سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ووحدين : الفيدرالية الثنائية وفك الارتباط طريق واحد والشعب الجنوبي هو من يقرر مصيره باحثون وسياسيون يناقشون في المكلا ثورة الجنوب ضد الاحتلال البريطاني..
أكد الأخ/ عبدالمجيد وحدين رئيس مجلس الحراك السلمي الجنوبي في حضرموت أن الفدرالية الثنائية مع مرحلة انتقالية يعقبها استفتاء هي الرؤية الواقعية وخارطة الطريق التي تحقق الخروج الآمن وتضمن عدم الانزلاق إلى المجهول كما أنها في ذات الوقت تشكل أرضية صلبة التي يمكن أن يقف عليها الجنوبيون في كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية. جاء ذلك في الندوة السياسية التي عقدت اليوم السبت 15 أكتوبر في مدينة المكلا بقاعة اتحاد الأدباء والكتاب تحت عنوان " ثورة 14 أكتوبر 1963م تتويج لنضالات شعب الجنوب ضد الاحتلال " ضمن فعاليات الاحتفاء بالذكرى ال 48 لثورة 14 أكتوبر، شارك فيها عدد من الأكاديميين والناشطين السياسيين في محاورها الأربعة، نظمتها قوى المجتمع المدني ومجلس الحراك السلمي الجنوبي بحضرموت. وأشار وحدين إلى أن الأغلبية الجنوبية الساحقة تتجه نحو تقرير مصيرها في ثلاثة اتجاهات الوحدة، الفيدرالية الثنائية، وفك الارتباط، موضحاً أن الفيدرالية وفك الارتباط هما عنوان واحد من الناحية العملية يلتقيان في النهاية في طريق واحد من خلال ست نقاط كالآتي: 1- في ضوء معطيات الواقع الملموس فإن فرص فك الارتباط شبه معدومة في الوقت الحالي. 2- حتى إذا أجمعت كل الأطراف المعنية في الداخل والخارج على إمكانية فك الارتباط فلا يمكن أن يتم بصورة فورية ولابد من مرحلة انتقالية، والسؤال هو : كيف ستدار المرحلة الانتقالية؟ هل بحكم فدرالي أو مركزي؟ 3- مادام الشعب هو المرجعية فلابد من الاستفتاء. 4- من الناحية العملية لا يمكن إجراء الاستفتاء بشكل فوري لسببين أ)الصعوبات الفنية وخاصة في تحديد من يحق لهم الاستفتاء. ب) الاستفتاء في ظروف غير طبيعية سيعطي نتائج غير طبيعية. 5- إجراء الاستفتاء في ظل حكم مركزي ليس في صالح الجنوبيين ولن يعكس الحقيقة. 6- في أسوأ الحالات، وفي حال لم تأتي نتيجة الاستفتاء لصالح فك الارتباط، يكون الجنوبيون قد ضمنوا الحد الأدنى وهو الفيدرالية الثنائية. ودعا وحدين في محوره "أكتوبر... هل يلهمنا؟!!" إلى تصحيح الخطأ الذي وقع فيه تشكيل المجلس الثوري بحضرموت عن طريق توافق كافة القوى الثورية والشبابية لأنه لن يكتب النجاح لأي جهد مالم يستند إلى توافق الجميع. و في هذه الندوة التي افتتحها الأخ/ محمد الحامد سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بحضرموت بكلمة ترحيبيه تمنى من خلالها أن تكلل نضالات شعبنا بالوصول إلى الأهداف التي سقط من أجلها الشهداء والجرحى وآلاف الذين اعتقلوا وشردوا وقال إننا أصبحنا على مرمى حجر من نهاية النفق ولكن هذه المسافة تتطلب منا المزيد من التلاحم ووحدة الصفوف والتنظيم لكي نخرج من هذا النفق المظلم بسهولة ويسر وأشار مشيراً إلى أن هذه الندوة هي وقفة وتضامن مع المعتقلين وفي مقدمتهم المناضل/ حسن باعوم. وكان أول المتحدثين أ.