أشارت صحيفة بريطانية في سياق تقرير لها بشأن اليمن إلى إصرار أميركي- خليجي على حل الأزمة اليمنية، إذ أصبحت الحكومات الغربية حسب ما أوضحه التقرير تشعر بقلق متزايد مع عدم وجود جدول زمني لإجراء مفاوضات حول انتقال السلطة وسط الشائعات التي تروجها الحكومة بأن صالح سيعود إلى البلاد. وذكرت" فاينانشيال تايمز" البريطانية أن بلداناً غربية بقيادة الولاياتالمتحدة تضغط على السعودية للدفع بنقل سريع للسلطة في اليمن، محذرة من أزمة أمنية وسياسية وإنسانية تلوح في الأفق إذا لم يتم حل الجمود السياسي. وعلقت الصحيفة بأن نقل صالح إلى السعودية في 4 يونيو بعد "33" عاماً قضاها في السلطة زاد من الآمال بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء الأزمة التي اجتاحت اليمن طيلة الأربعة الأشهر الماضية، لافتة إلى أن الحكومة اليمنية قللت من خطورة الوضع الصحي للرئيس، لكن دبلوماسياً غربياً قال للصحيفة: "صالح تعرض لحروق خطيرة جداً، وكسور في العظام وشظايا التي ستستغرق شهر وأكثر ليشفى منها. وقال الدبلوماسي: "لا يمكن لليمن الانتظار شهوراً لتشكيل حكومة أو لتفعيل أي عملية سياسية، الشيء المهم هو أن الرئيس مُطالب باتخاذ قرارات ويُفضل أن يوافق على المبادرة الخليجية؛ حيث من الخطورة أن تنتظر اليمن وتسمح بوجود فراغ سياسي. وأضاف الدبلوماسي الغربي أن الدور السعودي أمر جوهري، وأن المبادرة الخليجية التي وافق عليها المجتمع الدولي هي أفضل وسيلة للمضي قدماً، مشيراً إلى أن موقف الخليجيين أفضل الآن ليقنعوه بالمبادرة كون الرئيس صالح موجود في بلادهم، إلا أن السعودية تسير بحذر شديد حسب الصحيفة البريطانية . وفي ذات السياق نقلت الصحيفة عن "أسامة نوجلي" المتحدث باسم وزير الخارجية السعودي، قوله لصحيفة فاينانشال تايمز إن إجلاء صالح من اليمن لم يكن جزءا من صفقة سياسية. وقال نوجلي: "بالرغم من أن الحكومة السعودية حريصة على رؤية نقل منظم للسلطة في اليمن، فإن الأمر متروك لليمنيين ليقرروا وتيرة وشكل هذا الانتقال، مضيفة ال" فاينانشيال تايمز ": البعض في الرياض يرغبون في بقاء صالح وأن يوقع على المبادرة بينما آخرون لا يريدون إجبار الرئيس الحالي على تقديم استقالته. وحسب الصحيفة تريد الولاياتالمتحدة من نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يشكل حكومة وحدة وطنية مع المعارضة الرئيسية في البلاد، لكن المتشددين في الحزب الحاكم رفضوا إجراء أي محادثات مع المعارضة قبل أن يعود صالح إلى البلاد. وقالت فاينانشيال تايمز البريطانية عائلة صالح لا تزال تسيطر على المناصب الأمنية والاقتصادية الرئيسية في البلاد، ابنه أحمد، الذي كان يُنظر إليه على انه الخليفة المحتمل، يقود قوات الحرس الجمهوري، أحمد توصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع قبيلة آل الأحمر. وأوردت ما قاله الدبلوماسي الغربي: "الرسالة إلى أحمد: لا تنزلق إلى طريق العنف والانتقام لأن ذلك سيؤدي إلى تعرضك لمزيد من الخسائر وتضرر مصالح عائلتك وليس فقط آل الأحمر، ليس هذا مجرد صراع بين صالح وآل الأحمر، هذه هي أزمة ذات أبعاد دولية".