وصل يوم أمس الاثنين وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى بغداد في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها من قبل، وهي الثامنة له إلى العراق منذ توليه منصبه نهاية العام 2006. في هذه الأثناء دعا نائب عراقي إلى سحب البشمركة من المناطق غير الخاضعة لإقليم كردستان العراق. وينتظر أن يحضر غيتس يوم غد عملية انتقال قيادة القوات الأميركية بالعراق من الجنرال ديفد بتراوس إلى الجنرال راي أوديرنو الذي كان الرجل الثاني في قيادة القوات الأميركية هناك. وقال غيتس للصحفيين على متن الطائرة التي أقلته إلى بغداد إن التحدي الذي يواجه الجنرال أوديرنو هو كيفية العمل مع العراقيين للحفاظ على ما سماها المكاسب التي تم تحقيقها لحد الآن والعمل على تعزيزها حتى في حال خفض القوات الأميركية. ودعا الوزير الأميركي العراقيين للمضي قدما في المصالحة، مؤكدا أهمية قيام الحكومة العراقية بتوفير المزيد من الخدمات للمواطنين ومواصلة القوات الأميركية والعراقية ضغطها على مسلحي القاعدة والمليشيات الشيعية. وتأتي زيارة غيتس بينما تتفاوض واشنطن وبغداد حول اتفاقية أمنية مثيرة للجدل ستنظم وجود القوات الأجنبية في العراق، بعد انتهاء تفويض الأممالمتحدة نهاية العام الجاري. وكان غيتس قال الأسبوع الماضي إن الولاياتالمتحدة أصبحت في "نهاية اللعبة" في العراق، لكن عليها التحرك بحذر في عمليات خفض جنودها رغم تصاعد العنف في أفغانستان. ميدانيا قتل عشرة عراقيين وجرح نحو ثلاثين آخرين في انفجارين متزامنين بسيارتين مفخختين وسط العاصمة بغداد. وقالت مصادر أمنية عراقية إن الانفجارين وقعا قرب إحدى المحاكم في حي الكرادة. ويأتي الانفجاران بعد يوم من مقتل عدد من رجال الشرطة والمدنيين في سلسلة أعمال عنف بمناطق متفرقة من العراق. في هذه الأثناء طالب عبد الكريم السامرائي نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي القيادات الكردية بسحب قوات البشمركة من مناطق غير تابعة لإقليم كردستان، وذلك لإحداثها إرباكا سياسيا فيها. وأوضح السامرائي في تصريحات صحفية نشرت اليوم أن "جبهة التوافق العراقية ترى أن وجود البشمركة خارج إقليم كردستان مخالف للدستور، لذلك يجب أن تكون متواجدة داخل حدود الإقليم حصرا". وذكر أن "مشكلة خانقين القائمة سببها تواجد قوات البشمركة في تلك المنطقة والذي تسبب في توتر وتماس بينها وبين قوات الجيش في محافظة ديالى والتي كانت تقوم بأداء واجبها في فرض الأمن". تصريحات السامرائي تأتي بعد يوم من تحذير رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني من إمكانية وقوع انقلاب عسكري في البلاد، وانتقد ما اعتبره "تهميشا للدور الكردي في الجيش العراقي". وقال البارزاني في مقابلة خاصة مع الجزيرة إن الانقلاب العسكري وارد إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه الآن، مستبعدا أن يحدث ذلك في ظل وجود الأميركيين في العراق. وأضاف أن البعض ما زال يتصور أن بإمكانه أن ينفرد بحكم العراق، وأنه رغم كون الأكراد شريكا حقيقيا في العملية السياسية والحكومة فإن هناك قرارات تتخذ من غير الرجوع إليهم.