سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المفكر د. حمزاوي: الحديث عن شرعية دستورية شيء كبير من النفاق وشرعية الشارع ستتحول دعا شباب الثورة إلى الصبر والمثابرة وأكد أن الزعماء لا يستفيدون من بعضهم..
اعتبر المفكر والمحلل السياسي المصري المعروف الدكتور/ عمرو حمزاوي تمسك الرئيس /علي عبدالله صالح بالسلطة وتأكيده بأنه سيظل صامداً ولن يترك السلطة إلا عبر صناديق الاقتراع- اعتبره حديثاً يؤكد أن الزعماء العرب لا يتعلمون من بعضهم البعض في الوقت الذي تتعلم فيه الشعوب العربية من بعضها، حيث مصر تعلمت من تونس واليمن تعلمت من مصر وتونس، وسوريا تعلمت من الدول الثلاث، كما تعلمت هذه الشعوب تطوير أدوات الضغط على الأنظمة وفق ما تتعلمه من بعضها – حد قوله. وأضاف الدكتور/ حمزاوي- أحد أبرز الباحثين في مؤسسة كارنجي للسلام الدولية- في تصريح خاص ل"أخبار اليوم": حكام العرب يكررون نفس الأخطاء ويستخدمون أحياناً نفس المفردات اللغوية، مستغرباً من أن يكون ثمة رئيس مستبد يقول إنه صامد ولن يرحل بعد أن تسيل هذه الدماء ويحدث كل هذا بينه وبين الشعب. وأبدى الدكتور/ حمزاوي خشيته من أن تسير الأمور في اليمن إلى مواجهات بين الحكومة والمعارضة اليمنية لا تنتهي بسرعة، خاصة في ظل تمسك الرئيس بالسلطة. وعن حديث النظام بتمسكه بالدستور وعدم اعترافه بشرعية الشارع قال حمزاوي: هذه كلمة حق يراد بها باطل، فحديث النظام عن شرعية دستورية، حديث منقوص، لأن النظام عدل وغير الكثير من مواد الدستور اليمني بما يتلائم ورغبة الرئيس، وخاصة المواد المتعلقة بالترشح لرئاسة الجمهورية، حيث مدد فترات الرئاسة، كما تم طرح وإجراء عدد من التعديلات الدستورية التي تقدم بها الحزب الحاكم دون إجراء توافق وطني عليها، ناهيك عن أن هذا الدستور لم يتم الأخذ به في واقع عمل مؤسسات الدولة. وأشار حمزاوي إلى أن هناك مفارقة بين نظم لا تحترم الدستور وتعدل وتغير وتأتي اليوم لتتحدث عن الشرعية الدستورية وتقول إنها تحترم الدستور ومتمسكة به وهذا شيء فيه كثير من النفاق – حسب تعبيره. وتابع المفكر المصري: هناك شرعية للشارع، فهو الذي يفرض التغيير ويحدد إيقاعاته، ولابد للشارع أن يترجم تلك الإيقاعات إلى شرعية سياسية، وبعد ذلك هذه الشرعية تترجم نفسها إلى شرعية دستورية، مشيراً إلى أن المشكلة في اليمن كما هي في سوريا، حيث ما زالت شرعية الشارع واقفة في مساحة الشارع ولم تتحول بعد إلى شرعية سياسية. وعن توقعه بنجاح جهود دول مجلس التعاون الخليجي في الإسهام بانتقال السلطة في اليمن بشكل سلمي وسلس قال الدكتور/ عمرو: ليس لدي علم ما إذا كانت المبادرة الخليجية ستنجح أو لا في إجراء تحول إيجابي في اليمن، لكن ما أرجوه هو أن يقتنع الرئيس الحالي بأولوية الانتقال السلمي للسلطة وأن تفتح اليمن ملفات جديدة فيما يخص ملفات الديمقراطية وحقوق الإنسان وأن يتم الانتصار لها. وأكد حمزاوي أن مطالب شباب الثورة ستتحقق وأن المسألة مسألة وقت واجتهاد من المؤسسات المعنية في الداخل اليمني كالأحزاب السياسية ودول الإقليم والقوى والمجتمعات المدنية العربية التي عليها التضامن مع اليمن – حد قوله- داعياً في ختام حديثه للصحيفة شباب الثورة في اليمن إلى الالتفاف حول المطالب العامة دون خوف من المستقبل وقال لهم: اصبروا وصابروا وثابروا كما يقال على المسار الحالي لثورتكم.