أكد رئيس تنظيم العدالة والبناء،عضو المجلس الوطني اليمني محمد أبو لحوم، أن الثورة الشبابية السلمية هي ثورة الجميع، وليست ثورة انتقام من أحد ولم تأت لتصفية حسابها مع أي طرف من أطراف الأزمة القائمة اليوم، وليست هناك أي رغبة في اجتثاث حزب المؤتمر أو أي حزب سياسي آخر، كما يروج له البعض لإبطاء عملية التغيير. وقال في حوار مع “الخليج” إن المبادرة الخليجية هي أفضل ما هو مطروح لحل الأزمة في البلاد، مستبعداً الحل العسكري، مؤكداً في ذات السياق أنه غير مجد، إذ أن الشباب في الساحات وقوى الثورة قرروا التصدي لأي مشروع من هذا النوع، مشيرا إلى أن الرهان على الحسم العسكري رهان خاسر على الدوام، وليست له أي عوامل نجاح. وأوضح أن تحركات أعضاء المجلس الوطني في الخارج تهدف إلى حشد الدعم والتأييد للثورة والخروج باليمن إلى بر الأمان، مشيراً إلى أنه التقى في العاصمة المصرية القاهرة بالأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، حيث حصل المجلس على دعم الجامعة لتنفيذ المبادرة الخليجية. وفسر ما يدور في صنعاء من أحداث عنف يقوم بها النظام بأنه مرتبط بعدم رغبة النظام في الخروج بحل سياسي، والحرب التي تدور في أكثر من منطقة هي محاولة لزج وإقحام البلاد في حرب أهلية، وهذا ما يسعى إليه النظام والكثير من رموزه منذ عدة أشهر، مستدركاً بأن الثورة انطلقت سلمية وستستمر سلمية إن شاء الله، وستغلق الباب أمام كل من يحاول أو يريد أن يعمل على توسيع الحرب. وأضاف: ليست فقط الدول الغربية من أيدت الحل السياسي، وإنما كل الأشقاء والمجتمع الدولي أيدوا المبادرة الخليجية، وأنا أستغرب لماذا هذا التباطؤ والتطويل من قبل النظام في الاستجابة لنداءات الأشقاء والمجتمع الدولي لوضع حد للأزمة، فهل يعقل أن كل المجتمع الدولي على خطأ وهو على صواب؟، لافتاً إلى أن المبادرة الخليجية نصت على نقل السلطة من الرئيس إلى نائبه وليس إلى المعارضة، إلا إذا كانت هناك علامة استفهام حول النائب، فهذا أمر آخر. وتمنى ألا يضيع النظام فرصة إصلاح الأوضاع في البلاد، وأنه كان يرجو لو لم يطرح ملف الأزمة على مجلس الأمن الدولي، لأن اليمن ليس بحاجة إلى تدويل قضيته، كون هناك بدائل أخرى موجودة على الطاولة وفي مقدمتها المبادرة الخليجية، مؤكداً أن أي قرار سيتخذه مجلس الأمن الدولي لن يكون إلا إلى جانب الشعب اليمني. وأكد أن اليمن بعد سقوط النظام، سيكون شريكاً فاعلاً في كل مجالات التنمية والاستثمار والأمن والاستقرار، ولن يكون في أية لحظة من اللحظات عامل قلق أو عدم استقرار في المنطقة. وأشار إلى أن لقاءاتهم مع القادة الجنوبيين متواصلة دائماً، وأن هناك اتفاقاً على نقاط أساسية أولاها دعم ثورة الشباب والشعب وثانيها العمل على إسقاط النظام وقال: أما بالنسبة للقضية الجنوبية فنحن نعتبرها القضية الأولى والأهم في مرحلة ما بعد الثورة، وأن مساعي الجميع لبناء دولة مدنية حديثة ومواطنة متساوية وشراكة كاملة. واعتبر أن ما يميز موقف القبائل هو حرصها على سلمية الثورة، وأن موقفها بعد الثورة وتحقيق التغيير لن يكون إلا مع دولة مدنية حديثة ومواطنة متساوية لكافة أبناء اليمن لأن الجميع عانوا، بمن فيهم القبائل، من المهرة إلى صعدة حد قوله. وطالب أبو لحوم في ختام حديثه الفئة الصامتة أن تخرج من صمتها اليوم قبل غد، حيث خاطبهم بالقول: أود أن أسألكم سؤالاً واحداً: إذا لم تخرجوا اليوم عن صمتكم فمتى سيكون الخروج؟.