أسقط المنتخب البوليفي نظيره الأرجنتيني في فخ التعادل بهدف لكل منهما في افتتاح كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2011م) لكرة القدم فجر أمس السبت في المباراة التي أقيمت على إستاد (سيوداد دي لا بلاتا)، وحضرها (53000) متفرج.. أقيمت المباراة في افتتاح الجولة الأولى من المجموعة الأولى التي ضمت أيضا منتخبي كولومبيا وكوستاريكا، وافتتح التسجيل للمنتخب البوليفي إدفالدو هرموزا في الدقيقة (48)، وتمكن المهاجم البديل سيرخيو أغويرو من إدراك التعادل للمنتخب الأرجنتيني في الدقيقة (76). بدأ المنتخب الأرجنتيني المباراة مهاجما بقوة بحثا عن إحراز هدف سريع في الدقائق الأولى يبسط به سيطرته على اللقاء، وهو ما أجبر المنتخب البوليفي على الانكماش الكامل لتأمين دفاعاته خوفا من أن تستقبل شباكه هدفا يفتح شهية الأرجنتينيين، ويحول اللقاء إلى مباراة استعراضية لأصحاب الأرض، وبالفعل مع مرور العشر دقائق الأولى حصل المنتخب الأرجنتيني على ثلاث ركلات ركنية إلا أنها لم تستغل، كما أهدى ميسي تمريرة حريرية إلى لافيتزي الذي كاد أن ينفرد تماما بمرمى الحارس البوليفي كارلوس إروين آرياس إلا أن حكم اللقاء أوقف الهجمة بداعي تسلل المهاجم الأرجنتيني.. ورد المنتخب البوليفي بركلة حرة مباشرة انبرى لها رونالد غارسيا لاعب بوليفار المحلي وسددها قوية في وسط المرمى أمسكها الحارس الأرجنتيني سيرخيو روميرو. تجرأ المنتخب البوليفي رويدا رويدا، وانطلق في هجمة ثانية حصل من خلالها على ركلة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء الأرجنتينية من الجانب الأيسر لُعبت على رأس المهاجم مارسيلو مارتينز إلا أن الأخير لعبها بدون تركيز إلى خارج الملعب.. تخلى المنتخب البوليفي تماما عن الرهبة والخوف من عاملي الأرض والجمهور، وواصل مفاجأته الهجومية لراقصي التانغو وفي الدقيقة (22) انطلق البوليفيون في هجمة خاطفة انتهت عند إدفالدو هرموزا لاعب نافال البرتغالي على حدود منطقة الجزاء الأرجنتينية، فأطلق تسديدة أرضية زاحفة أمسكها بثبات روميرو. في الدقيقة (31) عاود ميسي الاختراق ثم مرر كرة متقنة إلى تيفيز فسددها الأخير مباشرة في المرمى، أخرجها بصعوبة آرياس إلى ركلة ركنية، ولم تمض دقيقة واحدة إلا وكان الجميع على موعد مع أخطر فرص المنتخب الأرجنتيني عندما مرر لاعب نابولي لافيتزي الكرة إلى القادم من الخلف كامبياسو فأخطأها الأخير بغرابة بعد أن تعثر بشكل مفاجئ.. ووضح أن لاعبي الأرجنتين يعتمدون بشكل كامل على التمريرات القصيرة السريعة لضرب التكتل البوليفي إلا أن هذه الطريقة لم تفلح بسبب الانقضاض السريع من جانب لاعبي بوليفيا. وعجز تماما المنتخب الأرجنتيني على حل (لوغاريتم) الدفاع البوليفي طوال الشوط الأول الذي انتهى بتعادل سلبي (صادم) للجمهور الأرجنتيني الذي هيأ نفسه للاستمتاع بحفلة تهديفية في المباراة وضح أنها بعيدة المنال.. واستهل المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بإجراء تبديل هجومي، حيث أخرج مدرب الفريق سيرخيو باتيستا إستيبان كامبياسو ودفع بدلا منه بنجم ريال مدريد الشاب أنخيل دي ماريا، أملا في زيادة الكثافة الهجومية لفريقيه لحل (المعضلة) الدفاعية البوليفية. وبينما كان المنتخب الأرجنتيني يتهيأ لشن موجة من الهجمات المتتالية على مرمى الحارس آرياس فاجأ المنتخب البوليفي كل من في الملعب وأحرز هدفا رائعا وبالغ الغرابة في نفس الوقت، ففي الدقيقة (48) حصل البوليفيون على ركلة ركنية انبرى لها جاسماني كامبوس ولعبها أرضيه مباشرة إلى لاعب الوسط إدفالدو هرموزا داخل منطقة الجزاء، ففاجأ الأخير كل من في الملعب ولعب الكرة بكعبه مباشرة في المرمى فمرت من بين قدمي لاعب الوسط الأرجنتيني بانيغا، وعبرت خط المرمى معلنة عن أول أهداف المباراة وبطولة (كوبا أميركا 2011م) وسط حسرة الجمهور الأرجنتيني الغفير من جانب، وفرحة جنونية غير متوقعة من جانب الجمهور البوليفي الحاضر لمناصرة فريقه خارج الديار. مر المنتخب الأرجنتيني عقب هذه الصدمة بمرحلة انعدام وزن وانخفض مستوى لافيتزي بشكل كبير، وأضاع أكثر من كرة خطرة على فريقه بسبب تسرعه وتوتره الزائد عن الحد، وفي الدقيقة (58) كان الظهور الأول للبديل دي ماريا الذي مر بمهارة واقتدار من لاعبي المنتخب البوليفي إلا أن التدخل السريع والحاسم في الأمتار الأخيرة لقلب الدفاع رونالد ريفيرو حال دون إحراز أصحاب الأرض لهدف التعادل، وبعد دقيقة واحدة أثبت دي ماريا أنه لم يكن يستحق أن يبدأ اللقاء من على مقعد البدلاء عندما انبرى مجددا وسدد كرة صاروخية أنقذها أحد أبرز نجوم اللقاء الحارس البوليفي آرياس فارتدت إلى أحد مدافعي المنتخب البوليفي الذي أخرجها إلى ركلة ركنية. وأجرى مدرب المنتخب البوليفي الأرجنتيني غوستافو كوينتروس تبديلا في وسط الملعب بإخراج خوسليتو فاكا ودفع بدلا منه بخوسيه لويس تشافيز لزيادة الأداء الدفاعي في فريقه.. ووسط الاندفاع الهجومي للمنتخب الأرجنتيني كاد البوليفيون أن يحرزوا الهدف الثاني عندما انفرد مهاجم الفريق الأوحد مارسيلو مارتينز تماما بالحارس روميرو الذي خرج في توقيت مناسب وأنقذ مرماه من تلقي هدف التعزيز للبوليفيين.. حاول باتيستا أن ينشط الأداء الهجومي لفريقه فأخرج لافيتزي غير الموفق ودفع بمهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني سيرخيو أغويرو في الدقيقة (70). استبسل المنتخب البوليفي دفاعيا أملا في العبور بنتيجة المباراة إلى بر الأمان، ولكن المهارة الأرجنتينية كان لها كلمة الحسم في النهاية، ففي الدقيقة (76) أرسل دي ماريا كرة عرضية متقنة من الجانب الأيسر ذهبت إلى نيكولاس بورديسو الذي هيأها بصدره إلى أغويرو فسددها الأخير مباشرة بصورة جمالية رائعة في المرمى وسط ذهول مدافعي بوليفيا.. سيطر المنتخب الأرجنتيني تماما على البقية الباقية من أحداث اللقاء عقب ذلك، وكاد أغويرو أن يحرز الهدف الثاني له ولمنتخب بلاده إلا أن آرياس ارتدى قفاز الإجادة مجددا وأخرج الكرة بصعوبة، فتهيأت إلى دي ماريا الذي سددها مباشرة ذهبت فوق العارضة وسط حسرة الجمهور الأرجنتيني. احتفظ المنتخب البوليفي بخطورته وقدرته الدائمة على تهديد مرمى روميرو ففي الدقيقة (81) ذهبت الكرة إلى البديل خوان كارلوس آرسي المتوغل من الجانب الأيمن فتوغل إلى داخل منطقة الجزاء، ثم مرر الكرة إلى فلوريس فسدد الأخير في جسد الدفاع الأرجنتيني لتضيع فرصة حقيقية للتسجيل على البوليفيين.. انفتح اللعب تماما على مصراعيه من الجانبين ووصلت الكرة في الدقيقة (85) إلى دي ماريا المتمركز داخل منطقة الجزاء فسددها مباشرة في المرمى إلا أن نجم المنتخب البوليفي الحارس آرياس أمسك الكرة بثبات وثقة. وأطلق الحكم أخيراً صافرته معلنا نهاية الشوط الثاني واللقاء بتعادل صادم وغير متوقع للمنتخب الأرجنتيني صاحب الأرض والجمهور، وهي نتيجة ستلقي بظلالها بالتأكيد على مسيرة المنتخب الأرجنتيني في البطولة.