نفذت مجموعة مسلحة عملية اغتيال بحق ضابط وجنديين من اللواء 17 مشاة في شارع جمال بمحافظة تعز، كما جرح عدد آخرون في جريمة لا تزال ملابستها غامضة. وتباينت المعلومات حول عملية الاغتيال والتي نفذت عقب صلاة جمعة الأمس, وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر " أخبار اليوم " أن عملية الاغتيال سياسية على خلفية موقفهم المؤيد للثورة.. أرجعت مصادر أخرى أسبابها إلى خلفية ثأر سابقة ومتعلقة بمقتل شخص يدعى جمال الصوفي . إلى ذلك أدى مئات الآلاف من أبناء المحافظة يوم أمس صلاة "المحاكمة مطلبنا" في ساحة الحرية الرئيسة بمدينة تعز وفي 12ساحة أخرى في العديد من مديريات المحافظة . وأكد خطيب الجمعة أن جميع المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وقتل المعتصمين سوف يقدمون إلى المحاكمة. وأتهم خطيب الجمعة محافظ تعز ومعه القيادات الأمنية بالضغط على مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الدائمة العضوية من الوصول إلى ساحة الحرية والاستماع لأسر الشهداء والجرحى والاطلاع على حجم الجرائم التي ارتكبوها, مشيراً إلى الاعتداء الذي طال أسر الشهداء من النساء والأطفال عند ذهابهم للالتقاء بهذه الوفود بغرض عدم إيصال صوتهم ومظلمتهم إلى العالم , وحيا بنفس الوقت موقف المشترك وعدم مقابلته للوفد الأخير احتجاجاً على الاعتداءات التي طالت هذه الأسر . وعقب صلاة الجمعة هتفت جموع المصليين بالنصر للثورة اليمنية، متوعدين بالانتصار لدماء الشهداء وتقديم الجناة للمحاكمة، مؤكدين عزمهم بتنظيم مسيرة جماهيرية إلى صنعاء وهدفها مطالبة دول العالم منح النظام وأركان حكمه أي حصانة تعفيه من قتل الأبرياء . وقامت شركات الصرافة بمحافظة تعز يوم أمس لإغلاق أبوابها وذلك خلافاً لموعدها بفتح محلاتها بعد عصر الجمعة احتجاجاً على الانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظة, ومن المحتمل أن تواصل هذه الشركات صباح اليوم إغلاق فروعها حتى عودة المحافظة إلى طبيعتها السابقة. من جانب آخر أقدمت القوات التابعة للرئيس الفخري ظهر أمس الأول على إطلاق النار على المتظاهرين بالقرب من مبنى اليمنية بتعز ولم يبلغ عن إي إصابات . ويأتي إطلاق النار على المسيرة الحاشدة فيما الجنة العسكرية المكلفة بعودة الهدوء إلى المحافظة لا زالت تمارس مهامها وتقترب من أسبوعها الثاني . وكانت مسيرات جماهيرية حاشدة قد جابت عدة شوارع بمحافظة تعز وعبر من خلالها المتظاهرين عن رفضهم لأي حصانة تمنح للصالح وأركان نظامه وكل من يثبت تطورته في قتل المعتصمين في مختلف ساحات الحرية وميادين التغيير في تعز وعموم محافظات الجمهورية . وطالب المتظاهرون بإخراج المعسكرات من وسط المدينة وإنهاء كل المظاهر المسلحة بما في ذلك الثكنات العسكرية التي تزال في وسط المدينة حتى اليوم ومنتشرة في العديد من المكاتب التنفيذية وبعض المرافق الحيوية بالمحافظة علاوة عن القوات المنتشرة في مداخل المدنية . كما طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته وملاحقة منتهكي حقوق الإنسان في اليمن وتقديمهم للعدالة . ونقلت صحيفة " الاتحاد " الإماراتية عن النائب البرلماني وعضو لجنة التهدئة المحلية، عبدالكريم شيبان، اتهامه لقوات الجيش والأمن الموالية للنظام بعدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. وأشار إلى أن القوات التابعة لنظام صالح لا تزال تسيطر على مقار حكومية وتاريخية، إضافة إلى انتشار المئات من جنودها في ساحة “الشهداء” وسط المدينة، لافتاً إلى أن القيادة العسكرية والأمنية للمدنية “لم تع المتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة اليمنية بتشكيل حكومة وفاق وطني”، مؤكداً بأن المليشيات القبلية انسحبت من داخل المدينة. وأكد شيبان أن اللجنة طلبت مراراً وتكراراً إقالة مدير أمن محافظة تعز العميد الركن عبدالله قيران، وقائد قوات الحرس بالمدينة العميد العوبلي، باعتبار أنهما “سبب التوتر الحاصل” في تعز. وأشارت الصحيفة إلى أن وفداً من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن زار الثلاثاء، مدينة تعز، واطلعوا على سير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفق آلية المبادرة الخليجية، التي تنظم انتقالاً سلمياً للسلطة في اليمن، عبر مرحلتي انتقال تستمران عامين وثلاثة شهور. وفي سياق منفصل أفادت مصادر مستقلة نقلاً عن مصادر مطلعة بأن سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي قرروا فتح مكتب لهم في محافظة تعز لمتابعة الأوضاع عن كثب ومراقبة التطورات أولا بأول والإشراف على تطبيق بنود مبادرة التهدئة وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وأضافت تلك المصادر بأن السفراء قد يضغطون باتجاه إقالة مدير أمن تعز العميد عبد الله قيران وقائدي الحرس واللواء “33? العوبلي وضبعان من أجل إنجاح اتفاق التهدئة وهو الشرط الذي يصر عليه كل أبناء محافظة تعز. إلى ذلك أحياء أبناء مديرية مشرعة وحدنان أمس الأول أربعينية الشهيد الشيخ عبد الله علي الصبري الملقب بالزعيم وذلك برعاية مؤسسة فجر الأمل الخيرية وفي حفل التأبين الذي حضره الآلاف من أبناء المديرية والشخصيات الاجتماعية: رحب أبن الشهيد عبد الله الصبري في كلمته التي ألقاها بالحضور، متعهداً بذات الوقت بالسير على نهج والده في سبيل التحرر والكرامة والتخلص من الظلم والطغيان والحكم الأسري وأضاف أن لا مخرج لليمن من هذا النظام الفاسد إلا بالثورة السلمية التي انطلقت بداية شراراتها من تعز.