تعد عملية التعليم حجر الأساس في بناء الدول الناجحة, بل لا نبالغ إن قلنا إنها وحدها من تصنع الحضارات التي يحق لها البقاء والانتشار، قوة أي بلد من بلدان العالم تعتمد على قوة تعليمها، نستطيع القول باختصار إن التعليم هو الترمومتر الذي نقيس من خلاله قوة البلدان وضعفها, لذا نجدها تشغل بال المهتمين والمدركين لحجم أهميتها. إلا أننا لا نزال في بلادنا نشكو من استمرار تدني مستويات الطلبة، وقد كثرت الأحاديث عن تدني مستوى التعليم, لذا توجب علينا في ملحق الأسرة الوقوف عندها وينبغي الوقوف عندها مطولاً.. تدني.. أ.. مصطفى قاسم المنصوري كبير المدربين في إدارة التربية والتعليم – عدن, رئيس قسم التدريب والتأهيل يرى أن من الأسباب المساهمة في تدني مستويات الطلاب أن معظم المعلمين في مدارسنا لا يمتلكون المقدرة على توصيل مفاهيم التعليم إلى أذهان التلاميذ, كونهم لا يحظون بالتأهيل المناسب، بالإضافة إلى صعوبة وعدم وضوح بعض المقررات الدراسية، التي تخلق الملل والسأم سواء للطالب أو المعلم، وكذا عدم تنويع المعلم لطرائق التدريس، وإعطاء كل درس طريقة تشد التلميذ إلى المادة الدراسية وإغناء هذه الطرائق بالأساليب السهلة البسيطة أثناء شرح الدرس، مما يسهل عملية تقبلها وفهمها لدى الطالب، هناك أيضا شطحات لبعض المعلمين للأسف الشديد في اتباع أساليب جامدة وأحياناً قاسية في معالجة الفروق الفردية للتلاميذ، واستخدام ألفاظ التوبيخ السخرية من أخطاء التلاميذ، مما يولد الخوف والخجل عند التلاميذ، وبالتالي زرع الكراهية في نفوسهم للمادة الدراسية والمعلم، أضف إلى ذلك أن كثيراً من المعلمين لا يقوم أثناء تصحيح أعمال التلاميذ على توضيح الأخطاء التي وقعوا فيها، ما يؤدي بهم إلى اعتبارها صحيحة، ناهيكم عن ألا مبالاة التي تلف معظم الأسر وتجعلها غير مهتمة بمتابعة أطفالها وتوجيههم، وهذا بدوره أوجد هوة كبيرة في علاقة أولياء الأمور والمدرسة، فالاعتماد الكلي على المدرسة لا يكفي، فعدم زيارة ولي الأمر للمدرسة بشكل متكرر وللحصول على نتائج مثمرة من هذه الزيارات، وهذا بدوره يعزز مبدأ الإهمال الذي ينتهجه الطالب. أما فيما يخص أسباب تدني مستوى الطلاب فقد لخصها المنصور بالأمور التالية : • كثافة الفصول الدراسية في بعض المدارس لا تمكن المعلم من الاهتمام بكل التلاميذ ومتابعة أعمالهم. • المبالغة والمغالاة عند وضع الاختبارات من قبل بعض المعلمين، وتصوير الاختبارات كغول في نفوس التلاميذ. • تساهل معظم الأسر في انشغال أبنائهم عن المذاكرة المنزلية إما بقضاء الساعات الطويلة في مشاهدة التلفزيون أو اللعب خارج المنزل إلى وقت متأخر من الليل، خصوصاً في فئات الذكور. تجهيل.. أ.. طلال عبد الله موجه تربوي م / لحج يرى (بأن تدني المستوى التعليمي والتربوي في بلادنا يعود إلى أسباب عديدة، وقام بتلخيصها في النقاط التالية: • ظاهرة ترفيع الطلاب الراسبين. • وعدم وجود إستراتيجية تعليمية أو سياسية صحيحة لوضع منهاج دراسي واحد للتعليم, ويعتبر المناهج الحالية ما هي إلا مقررات دراسية توليفية، بالإضافة إلى قصور في المقررات وعدم مواكبتها لتطورات العصر واحتياجاته, عدم وجود نسبة عالية من المعلمين المؤهلين تأهيلاً جيداً، وغياب عملية التقييم الصحيح والتقويم المناسب للأدوات المدرسية، والافتقار إلى المعنيات