د محمد سعيد داود عميد كلية الآداب بجامعة حضرموت في محور بعنوان (التكوين الطبقي السياسي للجبهة القومية للفترة 63-67م) قال فيها إن الجبهة القومية تختلف في تكوينها عن كل المنظمات التي قادت الكفاح المسلح للتحرر من الاستعمار وإنها كانت مفتوحة في تكوينها على الجميع شريطة الإيمان بالعمل المسلح طريقاً للتحرير حتى عام 65م (انعقاد أول مؤتمر للجبهة القومية) الذي إقصى عدداً من القيادات والتوجهات القبلية كما رفضت عدداً من الفصائل التي تؤمن أيضاً بالعمل العسكري (حزب الشعب) بناء على توجهاتهم الفكرية وهي ذات توجهات التي اعتنقتها الجبهة القومية فيما بعد. من جانبه تحدث الكاتب الصحفي/ علي عبدالله الكثيري عضو اللجنة التنفيذية ونائب رئيس دائرة الفكر والثقافة والإعلام بحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في محورة بعنوان "ثورة 14 أكتوبر. واستعرض الكثيري مسار نضالات أبناء الجنوب بقيادة الرابطة للخلاص من الاحتلال والتجزئة وانتزاع الاستقلال ووحدة مكونات الجنوب، منوها إلى أن حزب الرابطة هو من سمى الجنوب جنوبا، حيث أن التسمية السائدة والرسمية التي اعتمدها المحتلون الانجليز للجنوب هي تسمية (عدن ومحمياتها الشرقية والغربية)، حتى أن الإدارة الاستعمارية أصدرت مرسوما بعد تأسيس الرابطة جرمت كل من يسمي الجنوب بغير التسميه الرسمية التي اعتمدها الاحتلال وكرسها، موضحا أن الكفاح المسلح ضد الاستعمار لم يكن حكراً على الجبهة القومية بل سبقته نضالات وانتفاضات شعبية وسياسية مسلحة قبل نشؤ الجبهة القومية، مستعرضا عددا من الثورات والانتفاضات الجنوبية التي تواصلت طوال عقد الخمسينيات من القرن الماضي في لحج ودثينة والعوالق وحضرموت والصبيحة وبيحان والضالع، والتي كانت تقودها الرابطة، على النحو الذي استتبع حملات التنكيل والنفي وشن الحملات العسكرية من فبل السلطات الاستعمارية على ثيادات الرابطة ومناضليها وعلى ثوار الجنوب الذين زلزلوا أركان المستعمر قبل انقلاب 26 سبتمبر 1962م في صنعاء. كما تحدث د.عبدالله سعيد الجعيدي أستاذ التاريخ بجامعة حضرموت في محوره بعنوان " الحكم الثوري والحكام الثوار" أشار إلى أن استمرار الحكم الثوري واستغلال الحكام لهذه المناسبات لإظهار انجازاتهم وبدلاتهم ورتبهم العسكرية بعيداً عن تضحيات الثوار وأوضح أن الحركة الوطنية تفتقد إلى شفافية الحوار وان الحراك السلمي الجنوبي هو محاولة إعادة حركة الثورة إلى مسارها الصحيح. وفي ختام الندوة تحدث المهندس/ محسن باصرة عضو مجلس النواب، رئيس المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بحضرموت عن ضرورة القبول بالآخر وتقبل ثقافة الحوار وفتح الطريق للقيادات الشابة لتبوء المواقع القيادية في الثورة والدولة المستقبلية. حضر الندوة عدد كبير من قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الشبابية والنسائية الثورية وعدد من الإكادميين والأساتذة والباحثين والإعلاميين والمهتمين والشخصيات الاجتماعية وسيتم نشر كافة الأوراق والمحاور والمداخلات كاملة خلال الأسبوع الحالي في عدد من وسائل الإعلام لأهمية الأوراق والمحاور المقدمة تاريخياً وسياسياً لتعميم الفائدة والاستفادة منها.