هزت جريمة مقتل الفتى القطري محمد الماجد (16 عاما) العاصمة البريطانية لندن وسط اهتمام كبير من وسائل الإعلام بهذه القضية التي وصفت بأنها عنصرية. وتعرض الضحية لاعتداء في هاستينغز بجنوب إنجلترا من شبان بريطانيين مخمورينأعمارهم بين 17 و20 أثناء تناوله الطعام داخل أحد المطاعم. ونقل الماجد إلى مستشفى بلندن الجمعة الماضية إلى أن فارق الحياة يوم الأحد، وذكر تقرير التحقيق الأولي أنه توفي إثر تعرضه للضرب وتبين بعد فحص الجثة أنه أصيب بارتجاج في المخ. واعتقلت الشرطة بريطانياً رابعا بعد أن تم الإفراج عن ثلاثة آخرين بكفالة، وحاولت مصادر إعلامية قطرية الحصول على تفاصيل ما جرى لكن مسؤولي الشرطة اعتذروا بدعوى الحرص على مجريات التحقيق. واهتمت وسائل الإعلام البريطانية بنشر تغطيات واسعة للقضية وتزايدت الدعوات لإجراء نقاشات مفتوحة من أجل وضع حد لعصابات المراهقين المتورطة في مقتل العشرات من البريطانيين. من جانبه أدان سفير دولة قطر في بريطانيا خالد المنصوري " الاعتداء على الطالب القطري الماجد الذي حضر إلى بريطانيا لكسب العلم والمعرفة، واصفا الاعتداء بأنه إجرامي وذو طابع عنصري. وأضاف المنصوري أن المسؤولين في قطر يتابعون باهتمام هذه القضية المأساوية، مشيرا إلى وجود "أوامر عليا" باتخاذ الإجراءات القانونية لضمان حق الضحية وعائلته، ومعربا عن الثقة في قيام السلطات البريطانية المختصة بجهود لتقديم المتسببين في هذه الجريمة النكراء إلى العدالة. في نزول ميداني لمدارس للغة الإنجليزية في مقاطعة ساسيكس وفي لقاء لمدير مدرسة أس أي للغة الإنجليزية لاورنس أكي الذي قال "إن مدرسته تضم عددا كبيرا من الطلاب العرب غالبيتهم من دول الخليج العربي وليبيا وبأعمار تبدأ من 13 عاما. وأضاف أكي أن مسؤولية المدرسة عن الطلاب تكون أثناء الدوام الدراسي إضافة إلى أوقات الأنشطة المختلفة مثل الرحلات والسباحة والصيد. ومن جانبه، قال قاسم حسن مدير التسويق العربي إن الطلبة ما دون سن 16 عاما لديهم وضع خاص من حيث الرعاية والإشراف داخل المدارس وخارجها، حيث إنهم لا يتجولون بدون مشرفين ولا يمكنهم الذهاب إلى أي مكان دون مرافقة المشرف. أما الطالب الليبي أحمد نوري الذي يبلغ من العمر 14 فأعرب عن حزنه العميق لمقتل الماجد، لكنه قال " إن هذه الجريمة لم تصبه بالخوف وإنه يشعر بأمان كامل. وفي استطلاع لبعض آراء الشارع البريطاني أدانت جميعها الجريمة التي وصفها دانكل لويس بأنها مؤسفة، قبل أن يؤكد أن العنصرية مدانة ولا يوجد لها مكان في المجتمع البريطاني الذي قال إنه يقوم على مزيج ثقافي رائع. يذكر أن السفير البريطاني في قطر جون هاوكنز قدم اعتذار الحكومة البريطانية وتعازيها لعائلة الشاب القطري.