترفض المبادرة الخليجية وتؤيد مبادرة قطر وتثني على موقف قناة الجزيرة بقولهم ( يا جزيرة يا جزيرة أنتي الأولى والأخيرة ). واستقرت بعد ذلك المسيرة بساحة الثوار بمدينة البيضاء لمواصلة الاعتصام السلمي. وكانت البيضاء ولأول مرة في تاريخها قد شهدت الخميس عصياناً مدنياً دعا إليه مجلس قيادة الثورة بالبيضاء تضامناً مع شباب الثورة وقد شوهدت كثير من المحلات التي أغلقت أبوابها استجابة لهذه الدعوة التي حددت العصيان لمدة ساعتين من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشرة . وقد جرت وقائع العصيان المدني بصورة حضارية دون أن تشوبه أعمال عنف أو تخريب أو تهديد بعد أن أشار مجلس قيادة الثورة بالبيضاء إلى أن العصيان طوعي وليس فرضي . هذا وقد أعلن الوكيل الأول لمحافظة البيضاء العميد/ حسين ديان قحطان يوم أمس بساحة الثوار بالبيضاء عقب صلاة جمعة الإصرار انضمامه إلى ثورة الشباب المطالبة بالتغيير ورحيل النظام وذلك في خطوة شجاعة اعتبرها الكثيرون من أبناء البيضاء رافداً كبيراً لشباب التغيير يضاف إلى صف ركب إخوانه من قيادات المحافظة الذين سبق وأن أعلنوا انضمامهم إلى ثورة التغيير . وألقى الوكيل ديان كلمة حماسية ألهبت الجموع بالساحة عبر فيها عن مقدار اعتزازه وتقديره لما حققه شباب الثورة من ثبات وتصميم في سبيل إنجاح ثورتهم المطالبة بإسقاط النظام، مستعرضاً في كلمته جملة من أعمال الفساد التي اجتاحت البلاد وفي مقدمتها نهب ثروات الجنوب حتى وصل الحال إلى الجبال التي لم يكن يتوقع أن يصل إليها نهب الفاسدين . واستهجن ديان الأساليب التي حاول بعض قادة السلطة المحلية بالبيضاء استخدامها في محاربة الشرفاء، داعياً إلى أن يكون مبنى الأمن السياسي متحفاً وطنياً لمحافظة البيضاء، شاكراً في نهاية كلمته أبناء البيضاء على ثبات مواقفهم الداعمة للثورة .