الشهيد الطفل/ توفيق محمد علي الحاج – 15 عاماً- استشهد قبل ظهر الثلاثاء في شارع هايل إثر إصابته بشظية قذيفة "مورتر" أطلقتها قوات صالح المتمركزة بداية الشارع من جهة الزبيري بالقرب من فندق بانوراما. خرج توفيق في مهمة منزلية كلفته بها والدته وهي شراء توصيله للرسيفر حتى يتسنى لهم متابعة مجازر صالح التي تعرض يومياً على شاشات الفضائيات، فإذا به يقع ضحية واحدة من تلك المجازر الغاشمة التي لم يتسن لوالدته مشاهدتها، بينما شاهدها والده المتواجد في روسيا لتحضير الدكتوراه. تقول والدة الشهيد :"تأخر توفيق عن العودة إلى المنزل على غير العادة، فانتابني شعوراً بالقلق والخوف حتى اتصل بي والده من روسيا يسألني عنه، فأجبته بأنه خرج ولم يعد، ففاجئني بالقول: احمدي الله ولدك استشهد وهاهم الآن يبثون صوره من المستشفى الميداني بساحة التغيير". خرجت أم الشهيد من منزلها الكائن في جولة 20 تقاطع شارع هايل مذعورة تحث الخطى صوب المستشفى الميداني، حيث يوجد جثمان ولدها الطاهر، بانتظار من يتعرف عليه ويثبت هويته التي سلبه إياها بقايا نظام استمرأ قتل البراءة واغتيال الطفولة. وصلت الأم باحت المستشفى وهي تلاحق أنفاسها، تتلفت يمنة ويسرة محدقة النظر في وجوه الحاضرين بحثاً عن إجابة لسؤال حبسته صدمة الخبر وهول الفاجعة .."أين أبني؟!". لكن الشوق الذي كان يمزق حنايا قلبها المكلوم وملامح الحزن التي ملأت بقدومها المكان هم من قادوها إلى جسد ابنها الطاهر، فارتمت فوقه تسابقها دموعها وقبلاتها الحارة لتضمه إلى حضنها الدافئ كمن يحلم بعودة الحياة إليه من جديد. قاومت أم الشهيد دموعها وحبست آهاتها ثم التفتت إلى صغارها الواقفين حولها تهز رأسها قائلة:" سنواصل ما بدأنا حتى لو كلف ذلك أرواحنا جميعاً"، لنفهم بعد ذلك من مقربين لها أنها إحدى حرائر اليمن الثائرات ضد صالح ونظامه وأنها لم تفوت هي وأولادها بما فيهم الشهيد توفيق مسيرة أو فعالية ثورية إلا وشاركوا فيها. "علي عبدالله صالح قتل ولدي.. قاتله الله " بهذه الكلمات كانت والدة الشهيد تجيب على أسئلة واستفسارات الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية، وفيها أيضاً اختزلت مأساة أسر يمنية كثيرة تعرض أطفالها لذات المصير أثناء ممارستهم طقوسهم وألعابهم المعتادة. وفي غمرة حزنها على فراق فلذة كبدها لم تنسى أم الشهيد توفيق أن توجه رسالة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي والهيئات والمنظمات الحقوقية العالمية المهتمة بالطفولة دعتهم من خلالها إلى التدخل السريع لحماية أرواح ملايين الأطفال في اليمن ممن باتت حياتهم مهددة بالخطر أمام ألآت صالح العسكرية التي لم تستثن أحد.