عاش أبناء محافظة عدن بمديرياتها الثمانِ طيلة "17" ساعة منذ مساء أمس الأول وحتى عصر أمس في ظلام تحت وطأة حرارة الجو جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظة، بالإضافة إلى قيام الأجهزة الأمنية بإثارة الهلع والخوف بين المواطنين ومنع البعض منهم من التنقل بين المديريات وإطلاق النار بشكل عشوائي في مديرية المعلا، الأمر الذي أسفر عن إلى إصابة شخص بطلق ناري. وعبر عدد من الشخصيات الاجتماعية بالمحافظة عن سخطهم الشديد إزاء الأساليب التي يتبعها النظام والتي تمس حياة المواطنين والمتمثلة في خلق أزمة تلو الأخرى من خلال انعدام المشتقات النفطية واسطوانات الغاز، وغيرها من الأعمال، مشيرين إلى أن ذلك لن يثن شباب الثورة المعتصمين سليماً في ساحات الحرية والتغيير عن مواصلة نضالهم حتى يسقط النظام والذي فشل في كافة ألاعبيه المتعلقة بحياة المواطنين. وقال الناشط السياسي نبيل غانم ل"أخبار اليوم" أن على النظام في هذه المرحلة أن يرحل. متسائلاً لماذا تقطع الكهرباء في عدن خاصة، في حين أنها تمتلك ثلاث محطات رئيسية يمكن لها أن تغطي الكهرباء في عموم مديريات المحافظة حتى وإن كان قد أصيبت محطة مأرب بخلل. وأكد أن الدول قاطبة أصبحت مواقفها واضحة وتقف مع الشعوب ضد الحكام. وقال "الحكام اثبتوا بأنهم عبارة عن زعماء مافيا، حيث أن أول ما يتم زحزحة الكراسي من تحتهم تظهر وجوههم الحقيقة المجرمة، إن النظام اليمني لم يتبق إلا أيام قليلة وستسقط منه ورقة التوت، مشيراً إلى أن النظام يراهن من خلال مماطلته على المبادرات الخليجية بأن الشعب سيتأثر من خلال أزمة الغاز والمشتقات النفطية وغيرها من الخدمات، إلا أن ذلك فشل تماماً، متناسياً أن الشعوب اليوم تضحي بأرواحها من أجل حريتها وأن الثورة تزداد زخماً وتوهجاً يوماً بعد يوم من أجل إسقاط النظام، مطالباً في ختام تصريحه كافة التجار في عدن والمحافظات للمساهمة الفاعلة مع دعوات الشباب لتنفيذ العصيان وإغلاق محلاتهم التجارية. من جانبه قال الباحث والأكاديمي الدكتور/ فضل الربيعي أن انطفاء الكهرباء عن محافظة عدن ليلة كاملة يعد مفاجئاً ومؤشراً على تهالك الدولة، مشيراً إلى أنه في أي مكان بالعالم حتى خلال الحرب تحاول الدولة دائماً تأمين الخدمات الرئيسية عوضاً عن الأوضاع الأخرى غير أمنية مثل المياه والكهرباء، مضيفاً: لقد اعتدنا دائماً أن نسمع تصريح من مسؤول بأن محطة مأرب قد تعرضت لتخريب من قبل عناصر خارجة عن القانون ولكن مع الأسف الشديد لم نسمع عن محاكمة واضحة لتلك العناصر المخربة للمشاريع الحيوية التي تمس مصالح الناس. وأضاف الربيعي: أننا لم نسمع على مر العصور أن دولة تحارب نفسها كما هو حاصل في بلادنا، حيث تقوم باستيراد أسلحة بالعملة الصعبة وتوزعها على عناصر بلطجية، لافتاً إلى أنه ليس هناك أفضع من المسرحية التي قدمها السكرتير الإعلامي لرئيس الجمهورية عبر قناة الجزيرة وانتحال صفة شباب الثورة بمعلومات كاذبة، مشيراً إلى أن هذه الواقعة قد شوهت المجتمع اليمني برمته.