بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    وسائل اعلام اسرائيلية: هجوم اسرائيلي أمريكي شاركت فيه عشرات المقاتلات ضد اهداف في اليمن    وقفة نسائية في حجة بذكرى الصرخة    ثلاثة مكاسب حققها الانتقالي للجنوب    شركة النفط توضح حول تفعيل خطة الطوارئ وطريقة توزيع البنزين    عشرات الغارات استهدفت ثلاث محافظات    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    إلى رئيس الوزراء الجديد    عطوان ..لماذا سيدخل الصّاروخ اليمني التّاريخ من أوسعِ أبوابه    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوساطة والمحسوبية أفرزت خطباء غير مؤهلين والخطاب الديني لم يرتق بعد
الشيخ/ محمد الأهدل مدير إدارة الإرشاد في أوقاف تعز في حديثه ل"أخبار اليوم"
نشر في أخبار اليوم يوم 24 - 02 - 2012


الشيخ/ محمد حمود الأهدل
أكد الشيخ/ محمد حمود الأهدل مدير إدارة الإرشاد مكتب أوقاف تعز وخطيب جامع السعيد أن الخطاب الديني اليوم لم يرتق إلى مستوى الإسلام العالمي الشامل الذي يعالج قضايا الأحداث الحاضرة والمستقبلية، وقال في حديث خاص لصحيفة" أخبار اليوم " أن الخطاب الموجود هو خطاب متمحور و متحوصل إما حول نظام أو حول جماعات أو مذاهب وأحزاب. وأضاف الأهدل الذي يحمل شهادة الدكتوراه في فقه الحوار في القرآن الكريم :هناك اليوم ما يسمى بالسنة المصنعة وما يسمى بالشيعة المقنعة وهي الورقة العالمية لتفجير الصراع بين أمة الإسلام ..فإلى الحوار:
* فضيلة الشيخ/ باعتباركم مديراً لإدارة الإرشاد في مكتب الأوقاف هل أنتم راضون عن ما تقومون به في هذا الجانب ؟
الذي يتأمل ما يدور في الواقع يجد أن إدارة الإرشاد سواء على مستوى الإدارة أو على مستوى المكاتب الموجودة في المحافظات يجد أنها لا تقوم بما يجب أن تقوم به نحو هذا الشعب لأن هذا الكادر غير متكامل هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية هناك نوع من الإهمال لهذه الإدارة سواء كان من قبل المكاتب أو الوزارة.
* هل تقدمتم للوزارة بمقترحات لتطوير العمل الإرشادي والارتقاء به ؟
هناك آليات متعددة تقوم بها مكاتب الإرشاد في المحافظة وهناك بعض المقترحات ولكن الاستجابة ضعيفة ونسبية.
* هل نستطيع القول إن هناك فساداً يحول دون تنفيذ هذه المقترحات؟
هناك نوع من الإهمال كثيراً، صراحة الفساد الإداري موجود سواء كان في وزارة الأوقاف أو في غيرها.
* - الذي نعيشه الآن بين سنة مصنعة وشيعة مقنعة وهي الورقة العالمية لتفجير الصراع بين الأمة
* كيف تقيمون الخطاب الديني لوزارة الأوقاف ؟
أقول إن الخطاب الديني سواء كان رسمياً أو تابعاً لجماعات أو لفئات لم يرتق إلى مستوى الإسلام العالمي الشامل الذي يعالج قضايا الأحداث الحاضرة والمستقبلية فنحن نفتقده ، فالخطاب الإسلامي الذي يريده الله سبحانه وتعالى ويريده رسوله عليه الصلاة والسلام ويريده منا الإسلام نفتقده في كثير من المواقع ، إلا في بعض الأفراد أو عند بعض الكتاب الذين لديهم النظرة الواعية الشاملة ويتعاملون مع الحاضر والمستقبل برؤية متزنة وسطية.
