هاهي الأزمة الغذائية ترصد بقية البلد إذ أعلنت مؤخراً المنظمات غير الحكومية أن ثلث اليمنيين لا يجدون قوت يومهم،فيما أعرب النظام الغذائي العالمي عن قلقه بشأن الوضع في البلاد حيث حوالي ثلث السكان يشكو نمن سوء التغذية سنة 2010، إلا أن الحالة تطورت من سيء إلى أسوأ خلال الأشهر السنة الأخيرة في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها اليمن، فارتفعت أسعار البنزين والمواد الغذائية، كما علقت منظمات عديدة مساعداتها بسبب خطورة الوضع الأمني الذي تشهده البلاد. في ظل هذه الظروف، أطلق مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية إشارة إنذار حول خطر أزمة غذائية كارثية تهدد اليمن بتلك التي يعيشها الصومال حالياً..ارتأت "أخبار اليوم" إعادة نشره في هذه المساحة: حذر عدد من الخبراء والباحثين الاقتصاديين في مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية من أن الجوع في اليمن يدق ناقوس الخطر، واختلفت آرائهم في وصف الأيام الغذائية المقبلة، وهل هي سوداء أم رمادية؟. وقد أوضح رئيس المركز مرزوق عبد الودود محسن أن المركز قام بمناقشة هذه القضية الهامة مع عدد من الباحثين والأكاديميين والمهتمين وإعداد دراسة أولية عن الوضع الراهن لإنتاج الغذاء في اليمن والتعرف على كمية الإنتاج المحلي من الغذاء خصوصاً المجموعة النباتية وإلقاء الضوء على الوضع الغذائي لاسيما في ظل الأحداث الجارية في البلد منذ مطلع هذا العام وأن المشكلة الغذائية تتمثل في انخفاض وعجز الإنتاج المحلي عن الوفاء بحاجة استهلاك المواطنين. من جانب آخر أشار إلى ازدياد حالة عدم اليقين بشأن ما ستكون عليه أسواق الغذاء اليمنية في الأيام القادمة بسبب ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية أهمها المحروقات وما يترتب عليها من آثار سلبية على الإنتاج والتسويق الزراعي وتدهور بعض البنية التحتية الزراعية من ناحية، وكذلك صعوبة الحصول على العملة الصعبة لاستيراد الاحتياجات الغذائية والاستهلاكية للسوق المحلية وارتفاع مبالغ التأمين.. واشتراط المنتجون والمصدرون العالميون في بلد المنشأ على المستوردين المحليين دفع قيمة السلع والمنتجات المتجهة الى اليمن نقداً قبل شحنها الى الموانئ اليمنية ,مما يضيف تعقيدات جديدة للمشكلة الغذائية، وشعور المستورد اليمني بدرجة عالية من المخاطرة في ظل تدهور الأوضاع الحالية، وارتفاع عدم الثقة في الاقتصاد اليمني والتي هي في الأصل مرتفعة وهروب رؤوس الأموال والاستثمارات من البلد. وصرح الدكتور/عامر عبدالحافظ -أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة صنعاء والباحث في المركز- أن المشكلة الغذائية متراكمة وأنها ليست وليدة اليوم نتيجة لبعض المعوقات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية وامتداد أزمة الغذاء الى الصدمات المتتالية منذ ارتفاع الأسعار العالمية للغذاء عام 2006، تلتها الأزمة المالية والاقتصادية العالمية أواخر 2008 ومطلع 2009، وكنتيجة للسياسات الزراعية والغذائية الخاطئة من الجهات المعنية، وغياب إستراتيجية مناسبة لمواجهة الاحتياجات المتزايدة من الغذاء في ظل النمو السكاني المرتفع. ونبه أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة صنعاء إلى أن 40% من السكان يقل دخلهم عن دولار واحد يومياً للسنوات الماضية قبل الأحداث الجارية ,أي أن هذه النسبة من السكان البالغ عددهم أكثر من تسعة ملايين فرد يعانون نقصاً في التغذية، وحالياً يمر الاقتصاد اليمني بحالة من الركود ومعظم الأعمال متوقفة يرافقه ارتفاع مستمر في الأسعار الغذائية مع انخفاض مستمر في دخل