بدت كل صورة علقت على جدارن جاليري المحطة في رام الله وكأنها صفحة كتاب تقلبها كلما تنقلت من صورة أخرى لتتعرف على ألم جديد لأسيرة فلسطينية محررة أمضت سنوات في سجون الاحتلال. صور "البورتريه" المعلقة على الجدران تقدم الكثير من تفاصيل مختصرة لألم سنوات أبدعت عدسة المصور الايطالي فنتورا فورميكوني في التقاطها دون الحاجة إلى قراءة سطور خطت إلى جانب الصورة كتبا بلغة بسيطة وسهلة تروي حكاوى المعاناة على لسان الأسيرة وسطور أخرى إلى جانبها تعرف بالأسيرة وبسنوات اعتقالها وحكمها تخاطب بها العالم. المعرض الذي افتتح مساء الأربعاء في رام الله بعنوان "زمن مفقود" تنفذه هيئة الأممالمتحدة للمرأة عرض 18 وجه أسيرة من الضفة وغزة تشابهت بألم مشترك وأخذت كل صورة تروي للزائر قصتها مع الاعتقال من المنزل والتعذيب والحرمان من الزيارة وغيرها. وقد تولدت فكرة المعرض كما يقول المصور فورميكوني عندما التقى مع أسيرات في قطاع غزة وتحدثن عن المعاناة التي عشنها بينما كان يعمل على مشروع أخر مختلف مع الأممالمتحدة. واختيار فورميكوني لالتقاط صورة بورتريه للأسيرة كان مقصودا ويضيف لوكالة الأنباء الكويتية "كونا" انه أراد من خلال ذلك التقاط صورة معبرة للوجه بحيث تتصل عيون الأسيرة بعيون زوار المعرض. وأشار إلى انه أراد من المعرض نقل صوت الأسيرات وصورهن إلى العالم موضحا أن الكلمات المرافقة للصور لم يتدخل في تحريرها وبقيت كما هي على لسان الأسيرة. الأسيرة المحررة سناء عامر وقفت إلى جانب صورتها وبدأت بالحديث عن كيفية التقاط الصورة وقالت ل"كونا" "كان المصور الايطالي يلتقط صورنا ونحن نتحدث معها كلما تحدثنا عن موضع يلتقط صورة جديدة". وأضافت عامر وهي من مدينة الخليل أمضت سبع سنوات في سجون الاحتلال وأفرج عنها قبل عامين أن هذا المعرض نجح في تلخيص معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأشارت إلى أنها وهي تنظر إلى صورتها وتقرأ حديثها تشعر بان الرسالة وصلت إلى الفلسطينيين والى العالم الخارجي خاصة انه عرض في اسبانيا. وأخذت صورة زوج الأسيرة ابتسام عيساوي مكانا لها على الحائط إلى جانب صور الأسيرات فابتسام لا تزال في الأسر فتحدث زوجها عن معاناة زوجته في الأسر وكيف تحول إلى الأب والأم في أن واحد ليرعى أبناءه. وبدلا من والدها وقفت الابنة ريم عيساوي "15 عاما" تحكي عن صورة والدها وما تعانيه والدتها في الأسر التي أمضت عشر سنوات وتبقى لها خمس أخرى لإنهاء محكوميتها. وتقول مديرة هيئة الأممالمتحدة للمرأة - مكتب الأرض المحتلة علياء ياسر "نامل في نقل المعرض إلى أنحاء مختلفة من العالم". وأضافت في تصريح مماثل ل"كونا" "عرضناه في اسبانيا كما هو الآن ولاقى إقبالا جماهيريا واسعا وأثار جدلا في اسبانيا وتم اخذ أراء من زوار المعرض وغالبيتها العظمى كانت ايجابية". وترافق عرض هذه الآراء عبر شاشة كبيرة داخل معرض رام الله إضافة إلى تسجيلات للأسيرات يتحدثن فيها عن تجربة الاعتقال ومرارتها. وأشارت ياسر إلى أن الهدف من الفكرة المدعومة من حكومة اسبانيا هو نقل معاناة الأسيرات للعالم لتغيير الصورة النمطية عن الفلسطينيين. وبينت أن العمل لم يكن سهلا لان عملية التوثيق كانت صعبة وتمت من خلال مؤسسات تعنى بالأسرى مثل "الضمير" و"مانديلا" و"المركز الفلسطيني للإرشاد" و"جمعية الدراسات النسوية"." "كونا"