× إذاً ماذا نسمي الخطاب القائم ؟
هذا خطاب متمحور ومتحوصل يتمحور إما حول نظام أو حول جماعة أو حول مذهب وفئة معينة ، لم يستطع هؤلاء أن يرتقوا بالخطاب إلى مستوى إرادة الله سبحانه وتعالى وإلى مستوى متطلبات الشعوب. الأصل أن يكون الخطاب الإسلامي عالمياً ونحن نقصره على فئة معينة ونريد أن نمحور الآخر حول فئة معينة وكما تفضلتم على أن هناك خطاباً يخدم سلطة فهناك خطاب يخدم فئة ويخدم فكرة ومذهب وحزب وهذا من القصور الذي وصلنا إليه .
* أين أنتم من هذا الخطاب؟
لا أمدح نفسي في هذا المجال، لدي نوع من المعرفة ولدي نوع من التكيف بحيث أن الإنسان يرفع من نفسه بحيث يكون مخاطباً للناس بلغة عالمية وهي لغة الإسلام ولغة رسول الله الذي استوعب جميع من يخالفه أومن يناوئه أو من يقف معه.
* أفهم من كلامك أنك مستقل ولا تتبع أياً من هذه الجماعات؟
أنا مستقل في الفكر ومستقل في الانتماء وليس لدي انتماء حزبي وبالمقابل أتعرف على ما يكتبه المفكرون الإسلاميون الذين لم يتمحوروا أو يتحوصلوا على فئة معينة.
* دكتور محمد /يؤخذ عليكم موقفكم المحايد أثناء الثورة الشعبية السلمية وهو ما أعتبره البعض حياداً غير منطقي هل لعملكم الرسمي علاقة بهذا الموقف ؟
أولاً:دعني أقول إن ما يجري في اليمن والوطن العربي له أسبابه الداخلية والخارجية والمنطقية، ولكن هناك من يتعامل مع الأحداث بأسلوب مندفع وهناك من يتعامل معها بأسلوب منتفع، فحينما أرى ما يجري في البلاد عامة من خلال الإعلام الرسمي أو الحزبي أجد أن هناك تشاغباً حول مسألة مصالح وهذا ما جعلني أقف موقفاً معالجاً وليس ذلك أنني أنتمي إلى فئة ضد فئة ما دمنا شعباً واحداً سلطة ومعارضة ،فنحن أبناء يمن واحد وقيمنا واحدة وأخلاقياتنا واحدة ومصالحنا واحدة . وإن حايدت في هذا الموقف فلما أجد من تصرفات .
* - نريد أن نتخلص من الفوضوية والاستبداد السياسي والاستبداد الفكري على حد سواء
* ألا ترى أن مطالب الشباب ضرورية ومنطقية ؟
نعم هي منطقية وصحيحة والشباب كان لهم مطالبهم الفكرية والمعرفية ولهم مطالبهم الخدمية ، ولكن كيفية التعامل معهم ، أنا أعتقد أن الجهات الرسمية لم تتعامل تعاملاً صحيحاً مع مطالب الشباب وبالمقابل هناك من ركب موجة الشباب ولم يستطع أن يتعامل مهم تعاملاً صحيحاً .
* مقاطعاً: ألا تعتقد أن استبداد النظام وفساده ساهم في إشعال فتيل الثورة ؟
بالتأكيد هذا من أسبابها ،فساد سياسي وفساد إداري وفساد معرفي ، وحينما أقول إن هناك فساداً فلا أحصره في نظام فقط، بل هناك فساد في الأنظمة وفي الأفكار والتصورات وفساد في الأحزاب والجماعات لأنهم لم يستطيعوا أن يوجدوا الآلية السليمة التي تخدم الوطن بجميع فئاته وشرائحه .
* - هناك من تعامل مع الأحداث والثورة في البلد بأسلوب مندفع وهناك من تعامل معها بأسلوب منتفع.