الأسرة وان معظم المدخرات الأسرية المالية والغذائية قد تم إنفاقها واستهلاكها خلال الثمانية الأشهر الماضية ,مما يزيد من المعاناة ويفاقم المشكلة الغذائية لتنذر بحدوث كارثة إنسانية غذائية إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه. وأشار الباحث الاجتماعي في المركز منصور عبد الله علي إلى ارتفاع نسبة الفقر الحاد وفقر الغذاء في الأوضاع العادية وبالذات ما يمر به البلد اليوم من أحداث وأوضاع معيشية سيئة يجعل الأسرة اليمنية عاجزة وغير قادرة على توفير الغذاء والاحتياجات الأساسية لأفرادها وهذا حتماً سيؤدي إلى زيادة المشكلات الأسرية والتفكك المجتمعي. ونبه الباحث الاقتصادي في المركز سعيد الراجحي بأن المخزون لبعض السلع الغذائية بدأ بالنفاد حسب المصادر الرسمية، وان إنتاج الغذاء محلياً ينبغي أن يتضاعف لتوفير الحد الأدنى لإطعام السكان الآخذ عددهم في التزايد المستمر. وفيما يلي النتائج الاولية للدراسة: • تشير النتائج الأولية للدراسة إلى أن الإنتاج المحلي من الحبوب أخذت في التذبذب في الصعود والهبوط بين سنة وأخرى, ففي عام 2000 بلغ حوالي 671 ألف طن وتراجعت عام 2005 الى حوالي 496 ألف طن بتناقص بلغ حوالي 175ألف طن بمعدل -26%، ثم عاود الإنتاج في الارتفاع إلى 942 ألف طن بمعدل 90% عام 2007، وسرعان ما انخفضت في الأعوام التالية إلى حوالي 665 ألف طن بتناقص بلغ حوالي 277 ألف طن بمعدل 29% عام2010، وبلغت كمية إنتاج الحبوب لمتوسط فترة الدراسة 2000-2010 حوالي 673 ألف طن. • وبالمقارنة بين عام 2009 وعام 2008 فقد ارتفع إنتاج القمح من حوالي 170 ألف طن إلى 222 ألف طن بمعدل 30%، بينما انخفض إنتاج الذرة الشامية من حوالي 66 ألف طن إلى 56 ألف طن بمعدل 15%، والذرة الرفيعة من حوالي 377 ألف طن إلى 312 ألف طن -17%، والدخن من حوالي 74 ألف طن إلى 62 ألف طن بمعدل 17%، والشعير من حوالي 27 ألف طن إلى 23 ألف طن بمعدل 13%. • إن إجمالي الكمية المنتجة من الحبوب عام 2010 والبالغة 665 ألف طن تغطي احتياجات أقل من 29% من السكان البالغ عددهم 23244 ألف نسمة إذا ما افترضنا أن الفرد يستهلك 100 كجم سنوياً وفق المعدل المعياري العالمي. • بلغت كمية إنتاج البقوليات حوالي 63 ألف طن عام 2000 وتزايدت إلى حوالي 98 ألف طن عام 2010 بمقدار بلغ 35 ألف طن وبمعدل 55%، وبلغت كمية الإنتاج لمتوسط الفترة حوالي 74 ألف طن. وبالمقارنة بين عام 2010 وعام 2008 فقد ارتفع انتاج الفول الجاف بمعدل 4%، والفاصوليا الجافة بمعدل 2.4% والبقوليات الأخرى بمعدل 12%. • بلغت كمية الإنتاج المحلي من الخضروات بأنواعها المختلفة في عام 2000 حوالي 775 ألف طن وفي عام 2010 حوالي 1165 ألف طن وتحقق بذلك زيادة بلغت حوالي 390 ألف طن ونحو 50% وبلغت كمية الإنتاج لمتوسط الفترة حوالي 927 ألف طن. • بلغت كمية الإنتاج المحلي من الفاكهة في عام 2000 حوالي 591 ألف طن وفي عام 2010 حوالي 1036 ألف طن، وتحقق بذلك زيادة بلغت حوالي 445 ألف طن ونحو 75% وبلغت كمية الإنتاج في المتوسط لفترة الدراسة حوالي 813 ألف طن. جدول (..) كمية الانتاج المحلي من الغذاء (الف طن) خلال الفترة 2000-2010 السنة الحبوب البقوليات الخضر الفاكهة 2000 671 63 775 591 2001 701 65 803 623 2002 560 61 819 720 2003 419 60 833 736 2004 490 63 899 742 2005 496 60 878 765 2006 727 80 905 862 2007 942 95 995 922 2008 714 89 1037 959 2009 674 80 1090 988 2010 *665 98 1165 1036 المنوسط 673 74 927 813 مقدار التغير 2000-2010 -6 35 390 445 معدل التغير -0.89 56 50 75 نقلاً عن مركز بحوث التنمية الاقتصادية والاجتماعية