يضع شباب الثورة في اليمن خيار الزحف نحو دار رئاسة الجمهورية ضمن أولويات المرحلة الحالية التي دشنوها الأسبوع الماضي لإنهاء حكم الرئيس/ علي عبدالله صالح الممتد ل33 سنة. وقال مصدر في قيادة الثورة إن الشباب وضعوا خطة لما أطلق عليه "الزحف" السلمي نحو قصر الرئاسة، مشيراً إلى أن الخطة سيسقط فيها ضحايا كثر ولكن احد الشباب لن يتراجع، لأن التراجع يعني الموت المحقق للجميع. وأضاف المصدر " لقد تم وضع شباب يحبون الموت والشهادة كما يحب "صالح" الحياة وقتل الأبرياء وإن أولئك الشباب من خيرة الشباب في اليمن وأطلق على أولئك الشباب " مشروع شهيد" الذين لن يوقفهم الرصاص ولا الدبابات ولا قصف الطائرات وأنهم بلا شك سيصلون إلى مبتغاهم". غير أن مصطلح كلمة "الزحف" هناك من يحبذه وهناك من يرى أن المصطلح غير مناسب، كونه مصطلحاً "عسكرياً" وهناك من يرى أيضاً أن أي مسيرة تنطلق إلى دار الرئاسة ممكن أن يريق الكثير من الدماء بسببها وتتعرض سلامة الناس للخطر. وبحسب المعلومات التي حصل عليها "مأرب برس" فإن الدبابات والمدرعات محيطة بدار الرئاسة في صنعاء، فيما قام النظام بنشر مئات القناصة على أسطح المنازل منها عمارة "لا إله إلا الله" الواقعة في جولة كنتاكي التي أصبحت ثكنة لمئات من القناصة في كل دور من أدوارها البالغ عددهم أحد عشر دوراً، فيما تم توزيع قناصة آخرين على طول الشوارع والممرات التي يعتقد أن المسيرة ستمر منها، الأمر الذي سيسقط مئات من القتلى والجرحى. الدكتورة أم زياد- تربوية تزور ساحة التغيير بصنعاء قالت " أنا أؤيد الزحف للقصر الجمهوري، كون المعتصمين قد مارسوا كل الأساليب لرحيل صالح من اعتصامات ، مسيرات، عصيان مدني، تصعيدات سلمية، وساطات حزبية ومبادرات داخلية وخارجية وكلها فشلت، بالإضافة إلى تلاعب الرئيس بالوقت وإصراره على استخدام القمع والقتل والاختطاف ونحن نعلم أن حشود الأمن المركزي والحرس الجمهوري قد زرعت في كل مكان وأن أرواحاً بريئة قد قرر "علي صالح" سفكها ليبقى على كرسي الرئاسة متربعاً بقوة السلاح دحراً لإرادة الشعوب". وعن سقوط الضحايا قالت " هذه هي الثورات تقدم لها التضحيات وتبذل لها الأرواح لتنجح ويبنى وطن حر جديد طاهر من الفساد ، سيثبت الشباب الحر للعالم أجمع أن مطلبهم شرعي وأنهم لا يريدون علياً رئيساً عليهم، كونه يعمل لمصلحة نفسه فقط وإن كان الثمن أرواح اليمنيين وفنائهم ". غير أن المحامي زياد الدبعي – من اللجنة القانونية بساحة التغيير بصنعاء قال " في الثورات السلمية لا يوجد كلمة اسمها "زحف" ولكن توجد مسيرات الورود وأنا أؤيد مسيرة سلمية إلى دار الرئاسة" ،ورغم الدماء التي ستراق وحجم ذلك إلا أن "الدبعي" يرى ذلك ضرورياً، فإن تلك الدماء تروي شجرة الحرية"، مشيراً في الوقت ذاته من وجهة نظر قانونية " إلى أن أي اعتداء ضد المسيرة السلمية يعد خرقاً للدستور والقانون وسيتعرض مرتكبوها للمحاكمة". العضو في البرلمان