* هل ترى أن اليمن اليوم على عتبة مرحلة جديدة من التغيير ؟
نعم مرحلة جديدة وأنا أستطيع أن أقول إن ما وصل إليه اليمنيون من صيغة اتفاقية في الانتخابات الرئاسية أعتبرها وسيلة جيدة وصحيحة وآمنة بعيداً عن الصراعات ، والانتخابات بوابة آمنة لجميع الناس وتستطيع أن تقول على أنها الوسيلة الصحيحة للوصول إلى السلطة وإن كانت هذه الانتخابات التوافقية هي نوع من الهروب سواء على مستوى النظام أو الأحزاب .
* هل تقصد أنها لا تلبي مطالب الشباب بالتغيير الجذري ؟
أنا أقول إنها لا تلبي طموحات الشعب اليمني الذي ضحى طوال هذه الأشهر أنا أقول أنها بوابة لتلبية طموحات الشباب وطموحات المواطنين جميعاً.
* كيف تنظرون لحالة انقسام العلماء أثناء الثورة الشعبية بين مؤيد للنظام ومعارض له؟
أنا أقول هناك علماء يسبحون بحمد الحاكم وهناك علماء يسبحون بحمد الأحزاب والجماعات وما وصلنا إليه اليوم هو أن هؤلاء العلماء لم يحرروا عقولهم وأفكارهم وتصوراتهم ويقفوا مع الشعب اليمني وقد وجدنا منهم من غض الطرف عن السلوكيات الخاطئة لدى الحاكم، بالمقابل هناك علماء يغضون الطرف عن السلوكيات الخاطئة عند الجماعات والأحزاب ، أنا أقول إن على العلماء أن يتحرروا فكرياً وعلمياً وأن يناقشوا كل حدث أو موضوع أو مستجد من الاستقلالية الفكرية والعلمية وسنصل إلى الحقيقة الصحيحة التي ستقودنا إلى بر الأمان .
* تصنيف العلماء ضمن عالم دين وعالم سلطة هل له تداعيات سلبية على وحدة المجتمع وفقدان الثقة بالعلماء؟
هذا التصنيف ينطلق من منطلق الأحادية الفكرية وله آثاره على المستوى المعرفي وله آثاره السلبية في الحاضر والمستقبل ، يستطيع العلماء أن يوجدوا حلاً للبلد غير الانتماء إلى أحضان السلطة أو المعارضة أو الجماعات والفئات، لكنهم لم يستطيعوا أن يستوعبوا المرحلة، لهذا كانت المواقف السياسية مؤثرة عليهم فحدث الانقسام فيما بينهم .أنا أقول لأهل العلم بدلاً من أن تقفوا مع نظام مستبد وظالم أو أن تقفوا مع جماعة لها أطماعها أتمنى أن توجد صيغة علمية معرفية تنطلق من منطلقات الشريعة الإسلامية لإيجاد الأمان المعرفي والأمان السياسي بدلاً من أن أقول يجوز الخروج على الحاكم أو لا يجوز ، رؤيتان متناقضتان ليس لهما صيغة سياسية علمية معرفية آمنة تكفل للعالم حقه وتكفل للشعوب حقها بدلاً من أن نعيش في فوضى يجوز الخروج بغير ضوابط ولا يجوز الخروج بغير ضوابط، هاتان رؤيتان قاصرتان في هذا المجال لقصور معرفتنا بالإسلام.
* أنت مع الخروج على الحاكم أم لا ؟
أنا أقول لك إن كلمة يجوز أو لا يجوز هي التي جعلتنا في إشكالية في هذا الجانب ولذا لا ينبغي للحاكم أن يستبد ولا ينبغي للشعوب أو الأحزاب والجماعات أن تكون لها فوضى في مسألة المعارضة نحن نشكي الفوضى سواء في السياسة أو عند الحاكم ونشكي العشوائية عند الشعوب والأحزاب ، نريد أن نتخلص من الفوضوية والاستبداد السياسي والاستبداد الفكري على حد سواء .
