خسر منتخبنا الوطني مباراة الذهاب في تصفيات مونديال البرازيل التي خاضها مساء أمس أمام منتخب العراق في محافظة أربيل بهدفين نظيفين سجلا على مدار شوطي المباراة التي لن ترتقي إلى المستوى المنتظر من منتخب العراق، ولا من منتخبنا.. فمجريات اللقاء التي ابتدأت برغبة واضحة من قبل لاعبي العراق في نيل ثقة الحضور على الملعب بكل مساحاته وبناء جسور العبور إلى شباك حارسنا سالم عوض مبكرا خلال العشر دقائق الأولى توحي بأن ذلك ممكنا بعد أن كانت أولى المحاولات تسجل حضورها على دفاعاتنا من خلال توغل مزعج لهوار ملا عبر الجهة اليمنى حين أرسل كرة عرضية ذهبت بعيدا فوق رؤوس الجميع في الدقيقة الرابعة. ويكون ذلك بداية لنيل السيطرة العراقية على الملعب حتى الدقيقة العاشرة التي كانت من خلال مساعي العراقيين في نيل الأسبقية باعتماد خبرات لاعبيها، وخصوصا الهداف الشهير يونس محمد تحقق ما أردته بتسجيل هدف جميل عبر هوار ملا الذي استفاد من كرة جميلة مررها يونس ليرسلها صعبة على حارس منتخبنا معلنا تقدم العراقيين المدعمين بحضور جماهيري لافت.. بعد الهدف كانت المعطيات التي ارتسمت في واقع أداء المنتخبين على غير ما توقع الجميع، فقد قامت الانتفاضة المنتظرة من لاعبي منتخبنا، وتاهت قدرات لاعبي العراق الأكثر خبرة في الاستفادة من الأسبقية.. فقد كان لاعبو الأحمر اليمني في اتجاه بعيد لبناء الهجمة في ظل غياب القدرة في صناعة الهجمة بغياب الفعالية الهجومية، وعدم رغبة المجموعة في المجازفة، وفتح الملعب خوفا من هدف ثانٍ سيزيد الأوضاع صعوبة.. وفي الاتجاه الثاني لم يكن لاعبو العراق قادرين أيضا على التعامل مع الكرة التي استحوذوا عليها في معظم الأوقات، مما جعلهم غير قادرين على مضاعفة النتيجة في ظل في ظل الحالة الدفاعية الجيدة التي ظهر بها الصادق والعماري ونزار رزق وزاهر فريد ليصل الشوط إلى نهايته بتقدم العراق بهدف. في الشوط الثاني لم يكن الوضع سوى نسخة مما كان في الشوط الأول، فمنتخبنا الذي اعتمد مهاجم وحيد هو أيمن الهاجري مع إعطاء فرصة المساندة لعلاء الصاصي وهيثم الأصبحي مع الإبقاء على باحاج وبلعيد في اتجاه دفاعي لم يكن قادرا على الوصول إلى حالة الثبات لبناء الهجمة المؤثرة على دفاعات العراق في ظل غياب فعالية الطرفين.. فيما كان منتخب العراق الذي وجد صعوبة في فتح المساحات في الملعب والاستفادة منها في وضعية غير مريحة مع أسبقية الهدف.. ومع مرور الدقائق كان الهاجري يسجل أول حضور خطر على مرمى العراق بكرة رأسية لعبت إلى يدي الحارس، وكان يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل.. ومع الدقيقة (18) كان يونس محمود يتسلح بكل خبراته في كرة أرسلت له في عمق دفاعاتنا حين استطاع أن يخادع الصادق، ويمرر الكرة إلى علاء الزهرة الذي لم يجد أية صعوبة في إرسالها في شباكنا مسجلا هدفا ثانيا وسع به الفارق وصعب مهمة لاعبينا، حتى حين قام السنيني بإدخال أوسام السيد ثم حسين الغازي ثم السلاط ، كبدلا للهاجري وهيثم الأصبحي وخالد بلعيد، فالوضع الهجومي لنا لم يكن في وضعية جيدة للنيل من دفاع العراق والوصول إلى الشباك.. لتمر باقي الأوقات على أداء بعيد عن الإقناع من كلا الطرفين حتى وإن كان العراقيون أكثر استحواذا على الكرة.. لتأتي صافرة النهاية بفوز عراقي مستحق بهدفين نظيفين. من وحي اللقاء **** * الخسارة من العراق في ملعبهم بهدفين.. نتيجة طبيعية ومنطقية.. فلا نبالغ في رصد الأمور. * المنتخبان سيلتقيان بعد ثلاثة أيام تقريبا في لقاء العودة الذي سيقام في دولة الإمارات العربية المتحدة لتسمية المنتخب المتأهل إلى الدور الثاني الذي قطع فيه العراقيون نصف المشوار. * لا أعرف سببا بعدم وجود مهاجم صريح في منتخبنا.. فأيمن الهاجري لاعب يأتي من الخلف، ولا يستطيع أن يلعب تحت ضغط المدافعين.