وقال مصدر في صعدة إن وفد المجلس الوطني يسانده عدد من الوجهاء والمشائخ تمكن من إقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار منذ مساء أمس الأول الاثنين، مشيراً إلى أن الوسطاء يكثفون جهودهم مع الطرفين للتوصل إلى اتفاق نهائي بصيغة توافقية تراعي مصلحة الجميع وبما يحقق عودة الأمور إلى طبيعتها. وأشار المصدر في تصريح ل (أخبار اليوم) إلى أن الوساطة شكلت فريقاً لمراقبة الوضع في دماج والإشراف على جهود التهدئة بحيث يقوم الفريق بمراقبة الطرفين وإبلاغ لجنة الوساطة عن أي خرق لهدنة التهدئة، مؤكداًًًً أن الفريق باشر مهمته في مراقبة الوضع في دماج منذ مساء الاثنين برئاسة الشيخ /صالح هادي حربان وعضوية كل من الشيخ/ مقبل جعامل وباسل السلامي رئيس وفد شباب الثورة وجمال الأصبحي الناطق الرسمي لوفد ممثليّ المنظمات الحقوقية تقوم بزيارة لصعدة للإطلاع على الأوضاع في المنطقة التي تشهد مواجهات مسلحة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى. وفي سياق متصل قال مصدر في جماعة أهل الحديث في دماج إن الحوثيين يواصلون حصارهم للمنطقة ويمنعون دخول المواد الغذائية والدوائية، منوهاً إلى أن الحوثيين قاموا بالسطو على الأدوية والاستيلاء على ما يحتاج إليه أبناء المنطقة من المواد الهامة والضرورية والسماح بمرور الغث منها، متهماً في تصريح ل (أخبار اليوم)، لجنة الوساطة التي يرأسها فارس مناع بميولها إلى الحوثيين بل إن معظمهم من الجناح السياسي للحوثي حسب قوله. وقال إن الحوثيين وبتواطؤ لجنة الوساطة رفضوا في الأيام الماضية السماح بدخول مواد غذائية تابعة لأمين الدعوة في دماج الشيخ/ أحمد الوصابي التي قام بشرائها من سوق صعدة لطلاب ومشائخ مركز دماج. وأكد أن تلك المواد الغذائية والدوائية ما زالت موجودة في نقطة الخانق التي يسيطر عليها الحوثيون على مشارف دماج، فيما سحب جزء منها وإعادته إلى مدينة صعدة . وعلى صعيد آخر تمكنت وساطة قبلية من إيقاف المواجهات التي اندلعت يوم الأحد الفائت في منطقة مندبة على الحدود اليمنية السعودية. وقال مصدر في منفذ علب الحدودي إن وساطة قبلية تمكنت من إيقاف المواجهات التي اندلعت بين أفراد من الأمن، يساندهم عدد من رجال القبائل وبين الحوثيين، وفتحت الطريق الرسمي الذي تربط اليمن عبر منفذ علب الحدودي بالمملكة العربية السعودية عصر أمس الثلاثاء. وأشار المصدر إلى أن الوساطة تمكنت من التوصل إلى هدنة بين الطرفين لمدة ثلاثة أيام تتمكن فيها الوساطة من الجلوس مع الطرفين للتوصل إلى إنهاء كامل للمشكلة. إلى ذلك كشف تقرير أمني رسمي عن مقتل ما يزيد على "36" شخصاً من أهالي منطقة “دماج” بمحافظة صعدة شمالي العاصمة اليمنية صنعاء وإصابة العشرات بجروح متفاوتة في الهجمات المسلحة التي شنتها خلال الأيام القليلة الماضية مجاميع مسلحة من الحوثيين على منطقة "دماج"، التي يقع فيها مركز دار الحديث للعلوم الدينية. وقالت صحيفة الخليج نقلا عن تقرير أمني إن الحوثيين استخدموا الأسلحة المتوسطة والثقيلة بما فيها الدبابات في الهجمات المسلحة التي استهدفت معهد دماج، الذي يمثل أبرز المراكز الدينية لأتباع التيار السلفي في اليمن. ووصف التقرير الأوضاع الإنسانية السائدة في منطقة “دماج” جراء تصاعد هجمات الحوثيين على أبناء المنطقة بأنها “أشبه بحرب إبادة جماعية”، مشيراً إلى أن الحوثيين منعوا دخول المواد التموينية والغذائية والأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية إلى المنطقة، كما فرضوا ولا يزالون حصاراً مشدداً على سكان المنطقة منذ أسابيع. واتهم التقرير الأمني، الحوثيين بمنع أهالي المنطقة من مغادرتها للتوجه إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج وبنشر قناصة على تخوم المنطقة لاستهداف السكان بما فيهم النساء والأطفال.