لا تقلقي أو تنزعجي إذا كان لديك طفل وحيد أو طفلة وحيدة.. ولا تشعري بالضيق أو الذنب، أو تتحسري على ظروفك التي لم تتح لك إنجاب أخ أو أخت لصغيرك الوحيد أو صغيرتك الوحيدة.. هناك دراسات حديثة تقول إن الطفل الوحيد يمكن أن يصبح في المستقبل شخصية اجتماعية محبوبة، أكثر من الطفل الذي يعيش بين إخوته، وقد يكتفي بعالم الأسرة المحدود. إذن، فطفلك الوحيد ليس مشكلة، ولكنه يحتاج إلى طريقة خاصة في تربيته كيف..؟ تقول الدكتورة/ فاطمة الكتاني اختصاصية نفسانية تخصص إرشاد أسري: الطفل الوحيد ليس مشكلة بالشكل الذي يمكن تصوره لو كانت لوالديه طريقة سليمة في التربية التي تتأثر بعوامل كثيرة، منها شخصية الوالدين وطبيعة علاقتهما الزوجية ومستوى تأهيلهما التعليمي ووضعهما المادي وقيمة أفكارهما التربوية، ثم الوسط الذي ينشئان فيه الطفل، والأكيد أن من أهم هذه العوامل المؤثرة التي تكون للوالدين بما فيها قناعتهما ورضاهما، بأن الطفل الوحيد داخل الأسرة ليس انتقاصاً من أمومة الأم، وأبوة الأب، ولا تهديداً لاستقرارهما الزوجي، هذه القناعة كفيلة بأن تنعكس بالإيجاب على كيفية تربية الطفل التربية الصحيحة من دون مغالاة في الحماية التي هي أسلوب سلبي في التربية، لكن مبررها الخوف على الطفل لأنه الوحيد!. منافسة فاعلة.. ,, ألن يشكل غياب إخوة في البيت عاملاً سلبيا في نمو الطفل الوحيد؟ حسب دراسة أميركية على الطفل وحيد والديه, تبين أن دور الإخوة مهم جداً في نمو الطفل بالنظر إلى أن تفاعل الأشقاء مع بعضهم يشجع على المنافسة الفاعلة في تكوين شخصيتهم، إذا لم توجه تلك المنافسة الاتجاه الخاطئ من قبل الوالدين بالشكل الذي يؤثر نفسياً في أحدهم، وقد يصاحبه هذا التأثير إلى ما بعد مرحلة الطفولة ليتحول إلى عداء وصراع، لهذا ثبت أن للمنافسة أهمية بين الإخوة إذا كانت في حدود المعقول، من دون أن نقصد بهذا بأن الطفل الوحيد محروم من هذا العامل بشكل قطعي، بل إن لديه إمكانيات أخرى ومجالات أوسع للتعويض واكتساب شخصية نفسية واجتماعية سليمة.. الخلافات العائلية.. ,, ما هي الطريقة السليمة إذن لتربية الطفل الوحيد؟ وهل لديه سيكولوجية خاصة؟ الأكيد أن لكل طفل، بالنظر إلى وضعه في الأسرة وموقعه في ترتيب إخوته، سيكولوجية خاصة تساعد بالإيجاب أو السلب على نمو شخصيته، لكن المفروض أن ما ينطبق على الطفل الوحيد ينطبق على عموم الأطفال في بعض الضروريات الأساسية والمشتركة في فعل التربية بشكل عام، وهي تفاهم الوالدين في ما بينهما، لأن الخلافات العائلية تفسد نمو الأطفال النفسي والاجتماعي، ثم ضرورة التعامل معه ككائن مستقل وليس ملكاً خاصاً، يعبران عنه بالخوف الشديد والمبالغ فيه. لا تحاصريه.. وتشير الدكتورة فاطمة إلى خصوصيات إضافية في تربية الطفل الوحيد، وهي كالتالي: قبول الوالدين لوضعية الطفل الوحيد وقناعتهما به، حتى تنعكس تلك القناعة بالإيجاب على سلوكهما نحوه. وضعه مبكراً في دار للحضانة أو مدرسة حضانة حتى يسهل عليه الاندماج بسرعة مع أقرانه والأطفال عموماً ما دام يفتقدهم في البيت . ترتيب لقاءات له بأطفال العائلة أو الأصدقاء للعب معهم، لأن لعب الأطفال في ما بينهم له أهمية كبيرة في إنقاذهم من الانطواء والخجل. تخصيص وقت منظم للعب والقراءة معه أيضاً ولا ينبغي مواكبته في كل لحظة من باب كونه وحيدا. تدريبه على الاستقلالية في النوم وحده منذ الأشهر الأولى، وفي السنتين الأوليين ينبغي تعويده على الذهاب للحمام تسهيلاً للاستغناء عن الحفاضات. . تعليمه الأكل بمفرده منذ السنوات الثلاث الأولى من عمره وعدم القيام بالأعمال التي من المفروض أن يقوم بها نفسه. الموازنة في تربيته ما بين الحماية والإهمال والتسلط والتساهل لأن الإفراط في أحدهما له انعكاسات سلبية على بنائه النفسي تحديدا. تجنب الاهتمام الزائد والحماية المفرطة به لأن ذلك يسبب له حساسية مفرطة وميلاً إلى الخجل والخوف من الغرباء، وقد يؤدي به ذلك الميل للعنف أحياناً لإحساسه بالهشاشة تجاه التعامل المفرط معه. عدم التذبذب في التربية من خلال الجمع في لحظة واحدة ما بين العقاب والحماية أو الجد والهزل. تجنب الحديث أمامه عن قلق الوالدين أو العائلة من عدم القناعة بطفل واحد في البيت. إجابته بشكل صحيح عن أسئلته الخاصة حول عدم وجود إخوة لديه.. الأسلوب الصحيح.. أخيراً تؤكد الدكتورة/ فاطمة الكتاني، على أن الطفل الوحيد تكون لديه نسبة كبيرة من الذكاء، وتفوق أعلى في الدراسة، ولديه قدرة على القيادة ونضج متميز وإمكانيات للضبط الذاتي، وهذا ناتج طبعاً عن الوقت الكافي الذي يعطى له في التربية وأيضاً الأسلوب الصحيح في التعامل معه من دون مبالغة ولا تفريط، لكن هذه المميزات حسب دراسة فرنسية قد يحرم منها الطفل الوحيد في الحالة التي يحظى فيها بالحماية الزائدة المرفقة بالخوف، وهذا يجعل لديه مشاكل نفسية بنسبة أعلى من مشاكل الأطفال الآخرين.