سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المتنفس الوحيد لتعز في مهب الريح حديقة التعاون بالحوبان بتعز.. مواطنون يرفضون أن تصبح مشروعاً تجارياً وقبائل تميم تساند المستثمر بأحقيته بالأرض والحرس يقصف منازل المواطنين.
قضية حديقة التعاون بالحوبان بمدينة تعز تعود مجدداً إلى الواجهة عبر اعتصام ينفذه من يقولون إنهم ملاك الأرض بعد مواجهات اندلعت منذ أيام مع قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي، تعرضت فيها منازل المواطنين للقصف. ويتهم المعتصمون السلطة المحلية بالمحافظة بالتصرف بممتلكاتهم الكائنة في نطاق حديقة التعاون وما جاورها عن طريق بيع ثلاثة آلاف وخمسمائة ألف قصبة للمستثمر اليمني بن كردوس التميمي يقيم عليها مبانٍ تجارية دون منحهم التعويضات العادلة. مؤكدين أن تمليك الأرض للمستثمر تمت بأمر رئاسي وأنه وقع في فخ نصبه له مستفيدون من هذه الصفقة قادها سمسار من خارج المحافظة بحسب وصفهم. في التقرير التالي نرصد جانباً من المشكلة وفقاً لأحاديث المعتصمين ومصدر مقرب من المستثمر وما توفر لدينا من وثائق رسمية. أمر رئاسي بوجهه الشاحب وجسمه النحيل ونظراته التي تحدق في أرجاء ما تبقى من مساحة مهجورة كانت يوماً ما تسمى حديقة التعاون سرقت من عمره ثمانية وثلاثين عاماً قضاها حارساً فيها ورمته مع ستين عاملاً فيها بدون رواتب مدة سبعة أشهر. يقول صالح محمد في السبعين من العمر: أحرس في الحديقة من قبل 38سنة وراتبي 30 ألف ريال وأنا غير مثبت في الوظيفة ولم نستلم رواتبنا منذ سبعة أشهر ويوعدونا من شهر إلى شهر وكله كذب ومكذابة والحديقة فقيرة وليس لها مدخول. * -تعد حديقة التعاون بالحوبان المتنفس الوحيد لمدينة يبلغ سكانها مليوني نسمة تقريباً وتعد حديقة التعاون بالحوبان المتنفس الوحيد لمدينة يبلغ تعداد سكانها مليوني نسمة تقريباً وهي بحاجة فعلية إلى الحدائق والمتنفسات كحاجتها إلى المدارس والكليات إن لم نقل الماء والغذاء، لا أن يتم بيعها وحرمان آلاف الأسر التي كانت ترتادها أسبوعياً وفقاً لاعتراض مواطنين على تحويل الحديقة إلى عقارات وأسواق تجارية رغم تحولها لأرض مهجورة تفتقر إلى أبسط الإمكانيات ولم يتم تأهيلها منذ إنشائها. يقول الشاب/ عصام عبد الحميد البتراء: حديقة التعاون هي الحديقة الوحيدة في تعز، حيث ليس لنا سواحل ولا متنزهات ولا حدائق عامة والتي تعد ملكاً للجميع بمن فيهم الفقراء حيث لايحق أن تمنح لأي شخص وتحول لمشروع تجاري. ويشير البتراء وهو أحد الملاك: نحن اليوم نعتصم لنقول إن ثورتنا ثورة عدالة واسترجاع الحقوق وبالرغم من رحيل رأس النظام إلا أن أذنابه ما زالت تسلب حقوقنا وتقصف بيوتنا وتمنح أراضينا للمستثمرين ويا ليتها مشاريع متنزهات وإنما مشاريع تجارية صرفت بأمر رئاسي ولعدد ثلاثة آلاف وخمسمائة قصبة بما يعادل خمسين ألف متر مربع، مع الإشارة إلى أن سعر القصبة في هذا المكان تبلغ أربعة ملايين ريال. * - البتراء: حديقة التعاون هي الحديقة الوحيدة في تعز وهي ملك للجميع بمن فيهم الفقراء ولايحق أن تمنح لأي شخص وتحول لمشروع تجاري ويضيف البتراء : المواطنون لا يمانعون أن تحول الحديقة إلى مستشفى أومسجد أوحديقة ويبدون استعدادهم لعمل وقفية بها لا أن تتحول إلى شخص واحد يستثمرها على حساب مدينة بأكملها . أعراف إدارية يتحدث المعتصمون أمام المشروع العقاري الذي يتم العمل فيه على قدم وساق بعد أن توقف فترة من الزمن وعاد العمل فيها وفقاً لاتفاق يبن المواطنين الذين يؤكدون ملكيتهم لأرض الحديقة بالسماح للمستثمر التميمي بإتمام المشروع على أن يتم تعويضهم من قبل السلطة المحلية وسبق للحكومات المتعاقبة إفراطها بالوعود دون تحقيقها وذهبت معظم أراضي المواطنين ثكنات عسكرية دون التعويض، منها