ووسائل الإيضاح وكذا إلى المباني المدرسية المتكاملة بالإضافة إلى الكثافة الطلابية في معظم المدارس، إن لم يكن في جلها. وحول ظاهرة تدني المستوى يؤكد أن هناك ضعفاً واضحاً وملحوظاً في إعداد المعلم، ناهيكم عن محدودية تدريبه وتأهيله أثناء فترة خدمته في تلك التدريس. ويشير إلى أن ظاهرة تسرب الطلاب من مدارسهم ازدادت في الآونة الأخيرة، وينبغي أن يكون هناك تعاوناً جاداً بين المدرسة والأسرة حتى نتمكن معاً في القضاء على هذه الظاهرة، نعمل سوياً من أجل أن ينشأ جيل واع متسلح بالعلم والمعرفة. عشوائية.. إن عدم تأهيل المعلمين والمعلمات, عدم وضع المعلم المناسب في المكان المناسب وفق تخصصه، عدم اختيار الإدارات المدرسية الكفؤة، بل ما يحدث هو التعيينات وفقاً للمحاباة والتحيز للانتماءات السياسية، عدم تفاعل وارتباط البيئة بالمدرسة وعدم تفعيل مجالس أولياء الأمور من قبل الإدارات التربوية والمدرسية, ضعف المكانة الاجتماعية للمعلم وعدم إعطائه حقه، كل هذه الأسباب تؤدي إلى تدني مستوى الطلاب والتعليم بشكل عام.. هكذا يسرد الأستاذ/ عبد الكريم المعمري أسباب تدني مستوى التعليم في بلادنا. الكفاءة.. أ.علي عبد المجيد أمين عام مجلس محلي الشيخ عثمان م / عدن .يرى أن هناك عوامل كثيرة ومتعددة سواء كانت من المعلم أو التلميذ أومن أولياء الأمور، وأركز على الأهمية القصوى للتركيز على التعليم الأساسي، وبالأخص السنوات الأربع من التعليم الأساسي، وهذا يتطلب من قيادة التربية والتعليم سواء كان ذلك ممثلاً بوزارة التربية والتعليم أو من خلال مكاتب التربية والتعليم أن تولي التعليم ومستوى الطلاب أهمية من خلال : • التركيز على اختبار المدرس المتخصص الذي يتمتع بالكفاءة التامة. • وضع عدد مناسب في المدرسة. • متابعة ولي الأمر الطالب بمستواه الدراسي سواء كان عالياً أو هابطاً وبحث الأسباب، وإيجاد الحلول والتي في الأخير تصب في خدمة تطور مستواه إلى الأحسن مع عدم التساهل مع التلميذ سواءً من قبل المدرس أو من قبل أولي الأمر، لما من شأنه إيجاد نوع من الجدية والتي في الأخير لا يجد الطلاب أي منفذ للإهمال.. وأنا أناشد كل أولياء الأمور للتواصل والمتابعة مع المدرسة؛ لأن هذا الارتباط يجب أن يعزز وفي الأخير سنحصد ثمرته في نتائج الطلاب والطالبات . .ثواب وعقاب .. يرى أ.علي هادي عضو مجلس أباء بمدرسة العبادي م / عدن أن كثافة المناهج وانتشار ظاهرة الغش، عدم المتابعة من قبل جهات الاختصاص حول التعليم وطرقة العلمية، وعدم متابعة أولياء الأمور لأبنائهم. وعلى مدراء المدارس أن يختاروا مدرسيهم بأمانة وبالذات للسنوات الأول من (1-4), ولكن للأسف الملاحظ أن بعض الإدارات يهمها إشغال الفراغ بمدرس لهذه المراحل وفي الأخير يؤدي إلى عدم تغيير أي شيء في سلوك الطالب التعليمي ويظل الطالب يتنقل في المستويات وهو خالي الذهن من أي أثر أو فائدة تؤهله ليكون قائد في المستقبل يعول عليه في بناء الوطن، قائلاً نحن نفجع حين نجد طالباً في مستوى دراسي متقدم لا يعرف مخارج الحروف الصحيحة. وهنا رسالة نوجهها للأخ د/ وزير التربية والتعليم، أن يولي هذه المسألة الأهمية القصوى وإعطاء دورات تأهيلية وتنشيطية للإخوة مدرسي الصفوف الأولية, كونها المرتكز الرئيسي لبقية المراحل, فإذا كان البناء ركيكاً فلا يستمر على الإطلاق.