لم يكن أحد يتوقع أن يكون تفاصيل المشهد في ملعب الصقر بمدينة تعز بتلك الصورة وتلك الأدوار التي نسبت للفريق الكبير بتاريخه أهلي تعز، والذي قلب المعطيات بحضور لاعبيه إلى الملعب المذكور ليخوض مباراة كروية مع فريقه الصقر ليس لها أساس على الواقع، وإنما حبر على ورق في جو معد من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم ليس إلا!.. بعدما توحدت المواقف لأندية المحافظة وبرضا كل الأطراف بواقع ما دار في الأيام الماضية. تلك التفاصيل جاءت في الاتجاه المفاجئ للجميع، لأنها عكست موقف النادي الأحمر في لحظة، وضربت كل بالقيم والمبادئ الرياضية التي كانت قد جمعت فرق المحافظة الأربعة الصقر الأهلي الرشيد وحتى الطليعة الذي يلعب في دوري الثانية بموقف رافض لاستئناف الدوري وفقا لتداعيات ما تمر به البلد، ولرفع الظلم الذي أصاب فريق الرشيد جراء قرار تهبيطه من قبل الاتحاد.. فموقف الأهلي الذي تجسد في أوراق رسمية اطلعت عليها كل الوسائل، كانت تمر من بوابة شرعية ليس هناك ما يشوبها، وإلا لظهر مصدر آخر في الإدارة ورفضها منذ ما يقارب الأسبوعين تقريبا حين قدمت هذه الأندية بيانا مشتركا تناولته كل الصحف، ثم تبعها موقف آخر ضم أندية الأهلي والشعب والوحدة والاتحاد الأبي قبل أن تتراجع الفرق الأخيرة . فيما كان موقف أندية تعز يتأكد من خلال تصريحات رسمية للأمين العام للنادي الأخ عبدالعزيز طه حسين الذي قال يوم ال(30) من يونيو الماضي: "إن إدارات أندية الحالمة أجمعت (أمس) وتوصلت إلى قرار حاسم أكدت فيه عدم المشاركة في استئناف الدوري بحسب إعلان اتحاد القدم".. نافيا أن يكون مندوب أهلي تعز قد حضر الاجتماع الذي دعا إليه اتحاد القدم. تصريح واضح يؤكد موقف الأهلي من العودة إلى المباريات، ومن خلال صحيفة رسمية لم يظهر له رأي مختلف من قبل الإدارة الأهلاوية التي كانت بطلة للمشهد الأخير، بعد أن ظهرت لتقول: "إن موقف الأمين العام كان أحادي" في اللحظة الأخيرة، بعد أن كانت تبصم بالعشر لتلك المواقف التي ارتبطت بشخصية الرجل الذي يجمع عليه كل أبناء تعز بما فيهم لاعبو الأهلي ومنتسبوه (شوقي أحمد هائل)، بصفته رجل حكيم يجيد تسجيل الحضور للدفاع عن حق أندية المحافظة، وتقديم كل مناحي الدعم لها في كل الأوقات. رموز الإدارة الأهلاوية المتمثلة في رئيس النادي ونائبيه الذين ظهروا أبطالا للموقف كانوا في موعد غير محسوب أطاح بالكثير من القيم والمبادئ، بعدما ظهر الفريق الأهلاوي بمن حضر إلى الملعب أشبه بفريق حارة شكلا وحضورا، بعدما جاء بعدد محدود من اللاعبين ودون أوراق رسمية أو بطائق.. وهي صورة أساءت للأهلي وإدارته التي كان بإمكانها أن تكون في موقف تختاره من البداية في رفض فكرة الانسحاب، أما أن توافق من خلال أطر رسمية، ويتم المراسلة عبر الأمانة العامة، وبموافقة واضحة من كل الأطر، ثم تظهر بعد فوات الأوان وبتلك الصورة التي خسر بها أكثر ما كسبت. أمر لا يحتاج إلى عناوين أو دلالات أو إشارات، فكل شيء اتضح وظهر وبان ووصل إلى الجميع!!.. موقف إدارة الأهلي جاء متأخرا جدا وفي وقت كان الجميع قد استوعب موقفا موحدا لأندية تعز التي هي اليوم - أصلا - تمر تحت سقف ثورة عارمة تشهدها المحافظة ضد نظام بأكمله.. وبالتالي أن الأهلاوية نفسهم لن يقبلوه، وفقا لتوقيته وموعده الذي سيكون مساحة مشروخة في علاقات أبناء المحافظة من خلال أنديتهم التي تتوارثها الأجيال. لسنا هنا لنقلل من موقف أحد.. فلجنة الأهلي المؤقتة التي اختيرت لإعادة ترتيب البيت الأحمر كان بإمكانها أن تسجل موقفا منذ البداية، وتمشي عليه إلى اللحظة الأخيرة، وتعود إلى قطار دوري الأولى وفقا قناعات لتنال الاحترام من قبل الجميع، أما أن تتغير موقفها في لحظة أخيرة، فذلك إنما هو أمر شتات اتضحت نتائجه على ما يمر به الأهلي في هذه اللحظة التي كان شواهدها شكل الفريق القادم إلى ملعب الصقر أمس الأول، والذي لا أظن أنه كان يوحي بشيء من تاريخ النادي الأهلي الكبير على مر السنوات.. فحضور فريق منقوص من جهازه الفني والإداري أمر لا يليق، وكان يفترض أيضا أن لا يكون له تجاوب من قبل مراقب المباراة الذي اعتمد كشف دون ختم، وارتضى بقبول تعهد من قبل إداري غير رسمي لا يحمل حتى ورقة رسمية ومختومة، كما هو العرف في مسابقات رسمية، وليس دوري شعبي تمر فيه كل الأمور!.. ختاما الكل يعرف أن الصقر بين الفرق المنافسة على القمة، ويمتلك حظوظ قوية في المنافسة على لقبه، فيما الأهلي في المركز الحادي عشر ومن بين الفرق المرشحة للعودة إلى الثانية!!.