في جبل وورثانه، والصيرة، والقرف ، والإذاعة ، والمركز الآلي.. وهذا بحسب كلام عبد الله أمين أحد الملاك والذي يضيف : المستثمر التميمي مظلوم أخذوا منه الفلوس وأعطوا له أملاكاً خاصة ونحن أناس بسطاء وصوتنا غير مسموع. ويدلل ملاك الحديقة على أحقيتهم للأرض بعقود رسمية ضمن موقع ومساحة حديقة الحيوان أبرمت بين صندوق النظافة والتحسين وبعض الملاك لتخصيصها لحديقة الحيوان وأخرى ضمن حديقة دريم لاند طرفاها مجموعة هائل سعيد وعدد من الملاك، حيث رفضت المجموعة حينها الاستئجار من قبل الدولة واستأجرت من المواطنين باعتبارهم الملاك الحقيقيين بحسب تأكيد المالك وضابط الأمن عبده عبد الجليل عبد الوارث الذي يعتقد أن الأعراف الإدارية والقضائية جرت على الاعتراف الفعلي بحقوق المواطنين منذ اللحضات التي وضعوا الشبك ومواضيع الترسيم السابقة بين أملاك الدولة وأملاك المواطنين وبموجب اتفاقية سابقة فإنه سيتم تعويضهم التعويض العادل وعلى هذا قبلوا بذلك احتراماً لمبدأ الاستثمار. * - لدى سكان منطقة الحوبان حكم بالأراضي التي بيعت للإمام أحمد وعددها خمسة آلاف قصبة فقط مؤرخة بتاريخ1363هجرية استخدمها لعلف الخيول التابعة له وهو ما اتخذته الدولة مبرراً لبيع الحديقة ويضيف :نحن نشجع الاستثمار وما يثير استغرابنا هو قولهم إننا ضد الاستثمار ولو كنا كذلك لما سمحنا ببناء المشروع. ولدى سكان منطقة الحوبان حكم بالأراضي التي بيعت للإمام أحمد وعددها خمسة آلاف قصبة فقط مؤرخة بتاريخ1363هجرية استخدمها لعلف الخيول التابعة له وهو ما اتخذته الدولة مبرراً لبيع الحديقة كونها من أملاكها، فيما ينفي عنها هذا الحق سكان المنطقة الذين يحتفظ بعضهم بأحكام ابتدائية كما هو الحال مع عبد الرحمن صالح الذي حصل على حكم ابتدائي بالتعويض وينتظر التنفيذ ما لم فإن التصعيد بحسب قوله سيكون الملاذ الأخير لتوقيف العمل بالمشروع . التميمي يرد من جانبه يرد بليغ التميمي رئيس مجلس قبيلة بني تميم في تعز على تصريحات المعتصمين المدعين ملكيتهم للأرض بقوله: المستثمر حسن بن كردوس التميمي جاء إلى تعز وهو يرغب بالاستثمار وخدمة المنطقة وتم تمليكه الأرضية بوثائق رسمية والتزمت الدولة كما جاء في عقد التمليك أنه إذا ظهر من يدعي ملكية الأرض تقوم الدولة بتعويض أي جهة تدعي صلتها بالأرض وتثبت ذلك. ويقول رئيس بني تميم في تعز التي ينتمي إليها المستثمر بن كردوس :المستثمر بدأ العمل بالمشروع قبل سنة وبضعة أشهر وحينما شارف المشروع على الانتهاء جاء مجموعة من الأفراد وقاموا إطلاق الرصاص على العمال وأوقفوا العمل بالمشروع ويظهر أن المستثمر له علاقات بقيادة المحافظة، تم إرسال مجاميع عسكرية من الحرس الجمهوري وكان التعامل بشكل عشوائي وعنيف وقصفت منازل المواطنين وعلى رأسهم منزل الشيخ عبد الحميد البتراء. التميمي الذي أدان باسمه كلا الاعتداءين على حد سواء يرى أن استخدام الحرس الجمهوري في هذه القضية جرم كبير، كونه غير مخول بضبط مثل هكذا مسائل والتي هي من مهمة الأمن، مستدركاً: ولا يعني هذا أننا نبرر الاعتداء على المستثمر. وكشف بليغ التميمي رئيس قبيلة بني تميم في تعز أنه تم تشكيل لجنة من مشايخ وأعضاء مجلس نواب بحضور أمين عام المحافظة والشيخ البتراء الذي يدعي أن لأقاربه علاقة بالأرضية واتفقوا على أن يتم عرض القضية على المحكمة المختصة ويتم البت فيها بشكل مستعجل في مدة لا تتجاوز ستة أشهر وإذا ثبت أن للبتراء أو لغيره أملاكاً في الأرضية فعلى الدولة تعويضهم شرط التزامهم بعدم عرقلة المشروع والاعتداء عليه. واختتم التميمي تصريحه بالقول :كان الأصل في من ادعى ملكية الأرض أن يفاوض ويحاور بداية تنفيذ المشروع وليس عند مشارفته على الانتهاء بعد أن أنفق عليه ما يقارب عشرة مليارات ريال.