أسفرت قذيفة هاون -سقطت على حافلة ركاب عند الساعة التاسعة والنصف من مساء أمس الأربعاء بمدينة تعز أمام مستشفى الروضة- أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف ركابها وبعض المارة وأصحاب المحلات، لدى تواجدهم بالقرب من مكان سقوط القذيفة. وحسب مصادر محلية، فإن المحافظة شهدت مساء أمس سقوط عدد من قذائف الهاون تسببت في مقتل شخصين وجرح 10 آخرين، مشيرة إلى أن إحدى هذه القذائف سقطت بالقرب من مقر التجمع اليمني للإصلاح في الشارع المقابل للمكان الذي دمرت فيه حافلة النقل وأن قذيفة ثالثة استقرت على مبنى فندق "سنان" القريب من ساحة الحرية. وتضاربت الأنباء حول مصدر هذه القذائف، ففي الوقت الذي أكد فيه شهود عيان أن مصدرها الحرس الجمهوري، المتمركز في مستشفى الثورة ومحيطة، فقد رجحت مصادر أخرى أنها تعود للأمن المركزي. ويمثل استهداف المدينة في مثل الوقت والشوارع مكتظة بحركات المرور والمارة بالسابقة الخطيرة, واعتاد الناس على سمع دوي الانفجارات قبل منتصف الليل بوقت قليل، حيث تبلغ هذه الانفجارات ذروتها من بعد منتصفه وحتى ساعات الفجر الأولى. وقالت مصادر مقربة من سائق الباص الذي استشهد بالحادثة عن إصابة والده وأمه بأزمة نفسية وانهيار عصبي فور سماعهم بالخبر ومفارقة فلذة كبدهم للحياة، حيث أسعفا إلى أحد المستشفيات الخاصة. وحتى ساعة كتابة هذا الخبر في وقت متأخر من مساء أمس سمع دوي عدة انفجارات بالمدنية، إضافة إلى سماع أسلحة متوسطة وتحديداً في الجهة الشمالية الشرقية من المحافظة بالقرب من شارع الستين. وكانت مدينة تعز قد شهدت صباح الأربعاء مواجهات بين مسلحين وجنود من أمن المحافظة بالقرب من جولة المسبح أمام مدرسة بلقيس، أسفرت تلك المواجهات عن مقتل جندي وإصابة 9 آخرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى إحراق طقمين عسكريين. وتأتي مواجهات المسبح – حسب شهود عيان – على خلفية قيام الجنود بفرض مبالغ معنية على طلاب المدرسة مقابل تسهيل عملية الغش وهو ما رفضه البعض منهم، مما أدى إلى تدخل مسلحين مواليين للطلاب وصارت المواجهات, فيما أرجع آخرون أسبابها إلى اعتراض اللجان الشعبية المكلفة بحماية المنشآت على ظاهرة الغش وبالتالي حدثت الواقعة, ورجح مصدر ثالث أن تبادل إطلاق النار تم بين الجنود وبين القبائل المناصرة للثورة. إلى ذلك شهدت المحافظة عصر أمس مسيرة نسائية حاشدة تحت المطر للتنديد ببقايا النظام، طالبن فيها بسرعة تشكيل مجلس انتقالي ورفضن التدخل السعودي والغربي, حيث جابت المسيرة التي انطلقت من جولة ديلوكس عدة شوارع من المدنية قبل وصولها إلى ساحة الحرية. وعلى صعيد مماثل أنطلق شباب الثورة بمسيرة حاشدة في الصباح، أكدوا من خلالها على سلمية الثورة، رافضين الوصاية التي تمارسها بعض الدول على اليمن، منددين بمسلسل القصف اليومي الذي تمارسه بقايا النظام على تعز، وخاصة من بعد منتصف الليل، علاوة عما تشهده المحافظة من ترد في الأوضاع الخدمية في مختلف المجالات والمرافق الحكومية، علاوة عن التدهور المعيشي وارتفاع أسعار المواد الغذائية وأزمة المشتقات النفطية. من جانب آخر أقدم شخصان بلباس مدني بالاعتداء على الزميل/ تيسير السامعي أثناء قيامه بعمله ظهر أمس وتصويره للطقمين العسكريين الذين تعرضا للاحتراق, وقال تيسير السامعي: إن شخصين تلفظا عليه وقاموا بمصادرة كاميرته التي تمكن من استعادتها بعد تدخل الحاضرين الذين شاهدوا الواقعة.