إن أخلاقيات الثورة تجعل العمل على تكثير الأصدقاء والحلفاء وتقليل الخصوم والأعداء من الواجبات اللازمة والأمور الضرورية، ذلك أن العديد من نقاط القوة التي لدى النظام القائم والحزب الحاكم إنما جاءت من أخطاء ثورية، وتصرفات حماسية، وتصريحات طائشة ونيران صديقة، ومواقف غير محسوبة وعبارات غير مسؤولة. إن الثورة تغيير نحو الأفضل، والتغيير نحو الأفضل يكون بالتي هي أحسن، والثورة دعوة، والدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، والقول اللين والعدل والإنصاف مع الآخر والمخالف، والرحمة بالناس والتلطف معهم والإحسان إليهم والعفو عنهم وكسب ودهم، واللين والرفق بهم "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضاً غليظ القلب لانفضوا من حولك، فأعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين".