هكذا هي عدن، سباقة في الاستجابة لتلبية النداء وهي تجسد مع بقية أخواتها من المحافظات اللحمة الحقيقية بمسيرات حاشدة، تعبر فيها عن رفضها القاطع لكل محاولات النظام لجر البلد إلى مربع العنف. ووسط حرارة الجو ومشاعر الإخاء المتدفقة، فقد نظم أبناء مديريات كريتر والشيخ عثمان والمعلا وخور مكسر والمنصورة والتواهي وبقية المديريات، مسيرات حاشدة، جابت شوارع مديريتي الشيخ عثمان وكريتر، حيث انطلقت (من ساحة النور ومن ساحة الحرية)، وسط تدفق الحشود البشرية الرافضة للحرب الأهلية والمطالبة برحيل النظام والمؤكدة على سلمية الثورة، في التحام عظيم مع ساحات التغيير في كل ميادين الجمهورية. وكانت الحشود الجماهيرية قد انطلقت من الساحات بشبابها وفتياتها، برجالها ونسائها، الذين رفعوا اللافتات المنددة بالحرب العلنية التي أطلقها نظام صالح، كما هتف المشاركون والمشاركات وبتفاعل غير مسبوق بشعارات، معبرة عن سلمية الثورة. وقد ألقى شباب ساحات الحرية والتغيير في جميع الساحات بيانات أعقبت المسيرات، أكدت جميعها على سلمية الثورة ورفض الانجرار لمربع العنف والحرب الأهلية، كما نددت البيانات بالقصف العشوائي اللأخلاقي على الأحياء السكنية والاعتداء الآثم على منزل الشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر الذي يُعتبر منزلاً لجميع أبناء اليمن.. وختم شباب الثورة بياناتهم بالتأكيد على مسيرة الجمعة القادمة التي أطلقوا عليها (مسيرة الرحيل بسلام) والتي ستنطلق من مدينة المعلا وحتى مدينة كريتر.. ترحموا على أرواح الشهداء من أبناء اليمن وقبائلها ومن أبناء القوات المسلحة المغرر بهم.