أصيب يوم أمس ثلاثة طلاب من مدرسة الخير بحذران مديرية التعزية بجروح مختلفة، إثر قيام عناصر مسلحة بلباس مدني بمعية أفراد من قسم شرطة "14 أكتوبر" بإطلاق الرصاص عليهم على خلفية تنظيمهم مسيرة طلابية للمطالبة بإسقاط النظام وتأجيل مادة الامتحانات وتم إسعاف الجرحى إلى مستشفى الصفوة بساحة الحرية . إلى ذلك ووسط انتشار أمني غير مسبوق ومعزز بالأطقم العسكرية والمصفحات الحربية شهدت مدينة تعز يوم أمس مسيرتين حاشدتين للمطالبة بإسقاط سلطة صالح وللتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها النظام تجاه المعتصمين السلميين في معظم محافظات الجمهورية . المسيرة الأولى انطلقت من جولة سنان القريبة من ساحة الحرية بعد أن توافد إلى ذات المكان حشود هائلة من أبناء الأرياف وجابت معظم شوارع المدينة، رفع خلالها المتظاهرون الشعارات المؤكدة على سلمية التظاهرة، كما حيت هذه الشعارات موقف دولة قطر ومجلس الأمة الكويتي لوقوفهما إلى جانب الشعب اليمني وتخليهما عن السلطة , كما تعددت اللافتات بتعدد الحركات والائتلافات والمجالس الثورية التابعة لساحة الحرية بالمحافظة وكانت أبرز العبارات الموزعة على القماشيات: ( سيظل النظام السعودي العدو التاريخي لأي عملية تغيير في اليمن – إلى الشقيقة الكويت , كنتم وما زلتهم سنداً وعوناً لنا - السفاح يقتل ثائر وتنبت الأرض مائة ثائر – الشعب اليمني كالإعصار, يعصف يهب مثل النار – أيها العالم دماؤنا أمانة في أعناقكم – ثورة تعز سلمية رداً على شياطين البلطجية – ثورة ثورة حتى النصر , حتى يسقط من في القصر ...إلخ ) كما دعا المتظاهرون أصحاب المحلات المفتوحة للانضمام إلى ثورة الشعب وتنفيذ العصيان المدني. وكانت المسيرة قد توقفت أمام إدارة البحث الجنائي للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين الذين يقبعون في إدارة البحث الجنائي وأمن المحافظة منذ عدة أيام ورفض القائمون إطلاق سراحهم بالرغم من التوجيهات القضائية الصريحة بالإفراج عنهم . المسيرة الثانية كانت هي الأخرى حاشدة، حيث انطلقت من منطقة الحصب مروراً بعدة شوارع معاكسة للمسيرة الأولى وفيها صدح المتظاهرون "من تعز صرخة قوية ارحلوا يا بلطجية"، مطالبين قوات السلطة بسرعة الإفراج عن الشباب الذين تم اعتقالهم بطرق تعسفية على خلفية مشاركتهم في التظاهرات الشعبية المطالبة برحيل النظام . وعلى صعيد آخر وفي إطار الحملة التي تسعى للنيل من حرية الكلمة ونقل الصورة الحقيقية للرأي العام أقدم مساعد مدير أمن تعز لشؤون الأمن محمد الشامي يوم أمس على مصادرة كاميرا مراسلنا الزميل "رياض الأديب" خلال تصويره اعتصاماً لعمال الشركة اليمنية للنفط المحتجين على تعسفات أفراد من الشرطة العسكرية ضدهم. وقال الأديب إن أحد أفراد الأمن المرافقين للشامي – بلباس مدني – قام بمصادرة كاميرته وتسليمها لنائب مساعد مدير الأمن الشامي والذي بدوره قام برميها على الأرض وداس بقدمه عليها وتحطيمها نهائياً، موجهاً اتهامه للزميل الأديب بأنه من مثيري الفتن . ولم تسمح قوات الأمن للزميل رياض الأديب بمغادرة حوش الشركة الذي احتجز فيه قرابة الساعة، إلا أنه تمكن بعد ذلك من الفرار بواسطة عمال الشركة. "أخبار اليوم" تعتبر ما حدث للزميل يعكس حالة تعبئة غير مبررة تجاه الإعلام الذي يقوم بنقل ما يحدث مما يشاهده آلاف من المواطنين وتصوره العدسات التي لا يمكن مراقبتها وإغلاقها في عالم اليوم، كما أنه لا يمكن أن يفهم مثل هذا السلوك إلا أنه نتيجة أمر مباشر من المسئولين للتعامل مع أدوات الإعلام كعدو يجب استخدام العنف ضده. وتطالب مؤسسة "الشموع" للصحافة والطباعة والنشر برد الاعتبار للزميل رياض وإعادة كاميرته . من جانبها أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين اعتداء قوات الأمن على الزميل الأديب بقيادة نائب مدير أمن محافظة تعز الضابط/ محمد الشامي. واستنكرت النقابة في بلاغ صادر عنها هذا الاعتداء الخطير، محملة بذات الوقت السلطات الأمنية في محافظة تعز مسئولية الاعتداء على الأديب ومصادرة كاميرته وكسرها، ودعا البلاغ وزارة الداخلية للتحقيق في الحادثة ومعاقبة المعتدين ومن أشرف على هذا الانتهاك. وأضاف البلاغ ::إن نقابة الصحفيين تعبر عن قلقها من تزايد الانتهاكات من قبل السلطات الأمنية ضد الصحافة والصحفيين خصوصاً من السلطات الأمنية بمحافظة تعز".