اليمني – احمد سيف حاشد وهو احد قيادات الثورة الشبابية في صنعاء قال إنه ليس مع مصطلح "الزحف" فهو مصطلح عسكري ، لكن في المقابل يرى أن من حق شباب الثورة " أن ينظموا أي مسيرة وإلى أي مكان في اليمن وأن يعتصموا في المكان الذي يريدونه. وحول إمكانية نجاح ذلك في مطلب الثورة وجدواه قال حاشد " أنا مع أي هدف مشروع ومدروس وأنا اعرف أن أي هدف يجرى بطريقة مدروسة وبأقل التكاليف سيكون أيضا ذا جدوى ". القيادي في اللقاء المشترك والأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري - سلطان العتواني قال " الزحف يجب أن لا يقرره أشخاص ولابد أن يتم دراسته بشكل جيد وأكيد أن لكل عمل سلمي ترتيبات معينة وهناك ترتيبات في أي خطوة من خطوات التصعيد ويجب أن تكون عملية "الزحف" مدروسة بشكل جيد". وحول إمكانية نجاحها والضحايا التي يمكن أن يسقطوا فيها قال العتواني في حديثه ل"مأرب برس" " لا شك بأن نجاحها سيكون بطريقة دراسته وكيفية الزحف، أما من ناحية الضحايا فأكيد سيكون هناك ضحايا لكن لا يوجد عمل سلمي وثورة بدون ضحايا لكن دراسة المسألة يجب أن تجعل ذلك الزحف ناجحاً وبأقل التكاليف". وحول استجابة المعارضة للزحف فيما إذا دعت المعارضة والسياسيين هل سيزحفون قال القيادي في اللقاء المشترك والأمين العام لحزب الحق- حسن زيد " نحن سلمنا القيادة للشباب منذ فترة وأثبتوا بأنهم جديرون بها، وإذا ما اتفقوا على هذا فإننا إذا دعينا من قبل الشباب فإن الدعوة للخروج واجبة لكل يمني حر إن كنا أحراراً ووطنيين ونشعر بالمسؤولية التاريخية وإذا ارتفعت الموانع فإن الاستجابة ستكون واجبة ". شباب الثورة في اليمن يرغبون في الزحف، فلذلك لا يهمهم ما سيجدونه من رد من قبل النظام، غير أن المنسقية العليا لشباب الثورة قالت في بيان لها إن الزحف المعلن عنها يوم غد الثلاثاء، لم يحن وقته بعد، كون الكثير من مكونات العمل الثوري في ساحات الحرية والتغيير بعموم اليمن لم توافق على الصيغة النهائية لعملية الزحف. وقال البيان " إن مشروع التصعيد المقدم من المنسقية ليس إلا مشروعاً واحداً بين مجموعة من مشاريع التصعيد المقدمة من مختلف المكونات الثورية " مشيراً إلى أن " جميع مشاريع التصعيد ومنها مشروع المنسقية لا تزال قيد النقاش والدراسة بين مختلف التكتلات والساحات بالجمهورية, ولم يتم التوافق عليها حتى هذه الساعة ". و دعت المنسقية في بيانها " كافة مكونات العمل الثوري بالجمهورية إلى الإسراع في إنجاز برنامج التصعيد الموحد تلبية لمطالب الشعب في الإسقاط الفوري والحاسم للنظام ورموزه ". لا يزال شباب الثورة لم يحسموا الوقت ولم يحددوا بعد ساعة الصفر للزحف نحو قصر الرئيس صالح غير أن الأنباء لطالما تتردد حول نية الرئيس صالح وأد الثورة في العيد الوطني لليمن (22 مايو)، لذا فإن الصيحات تتعالى لشباب الثورة بأن يتم الزحف يوم الجمعة القادم فهل سيكون الزحف هو الخيار الأخير وكيف سيتم؟.