* هل تعتقد أن العلماء قد ساهموا في دفع الحكم إلى الاستبداد ومجاراته باعتبار عدم جواز الخروج عليه ولم يقدموا له النصيحة كما ينبغي ؟
أنا لا أعمم ، هناك علماء لهم مواقفهم المشرفة وانتهجوا منهج الوسطية والاعتدال في التعامل مع الحاكم وهناك علماء سلكوا مسلك الإفراط والتفريط سواء مع الحاكم أو الأحزاب والجماعات أو الشعوب ، هذا الإفراط هو الذي أدى إلى وجود الخلل لدى الحاكم ووجود الخلل لدى الجماعات أو الشعوب.
دكتور محمد / كيف تعلقون على موقف بعض الجماعات الدينية الداعية إلى تحريم الخوض في السياسة ؟
الإسلام جاء لمعالجة الحياة ، معالجة حياة الفرد والأسرة والمجتمع ولديه نظام عبادي ونظام معاملة ونظام حكم ونظام قضاء ونظام سياسة حاضرة وسياسة مستقبلية ، وتبدأ سياسة الإسلام الحقيقية في بناء الفرد من خلال نفسه ، فالذين يقولون إن الإسلام ليس فيه نظام سياسي فهؤلاء لم يعرفوا عالمية الإسلام وشموليته لجميع جوانب الحياة ، لكن هناك من يريد أن يطوع السياسة للدين وهناك من يريد أن يطوع الدين للسياسة، هاتان نظرتان متناقضتان أنا أريد أن أضبط سياستي بسياسة الدين بمعنى أن أٌدين السياسة لا أن أسيس الدين.
* شيخ محمد / يرى الكثير أن الخطاب الديني لوزارة الأوقاف ما يزال تقليدياً ويلتزم بنصوص معدة سلفاً ألا ترى أن في هذا الخطاب تسطيح لعقلية الملقي والمتلقي ؟
السطحية في الخطاب موجودة في الأوقاف وموجودة في جميع الفئات ، هناك ما يسمى بالإملاءات ، يعني يملى الخطاب حتى على المستوى السياسي وأحياناً في بعض المواقف السياسية تملى وينبغي أن تكون كذا وكذا ..نحن نعيش عصر الاملاءات على مستوى الأنظمة والأحزاب وبهذه الاملاءات ظهر الخطاب الديني بصورة سطحية ومشوهة وهذه كارثة توجد شخصاً أشبه بالكاسيت يملى عليه فقط ، أما أنه يتحدث أو يبلور أو يفكر ويستطيع أن يقيم الأحداث تقييماً مستقلاً هذا ما لا أجده إلا نادراً.
* أفهم من كلامك فضيلة الشيخ أنك ترفض تعميم خطبة الجمعة من قبل مكتب الأوقاف ؟
نعم أرفض ذلك جملة وتفصيلاً إلا في أحيان يوجد ما يسمى بالمدارسة لقضايا إرشادية ،حيث تعطى عناوين لا مانع من ذلك ، لكن أن تعط خطبة جاهزة كاملة من وإلى هذا أرفضه سواء على مستوى الدولة أو مستوى الأفكار والأحزاب والجماعات .
* - على العلماء أن يتحرروا فكرياً وعلمياً وأن يناقشوا كل حدث أو موضوع أو مستجد من الاستقلالية الفكرية والعلمية.
* هل ترى أن الخطباء التابعين لمكتب الأوقاف مؤهلون؟
الصراحة لايوجد مؤهلون بمعنى الكلمة إلا نادرا ولا سيما حينما بدأت المكافآت وهي في حقيقتها قليلة ، إضافة إلى ما يسمى بالوساطة، ووجد ما يسمى بالمحسوبية والقرابة وهو ما أدى إلى وجود خطباء غير مؤهلين وأسأل الله تعالى أن نحرر مثل هذه القضايا سواء في إدارة الإرشاد أو في غيرها .
* هل اعترضتم على هذا التدخل في تعيين الخطباء؟
نعم اعترضنا وقدمنا تقارير، لكنه لم يستجاب لنا .
