أقدمت عدد من الأسر بمدينة تعز يوم أمس وخاصة المباني المجاورة لساحة الحرية على النزوح الجماعي نحو الأرياف نتيجة للقصف العشوائي والمستمر الذي تمارسه قوات صالح على المدينة وتحديدا ساحة الحرية منذ اجتياحها أواخر شهر مايو الماضي . ويأتي نزوح الأهالي بعدما شهدت العديد من الأحياء السكنية بالمدينة نزوح مماثلاً وتحديداً حي مستشفى الثورة، حيث تتمركز في محيطه قوات النظام والحرس الجمهوري وتباشر بإطلاق القذائف الثقيلة على المدينة وخاصة بعد منتصف الليل الأمر الذي يثير الرعب والخوف لدى المواطنين وخاصة النساء والأطفال. من جانب آخر وضمن سلسلة المسيرات اليومية شهدت المحافظة صباح أمس مسيرة جماهيرية انطلقت من ساحة الحرية وجابت عدة شوارع بالمحافظة وطالب المتظاهرون من خلالها بسرعة تشكيل مجلس انتقالي وإقالة أقارب الرئيس السابق – حسب تعبيرهم – كما أكد الشباب رفضهم عسكرة المدينة. وطالب المتظاهرون إقالة مدير أمن تعز وكل المسؤولين عن محرقة ساحة الحرية وإحالتهم للمحاكمة، كما نددوا بالانفلات الأمني وممارسة الإرهاب من قبل القوات الموالية للرئيس صالح، محددين بذات الوقت يومي الاثنين والأربعاء للخروج بمسيرات مليونية من أجل تحقيق هذه المطالب. من جهة أخرى شهدت تعز يوم أمس – حتى ساعة كتابة الخبر - هدوءاً مشوباً بالحذر بعد موجات القصف العشوائي ومن مختلف أنواع الأسلحة الذي شهدته المدنية ليلة الأمس, وهذا باستثناء المواجهات التي وقعت في سوق مقوات عصفيرة ظهر أمس وأسفرت عن إصابة شخصين بعدما قامت القبائل الموالية للثورة بمنع ووقف قاطرات تابعة للجيش حاولت سحب القواطر اللاتي تم إحراقهن بذات المكان من قبل القبائل قبل بضعة أيام. يذكر أن قذائف الدبابات التي أطلقت ليلة أمس على المدنية سقطت على بعض المباني ومن ذلك مبنى بالقرب من نيابة الأموال العامة خلف ساحة الحرية، فيما وقعت الأخرى بحوش المعهد الوطني المجاور لساحة الحرية. الجدير بالذكر أن تعز تشهد شبه توقف لحركة المرور نتيجة أزمة المشتقات النفطية مما زاد من تفاقم الأوضاع ومعاناة المدنيين وبلغ سعر البنزين والديزل سعة "20" لتر مابين 5000 – 7000 ريال, كما والمحافظة مهددة بالأوبئة وانتشار الأمراض نتيجة لتكدس القمامة في معظم أحياء المدنية.