أثارت الندوة الفكرية والسياسية الموسومة ب"القضية الجنوبية مدخل أساسي لبناء الدولة المدنية الحديثة" نقاشاً حاداً بين ضرورة إعادة صياغة الوحدة الوطنية أو تقرير المصير أو فك الارتباط وإقامة وحدة فيدرالية.. واستعرضت الندوة التي نظمها تجمع الشباب التقدمي الحر على خيمة التجمع في ساحة الحرية بتعز عصر أمس أربع أوراق عمل، حيث قدم الأديب/ فيصل سعيد فارع ورقة بعنوان أفكار أولية عن القضية الجنوبية في حضن الدولة المدنية المنشودة أشار خلالها أن للقضية الجنوبية مستويات معقدة من المشكلات المتداخلة، مما يجعل التعامل معها شأناً منهكاً وصعباً وتحدياً حقيقياً لليمنيين ونخبهم السياسية، منوهاً إلى وجود ضمانات المدنية المنشودة في اليمن القادم وبما يكفل مدخل لحل هذه القضايا والتعامل المنصف معها. الدكتور/ ناصر صالح الطويل أكد أن للقضية الجنوبية خلفيات عديدة، فالنظام الاستبدادي بزعامة علي صالح لم يكن وحدوياً على الإطلاق، فالنظام عمل على إثارة النعرات بين أطياف الشعب حتى وصلت على مستوى المعسكرات، فكان يكتب ما يمحي العار إلا الثار، فعمل قبل الوحدة على تحريض العسكريين على الجنوب.. واستعرض الطويل استيلاء نظام علي صالح على المؤسسات بعد حرب 94م، حيث تم الاستيلاء على 483 مؤسسة استهلاكية ومصادرتها ونهب الأراضي وأصدر أوامره بإحالة 600 ألف موظف إلى التقاعد القسري من ضمنهم 85 ألف ضابط وعسكري من ذوي الخبرة والمؤهلين في القيادة والأركان كما عملوا على تسمية قطاعات النفط بأسماء الأسرة الحاكمة من أجل الحصول وسرقة النسبة المخصصة لملاك الأراضي التي بها حقول النفط . وقال الطويل إن النظام عمل ضد الوحدة من اليوم الأول لها، لكنها ما كان ينبغي أن تكون الوحدة بهذه الطريقة، طريقة التآمر. وأشار أستاذ الفلسفة إلى مؤتمر القاهرة لقيادات الجنوبية والحراك والذي طالب بضرورة أن يحقق الشعب في الجنوب مصيره بنفسه. كما قدم عادل العقيبي ورقة بعنوان اجتهادات أولية في القضية الجنوبية الذي أشار خلالها إلى أن حرب صيف 94م أزاحت أحد شريكي الوحدة وهو يعد انقلاباً على الشراكة وبالتالي عمل الشريك المقصي على شراء الولاءات وتقاسم خيرات البلاد وتعزيز السيطرة ومواقع النفوذ. طاهر الضراسي عنون ورقته ب"رؤية شبابنا في القضية الجنوبية"، أشار خلالها إلى ضرورة البحث عن صيغة جديدة تحفظ الوطن غير تلك الصيغة التي فشلت.. وقال: قتلوها مستعينين بجيشهم لا بجيش الوطن وبفتواهم لا بفتوى الوطن. بعد ذلك فتح باب النقاش والذي أثري بآراء تباينت بين أحقية الجنوب في تقرير المصير وأهمية إشراك كل القوى السابقة في الجنوب في الحديث عن القضية الجنوبية.