أدت الاشتباكات التي اندلعت عصر أمس الجمعة بين القوات التابعة للسلطة ومسلحي الشيخ صادق الأحمر في حي الحصبة إلى نزح أهالي الحي بالعاصمة صنعاء خوفاً من استمرار مواجهات استخدم فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وبعد اشتباكات وقصف عنيف بين الجانبين أفادت مصادر محلية أن تعزيزات من الشرطة العسكرية من معسكر الشرطة العسكرية اتجهت صوب الحصبة مساء أمس. وكانت الحصبة قد شهدت اشتباكات مسلحة نشبت في مايو الماضي بين قوات الحكومة ومسلحي قبيلة الأحمر وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من الجانبين وتوقفت بوساطة سعودية عقب إصابة الرئيس صالح في انفجار بدار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي. وعاد التوتر إلى الحصبة بعد أن شوهدت آليات عسكرية كالمصفحات والدبابات في شوارع المنطقة، فيما يتمترس أنصار الشيخ صادق الأحمر خلف متارس وخنادق تم حفرها حول المنزل، وهو ما عزز المخاوف من اندلاع حرب في صنعاء. وتسيطر المخاوف على السكان المدنيين من عودة الحرب بين أنصار الأحمر وقوات الحرس، حيث بدأ البعض بالنزوح مجدداً عن المنطقة تحسباً لاندلاع المواجهات. وأفاد شهود عيان لمأرب برس بأن الاشتباكات اندلعت في حي الحصبة، بالقرب من منزل الشيخ حسين الأحمر ، وفي شارع الثلاثين، وجولة عمران، وفي جولة الحباري، وسمع دوي انفجارات عنيفة، في الوقت الذي شوهد فيه جنود ومدرعات الفرقة الأولى مدرع، ينتشرون في الشوارع القريبة من جولة عمران، وشارع أبو عمار. واستمرت الاشتباكات المتقطعة لساعات قبل أن يعود الهدوء الحذر إلى المنطقة عند ساعات المساء الأولى يوم الجمعة وسط مخاوف في أوساط السكان المدنيين من اندلاع حرب جديدة. ويعد تجدد المواجهات خرقاً للهدنة الهشة التي أوقفت أسابيع من المعارك بالمنطقة قبل شهرين، ليتجدد التوتر بعد ظهر أمس. وحسب مصادر إعلامية أشارت إلى أن انفجاراً وقع بالقرب من سوق الحصبة وموقف الباصات، ما أدى إلى هروب الباعة المتجولين والمواطنين، مضيفة أن قوات الحرس وشرطة النجدة انتشرت بشكل مكثف بالقرب من تقاطع الحباري. وأفاد مصدر قبلي أن منزل الشيخ حمير الأحمر نائب رئيس مجلس النواب تعرض لقصف عنيف بالدبابات، واستمرت الاشتباكات نحو ساعتين قبيل صلاة المغرب، مشيرا إلى أن القصف العنيف الذي تعرض له منزل الشيخ حسين الأحمر في شارع الثلاثين بحي مدينة صوفان احد الأحياء المجاورة لمبنى التلفزيون عصر أمس؛ أصيب خلاله أحد أنصار الأحمر، ويدعى خالد ذيفان، برصاص في رجله. ووفقا لآخر الإحصائيات ، فقد سقط خلال الاشتباكات 5 مصابين من الحرس ، و2 من المسلحين الموالين للشيخ صادق الأحمر. واندلعت الاشتباكات وسط تبادل الاتهامات بين السلطة وآل الأحمر حول سبب وقوع الاشتباكات في المنطقة . واتهم الشيخ صادق الأحمر قوات الحرس باستهداف منزل الشيخ حمير الأحمر نائب رئيس البرلمان، معتبراً ذلك «خرقاً للهدنة من قبل الحرس ومحاولة لتفجير الوضع. وأضاف: «إن هناك استفزازات من قبل الحرس الجمهوري منذ أيام من خلال انتشاره في الحارات وأزقة الشوارع وهذا ما حذرنا منه سابقاً وتعتبر هذه الاستفزازات والانتشار لقوات الحرس العائلي خرقاً للهدنة» وفي المقابل نفى الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، عبر مصدر أمني في أمانة العاصمة، حدوث أي اشتباكات بين قوات الحرس الجمهوري وبين أنصار الشيخ الأحمر في منطقة الحصبة، وقال بأن أنصار الشيخ الأحمر قاموا بالاعتداء على إحدى النقاط الأمنية، وقامت قوات الأمن والجيش بالتعامل معهم. وطالب المصدر الأمني أولاد الأحمر الالتزام بوقف إطلاق النار وعدم الاعتداء على رجال الأمن والمواطنين وممتلكات الدولة وإنهاء المظاهر المسلحة, والتوقف عن القيام بأية استفزازات من شأنها تعكير صفو الأمن, والحرص على احترام قدسية شهر رمضان الكريم. وأكد المصدر أنه في حال استمرار ما وصفها ب«العصابات» في غيها وتماديها في ارتكاب أعمالها الإجرامية والتخريبية فإن رجال الأمن سيقومون بواجبهم حفاظاً على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع. وعلى صعيد متصل علمت (أخبار اليوم) من مصادر مطلعة أن قوات الحرس التي عززت من انتشارها في المناطق المحيطة بمعسكر الفرقة الأولى مدرع، قامت باستهداف معسكر الفرقة الأولى بالقصف المدفعي. وأوضحت المصادر أن قوات الحرس استهدفت معسكر الفرقة بثلاث قذائف هاون، في محاولة لجر الفرقة إلى مواجهات مسلحة، إلا أن الفرقة لم ترد والتزمت بضبط النفس، كما أشارت المصادر إلى أن جامعة الإيمان تعرضت أيضاً يوم أمس لعدد من القذائف إثر قيام قوات الحرس باستهداف الجامعة.
