من المنتظر أن يوقع الرئيس/ علي عبدالله صالح اليوم الأحد على المبادرة الخليجية بعد توقيع أحزاب المعارضة عليها مساء أمس . ونقلت وكالة رويترز عن زعيم معارض لم تذكر اسمه قوله: إن المعارضة اليمنية وقعت مساء اليوم السبت على المبادرة الخليجية، دون أن تذكر أي تفاصيل إضافية. وحسب مصادر إعلامية فإن المعارضة وقعت المبادرة أثناء اجتماع لها مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي/ عبداللطيف الزياني في العاصمة صنعاء؛ حيث وقع عن المشترك وشركائه خمسة أشخاص هم كلاً من محمد سالم باسندوة، والدكتور ياسين سعيد نعمان، وعبدالوهاب الآنسي، وحسن زيد، وصخر الوجيه، وسلطان العتواني. وفي هذا السياق اعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور/ عادل الشرجبي في تصريح ل"أخبار اليوم" بأن الوثيقة في ظل توقيع طرف دون آخر غير ملزمة وكأنها لم توقع إطلاقاً كونها لا تكتمل إلا بتوقيع الطرفين بحيث ليس بإمكان طرف أن يتحجج على آخر بأي وثيقة في أي اتفاق إلا إذا ما وقع عليها الطرفان. وأضاف الشرجبي بأن الأمر المهم هو ما بعد توقيع الطرفين "النظام والمعارضة" على المبادرة، وليست أهمية الأمر في اليوم الواحد أو اليومين التي تفصل بين توقيع المعارضة وتوقيع الرئيس. وأشار إلى أزمة قد يختلقها النظام بعد توقيع الرئيس، حيث أن الرئيس وكما عهد عنه وعن من وصفهم بالبطانة المقربة منه سيقومون باختلاق الأعذار والمماطلة وبتفسير بنود الاتفاق حسب هواهم وبالتالي سوف توجد صعوبات أخرى في المستقبل حسب تعبير الشرجبي. وقال: إن الرئيس لم يوافق على التوقيع إلا بعد أن سدت أمامه كل الوسائل التي يمكن أن يتحجج بها أو يماطل بها، ولهذا فإنه سيقوم بالتوقيع على الوثيقة التي تقدمت بها دول الخليج، مستدركاً بأن الرئيس سيقوم بعد ذلك باختلاق الأعذار وتفسير كثير من البنود بما يمكنه من المماطلة والعمل على تأخير الجدول الزمني المحدد بشهر لتقديم الرئيس استقالته وتكليف نائب الرئيس بمهامه، مشيراً إلى أن النظام سيقوم بالتحايل على ذلك ولن يتم التنفيذ خلال شهر. وعزا الشرجبي وصف الرئيس صالح للمبادرة الخليجية بالانقلابية خلال تصريحاته رغم موافقته التوقيع عليها، إلى أن صالح غير مقتنع بالمبادرة ويريد أن يقول: إن توقيع النظام لم يأت لقناعة نهائية لكنه مضطر للتعامل معها حد قولها. ونوه الشرجبي في ذات السياق إلى أن الرئيس لم يعد أمامه إمكانية أخرى إلا أن يتعامل مع المبادرة وبالتالي سيوقع عليها ليبدأ بالتهرب والمماطلة وتنفيذها حسب ما يريدها لا حسب ما تنص عليه بنود الاتفاقية. ولفت أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى تقييم الرئيس صالح لتدخل الأطراف الإقليمية والدولية في الشأن اليمني بالفترة الأخيرة كوسطاء، حيث وأنه من خلال تصريحاته الأخيرة تنم عن عدم رضاه بذلك. وقال الشرجبي: إن الرئيس صالح ونظامه يراهنون على أن أطراف القوى الثورية سوف تتفكك وستبدأ بالخصامات والخلافات وبالتالي يماطل ويسوق انتصاراً لحدوث الاختلافات بين القوى الثورية، مستبعداً في هذا الصدد حدوث انقسامات يبن قوى الثورة مهما طالت فترة الثورة، كون الأطراف جميعها متفقه على هدف رئيسي متمثل بإسقاط النظام. وأكد الشرجبي أن المماطلة والتسويف وخلق الأعذار من قبل النظام سوف تكلف البلاد مزيداً من سوء الأوضاع الاقتصادية ومزيداً من تدهور الخدمات، إلا أن النظام مصيره السقوط بالأخير حسب الشرجبي.