قصه هذا الفتى الذهبي قصة.. وحكايته حكاية، ولها من فصولها ما تحتاج إلى أن تدون وتقرأ لكل جيل رياضي حتى يعكس مثلا رائعا عن العزيمة الذي لا تقهر والإصرار الذي لا يفنى حتى وإن حاربه أقوى الأقوياء في (الأرض الكروية)، فبعد مساندته لثورة الشباب السلمية.. (شمت) به الشامتون، وبعد أن أصيب بطلق ناري في إحدى المسيرات (تشفى) فيه الحاقدون، وبعد أن شفي من جروحه طلب منهم حق المشاركة الأولمبية لليمن في الدورة العربية فرفضوا منحه (وسخر) منه المزايدون مسئولي الرياضة في بلدنا وتجاهلوا.. واحتقروه.. ووصفوه بأنه يذهب للفسحة والنزهة، ولم يكتفوا بهذا بل حاربوه بكل الوسائل، وأرادوا أن (يحرقوه)، ويحكموا على نجوميته بالموت السريع غير مبالين بإنجازاته للوطن أو تشريفه لليمن. وكل ذلك ليزداد هذا الطود الخصروفي قوةً.. وعزيمةً.. وصبرًا.. وطموحًا حتى (باع جنبيته) من أجل تذكرة المشاركة الأولمبية وبمساعدة من رئيس الاتحاد اليمني والعربي للجودو، استطاع أن يسافر لمعسكر قصير في كوريا ليذهب بعد ذلك إلى قطر، ويخوض مبارياته رغم الجروح التي مازالت تملأ جسده جراء إصابته بالطلق الناري الذي كرمه النظام اليمني به.. ليرد على النظام ويمنح اليمن ذهبا براقا محققا فوزا كاسح كبطل عربي في لعبته، ورغم تجاهلهم له عاد إلى أرض الوطن دون استقبال وزاري رسمي رياضي، بل استقبال شبابي من أبناء ثورته الذي حملوه.. واستقبلوه.. وهتفوا.. واحتفلوا به في ساحة التغيير. وما هي إلا أيام ليعود خصروف، ثم يذهب إلى ألمانيا في بطولة (الجراند ماستر) الدولية ليلعب، ويفوز حتى تضعه القرعة أمام لاعب إسرائيلي وعلى الفور رفض أن يخوض مباراته مفضلا الانسحاب على أن يلعب مع لاعب صهيوني.. نرفض نحن العرب أن نعترف بهم كدولة، فكيف نلعب معهم؟!! وهو ما ترجم ذلك خصروف رياضيا، ورغم ذلك لم (يحظَ) علي خصروف بتكريم بحجم ما حققه وناله من قبل كبار الدولة في اليمن وزارة الشباب والرياضية التي منحته تكريم لا يناسب حجمه وما قدمه عربيا وعالميا. الله درك من بطل.. ومن شاب.. ومن عزيمة تمتلكها.. فصدقني عزيزي القارئ لم أحس (بحجم) هذا اللاعب وإنجازه وما صنعه وقدمه إلا من خلال اطلاعي للتعليقات في المواقع العربي والعالمية التي نقلت خبر انسحابه، بل إن التعليقات في "موقع العربية" وصل إلى أكثر من (100) تعليق، وكلها إشادة وفخر فيه، واحتفاء بهذا البطل العربي، بل إن بعض الصحفيين العرب، وطلبوا مني أن أنسق لهم حوارات صحفية عندما يعود إلى اليمن نجمنا اليمني خصروف. علي خصروف افرح.. ارفع رأسك.. اشعر بالفخر.. اعتز وكون على ثقة بأنك صنعت أكبر إنجاز عربي وأنت مصاب.. وثانيا حين رفضت مواجهة لاعب الكيان الصهيوني بعمل رائع انتصرت فيه لدينك ولأخلاقك السامية، ولترفع من مكانتنا نحن كيمينين لتعزز من أخلاقنا الأصيلة، وأيضا رفعت رأس كل عربي ومسلم حر جراء موقفنا الواضح التي لن تتبدل، حتى نجتث هذا السرطان الجاثم على صدر أمتنا العربية.. فافرح واطرب واسعد يا ابن خصروف.. فنحن جميعا صرنا نفخر بك كما يفخر بك كل مسلم.