بعد فشل الوساطات القبلية في محاولتها لاحتواء الموقف في مدينة رداع والحيلولة دون انزلاق الأمور إلى مرحلة لا تحمد عقباها, يسعى المسلحون الذين سيطروا على المدينة بقيادة الشيخ طارق الذهب إلى التمدد في مدينة رداع وخصوصاً في الناحية الجنوبية من المدينة والتي تربط رداع بمديرية الضالع. وأفادت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" أن أبناء القبائل تصدوا للمسلحين بعد محاولتهم في ساعة مبكرة من يوم أمس السيطرة على عدة مباني ومنشآت حكومية، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد سيطرة المسلحين على منطقة " الميدان والسوق المركزي " وسط مدينة رداع, ومحاولتهم بعد انسحاب قوات الحرس والأمن المركزي من المدينة السيطرة على مزيد من المباني والمرافق الحكومية. وأشارت المصادر إلى محاولة المسلحين السيطرة على السجن المركزي الواقع جنوب مدينة رداع في منطقة " الخبار "، إلا أن القبائل تصدوا لهم ومنعوهم من دخول السجن, رافضين كل الذرائع التي ساقها المسلحون. ووضعت قبائل رداع للمسلحين خيارين إما الانصراف وإما الأسر.. وقال احد المشاركين من القبائل في حماية السجن المركزي إن عدد المسلحين الذين حاولوا السيطرة على السجن يتراوح بين عشرين إلى خمسة وعشرين شخصاً كانوا على متن طقمين عسكريين, منوهة إلى أن المسلحين وبعد تصدي القبائل لهم عادوا إلى منطقة الميدان التي تقع فيها قلعة العامرية. وأضافت المصادر أن القبائل أفشلت محاولة للمسلحين بعد ظهر أمس الخميس للسيطرة على المستشفى المركزي الواقع على خط رداع – جبن. وتسيطر قبائل المدينة على عدد من المنشآت الحكومية الواقعة خارج إطار السوق المركزي ومنطقة الميدان, ومن أبرز المنشآت التي تتولى القبائل حراستها المستشفى المركزي وبنك التسليف والبنك التجاري اليمني والمواصلات والمجمع الحكومي الذي يضم عدداً من المكاتب الحكومية, فيما يسيطر المسلحون على منطقة الميدان والتي يوجد فيها البنك اليمني للإنشاء والتعمير وإدارة الأمن ومسجد البغدادية ومسجد العامرية ومنزل وكيل المحافظة لشؤون مديريات رداع الشيخ عبدالله ناشر الأحمر، الذي تم إخلاؤه من قبل الوكيل قبل يومين من دخول المسلحين رداع, إضافة إلى قلعة العامرية ومبنى المواصلات القديم. وفي محاولة المسلحين للسيطرة على مزيد من المباني قتل مواطن من آل الظاهري وأصيب آخر من آل ابو بادي أثناء اشتباكات حصلت بين الجانبين في ساعة متأخرة من يوم أمس الأول عند محاولة المسلحين السيطرة على مدرسة الخنساء الواقعة بالقرب من منطقة الميدان. وفي سياق متصل قامت قوات الأمن بمداهمة منزل الشيخ خالد الذهب في صنعاء على خلفية تصريحاته التي أكد فيها أن هناك تعاوناً بين أخيه والأمن القومي لدخول مدينة رداع وتسليمها دون أدنى مقاومة. وقال الشيخ " الذهب " في تصريح ل"أخبار اليوم" إن الدولة قامت بمداهمة منزله دون إذن من النيابة, وأنه ليس مجرماً ولا خارجاً عن النظام والقانون حتى يتم مداهمة منزله بطريقة