بعد انضمامهم إلى ساحة التغيير ومشاركتهم في الاعتصام حتى يسقط النظام مثلهم مثل جميع الفئات والفعاليات، هاهم الرياضيون يبدعون وينظمون بطولة رياضية كبيرة لم تشهد لها اليمن مثيل، ولم يسبق لها مثيل منذ تأسيس وزارة الشباب والرياضة التي أصبحت وزارة سياسية بامتياز كل أعمالها مرتبطة بخدمة النظام، ولم تعد تعنى بالرياضة بعد أن تحولت إلى محاربة الرياضيين والشباب، ولم يعد لها من اسمها أي نصيب لا بالفعل ولا بالعمل ولا بالممارسة. وهاهم الرياضيون ومن ساحة التغيير يردون على هذه الوزارة ويعيدون للرياضة اليمنية اسمها واعتبارها ويعلنوها صريحة وقوية براقة وأمام الملأ من ساحة التغيير من خلال تنظيم بطولة رياضية تضم عددا من الألعاب الرياضية المختلفة (كرة القدم الخماسية – تنس الطاولة – الشطرنج- الكرة الطائرة– التايكواندو – الجودو – الكارتية – المصارعة – ألعاب القوى)، بمشاركة عدد كبير وغير مسبوق من الرياضيين بلغ عشرة آلف رياضي، على أن يكون التنافس وإقامة المباريات الرياضية في الساحة نفسها (ساحة التغيير). وستجرى المنافسات خلال (12) يوما بالتمام والكمال، حيث بدأت البطولة يوم أمس الأول السبت الموافق 7/5/2011م وتنتهي يوم 22/5/2011م بالتزامن مع احتفالات شعبنا اليمني العظيم بعيد الوحدة اليمنية الذي يجسدها كل يمني ويشعر بها في قلبه الخفاق النابع بها. واختارت اللجنة المنظمة هذا التوقيت، وهذا اليوم بذات كي تثبت للعالم أن هذا اليوم عظيم وكبير في نفوس كل اليمنيين المعتصمين في الساحة، وأنه لن ينسى لأنه ليس يوما خاصا بعلي عبدالله صالح ونظامه بل هو يوم لكل يمني وهو مناسبة غالية وعظيمة، وهي رسالة للتعبير بما في النفوس من صبر وعزيمة وتفاني في هذه الساحة المنظمون فيها تأكيدا بأنهم صامدون.. صامدون حتى يسقط النظام، وأن إقامة هذه البطولة هي دليل على عظم هذه الساحة والثورة التي صارت تقترن فيها وبها أصبح الجميع يتنافسون ويتسابقون لإقامة الأنشطة الرياضية وبكل روح رياضية نجد التنافس الشريف فيها عكس مسابقات النظام والسلطة المقرونة باسم النظام والمطبلة له طوال (33) سنة ومقرونة باسمه وتحت خدمته لإبرازه وليس لإبراز الرياضيين. وتشارك في كرة القدم (143) فريقا سمية بأسماء الائتلافات، وفي الكرة الطائرة بلغ (42) فريقا، وفي تنس الطاولة (93) لاعبا يمثلون العديد من الحركات وكل الائتلافات الذي اشتركت في بطولة التغيير. أما في لعبة الشطرنج فقد سجلت أعلى منسوب في عدد اللاعبين المشتركين فيها وقد بلغ عدد اللاعبين الذين سيخوضون التنافس في بطولة التغيير (200) لاعبا. وانطلقت البطولة وسط حضور جماهيري كبير وأجواء رياضية شهدتها ساحة التغيير في كل مكان من أركان الساحة إلا والرياضة تقام عليها سواءً على الإسفلت أو داخل الخيام الذي خصصت للبعض الألعاب مثل الطاولة والشطرنج. وتنتهي الجولة الأولى من البطولة غدا الثلاثاء لتبدأ منافسات المرحلة الثانية بين الفرق المتأهلة في اليوم الذي يليه، ولم يحتسب أي يوم راحة لأي فريق كون عدد الفرق كبير وحتى يتسنى للبطولة أن تنتهي في يوم 22 مايو. والشيء الجميل في هذه البطولة والحسنة الكبيرة لها هو مشاهده الجميع يمارسون الرياضة حتى ممن لم نكن نسمع في عهد الرئيس النظام أن لها نشطات رياضية كرة القدم، وهم أبناء وصاب الذين يعتبرون من أوائل الثوار ومن طليعتهم فقد كان لهم حضور كبير وفعال في كرة القدم وبعض الألعاب الأخرى الذين دخلوا وشاركوا في البطولة تحت اسم ولم يكن حضورهم رمزيا بل حضور فعال من أجل إثبات جدارتهم بالألعاب الرياضية المختلفة الذي تثبت برعاتهم وتفوقهم بها. وفي نشاط الرياضيين نفسه المتواصل في ساحة التغيير أقيم كرنفال رياضي استعراضي مساء يوم السبت الماضي في لعبة الجودو والمصارعة التايكواندو أمام المنصة وسط حضور جماهير استمتع بالعروض الرياضية الشيقة، وفور نهاية العروض القتالية الرياضية الشيقة توافد عشرات من المعتصمين إلى اللاعبين ورفعوهم فوق الرؤوس مرحبين بهم بقولهم كلمتهم الشهيرة (حيا بهم.. حيا بهم ..وإحنا تشرفنا بهم) في موقف أسعد الرياضيون وكل اللاعبين الذين عانوا من إهمال وتهميش الوزارة التي تستغل صندوق الرياضة في أشياء تخدم الحاكم وحده. وفي تصريح ل "أخبار اليوم الرياضي" عبر المشرف الرياضي للبطولة الكابتن ماجد البعداني عن سعادته في إقامة هذه البطولة التي تعتبر عهد وفاء للشهداء الذين نؤكد للجميع بأننا لن ننساهم وننسى رسالتهم التي هي رسالتنا نحن جميعا. وأضاف: "والبطولة رسالة لهذا النظام الغاشم أن الشباب صامدون وباقون حتى يسقط، وسننظم كل فعاليتنا ونمارس كل نشاطاتنا في ساحتنا الذي اعتصمنا فيها وهي فرصة للتعبير بأن هذه البطولة وهدفها الرئيس هو دعم ثورة الشباب السلمية والرياضيين في طليعة المشاركين وهم السباقون في هذه الثورة كما عودونا". ويواصل حديثه عن البطولة: "سجلت أكبر رقم قياسي اعتقد على مستوى الوطن العربي في المنافسات وعدد المشاركين فيها الذين بلغوا عشرة آلاف مشارك". ويؤكد أن العدد كان سيتزايد لو لم يقفل باب التسجيل، وأنهم إلى قبل البطولة ويوم انطلاقها كانوا يتلقون طلبات بالانضمام وأسماء فرق تريد المشاركة بالدوري والاشتراك في هذه البطولة، وكانت الإعداد تتزايد بشكل كبير ففضلنا أن نقفل التسجيل مكتفيين بالعدد الذي وصلنا إليه. ويقول: "هي فرصة كبيرة نقيم مثل هذه البطولة في الساحة حتى يتم التعارف والتآلف بين الجميع لنثبت للجميع أن روحنا الرياضية بالساحة مختلفة عن ما كانت بالسابق في عهد النظام". واختتم حديثه بتوجيه الشكر الكثير لكل من المنسقة العليا.. وكل الجهود التي تبذل من الإخوة في الائتلاف الرياضي في تسهيل إقامة بمثل هذا النظام ودعمهم البسيط والمتواضع الذي تشكل نجاح كبير لهذه البطولة.