فجة. وأضاف الذهب إنه اتصل برئيس حكومة الوفاق محمد سالم باسندوه وأبلغه بما جرى وأن باسندوة رد عليه بأنه سيتواصل مع النائب بخصوص ما جرى. وناشد الذهب عبر أخبار اليوم الرئيس بالإنابة عبدربه منصور هادي القيام بواجبه لردع هؤلاء البلاطجة المخالفين للنظام والقانون, مضيفاً أنه لولا احترام الثورة الشبابية الشعبية السلمية وحكومة الوفاق ونائب الرئيس لكان له موقف آخر, تعرفه أجهزة الأمن جيداً.. مردفاً: ذنبي الوحيد أنني قلت الحقيقة, إيماناً مني بحبي لوطني فالساكت عن الحق شيطان اخرس. وأوضح أنه قام بإرسال سائق تكسي مع شخص آخر إلى البيت بغرض إعطاءه ملابس من منزله، فأقدم جنود الأمن على ضرب سائق التكسي والشخص الذي كان بجانبه وأخذوا عليهم مفاتيح البيت وقاموا بتفتيشه, ولا تزال مفاتيح البيت معهم حتى هذه اللحظة حسب قوله. ونوه " الذهب " بأن مثل تلك الأعمال لن تثنيه عن قول الحقيقة, ولن ترهبه حركة البلاطجة والتهديد, مؤكداً للصحيفة صحة ما صرح به سابقاً لعدد من وسائل الإعلام. وفي تعليق على تسليم مدينة رداع للمسلحين قال أحد مشائخ المدينة طلب عدم الكشف عن اسمه " إن صالح يوهم نفسه أنه أدب الثوار لموقفهم الشجاع الذي قاموا به في 24 سبتمبر أثناء استقبالهم لصالح في ساحة الحرية برداع, والتي كانت أقوى رسالة رافضة لعودة صالح إلى اليمن بعد رحلته العلاجية". إلى ذلك جابت مسيرة جماهيرية حاشدة مدينة البيضاء منددة بما أسماها الثوار بالمسرحية المكشوفة والمفضوحة التي أخرجها نظام صالح وقام بأدوارها عدد من المسلحين تحت إشراف قيادة الأمن القومي وإنتاج وتنسيق بقايا النظام وقواتها حسب تعبير المشاركين في المسيرة. الحشود المتوافدة إلى الساحة أكدت رفضها لكل المخططات التخريبية والفوضى والإرهاب بالمحافظة, ومحاولة الزج بالمحافظة في أتون الفتنة والاقتتال الداخلي انتقاماً لريادتها في ثورة الشباب الشعبية السلمية. ورفعت المسيرة شعارات تؤكد سلمية الثورة ورفض شبابها للعنف والإرهاب المنتج حصرياً من قبل نظام صالح. وفي المسيرة ألقى المقدم ضيف الله الوهبي رئيس تكتل العسكريين بساحة أبناء الثوار بالبيضاء كلمة نفى فيها ما وصفها بالتلفيقات والأكاذيب التي وردت في مؤتمر صحفي لعبده الجندي يوم أمس الأول والتي ادعى بأن ضيف الله الوهبي يساند القاعدة ويدعمها. كما ألقى الشيخ سالم عمر الحميقاني كلمة عن ائتلاف التغيير، أكد فيها تحمل السلطة المحلية والقيادات الأمنية بالمحافظة المسؤولية الكاملة عما يجري, مؤكداً أن أبناء البيضاء سيظلون يداً واحدة, مبيناً بأن ما يقوم به بقايا النظام من اجتماعات شكلية هو من باب ذر الرماد على العيون لتغطية ألاعيبهم وإخفاء معالم السرقة والنهب لمقدرات المحافظة وإلصاق ذلك بالقاعدة للتنصل من المساءلة والمحاسبة, داعياً كل الغيورين والمعنيين بأمن المحافظة إلى القيام بمسؤوليتهم تجاه المحافظة والى عدم الانجرار لمخططات بقايا النظام وتحكيم العقل وتفويت الفرصة على أزلام النظام حسب تعبيره.