* من وجهة نظركم لماذا هذه الخصومة المفرطة بين التيارات الدينية قد تفوق في بعضها خصومة داحس والغبراء ؟
حينما يتحرر الإنسان من أنانيته ويتحرر من عصبيته المذهبية وعصبيته الفئوية والفكرية يستطيع أن يتعايش مع الناس جميعاً، لكن الداء الذي أصيبت به بعض الجماعات أن يبلغ بها الأمر أن تعتقد أنها صاحبة الحق, وماذا بعد الحق إلا الضلال ,بعض الناس ينظرإلى أن منهجيته هي المنهجية المناسبة الشاملة في كل مناحي الحياة وغيره قاصر,وهذا الذي أدى إلى الصراعات الفكرية والصراعات بين الجماعات لأنهم لم يتحرروا من عصبيتهم وانانيتهم ، وإلا فالجماعة أو المذهب أو الرؤية أو الشيخ وغير ذلك وسائل من وسائل المعرفة شرط أن ترتقي إلى معرفة عامة وشاملة تستوعب جميع الناس هذا شيء, الشيء الثاني أنهم تعاملوا مع النصوص بمفهوم استعداء بمعنى أن يأخذ النص لخدمة فكره ومذهبتيه ويستعدي من خلال النص غيره ،فنحن لا نريد أن نأخذ النص من منطلق الاستعداء لان النص أسلوب معالجة ,ولهذا فقدنا نص المعالجة وأخذناه بأسلوب الاستعداء والعداء ،وهذا ما زاد من حدة الصراع بين الجماعات .
* إذاً كيف تفسرون تعدد المنابر الدينية وهل له انعكاس سلبي على المجتمع ؟
تعدد الرؤى والأفكار وتعدد المنابر وتعدد الخطاب لا مانع منه ولكن حينما يكون التعدد وسيلة من وسائل الخصومة والاستعداء وحصر الحق مع الذات هذا هو الذي يمنعه الإسلام ،لكن أن يكون لك رؤيتك في السياسة ورؤيتيك في الفكر والتصور، لهذا بنيت المذاهب الإسلامية على الاختلاف والتنوع ونحن الآن نعيد ما يسمى بالعداء المذهبي إلى العداء الحزبي، مثلا: قد يكون لي تصور حول مواقف معينة في الشعب اليمني أو في غيره ، أو غيري لديه تصور آخر،نحن نستعدي بعضنا البعض من خلال التصورات، فلهذا تعدد التصور وتعدد الأفكار والمفاهيم والمنابر لامانع منه، لكن لانتخذه وسيلة من وسائل الصراع، لو أقول لك: كان هناك من يقنت في صلاة الصبح وهناك من لا يقنط، هناك من يبسمل وهناك من لا يبسمل هذه قضية معرفية موجودة عند المذاهب الإسلامية ،لكن حينما أريد أن أطوعك لأن لا تقنت أو تطوعني لأقنت هذا هو تسييس المفاهيم العلمية ,كذلك تسييس المفاهيم الفكرية وتقييم الأحداث ، مثلا: أنا أقيم حدثا معين من خلال فهمي وتصوراتي وأنت تقيمني من خلال فهمك وتصوراتك ،فلماذا نجعل اختلاف المفاهيم نوعاً من العداء ؟ وهذا مانجده ونعايشه، لا سيما في الأحداث التي مضت في اليمن .
* فضيلة الشيخ / كثيرون يبدون قلقاً من التمدد الشيعي في عدد من المحافظات منها تعز هل تشاطرونهم هذا القلق؟
الذي أقوله بكل صراحة ، هناك ما يسمى بالسنة المصنعة وهناك ما يسمى بالشيعة المقنعة وهذه تركت من النظام العالمي في الوطن العربي وليس هناك شيعة حقيقية، لأن الشيعة تعني المحبة المعتدلة المتوازنة لله ورسوله وآل بيته والصالحين من عباد الله ، الذي نعيشه الآن بين سنة مصنعة وشيعة مقنعة وهي الورقة العالمية لتفجير الصراع بين أمة محمد عليه الصلاة والتسليم في الوطن العربي ، وله ملامحه الآن من خلال الدول الإسلامية ومن خلال إيران،والواقع سيؤول إلى صراعات .
* هناك من يقول إن الخطاب الديني المتشدد يدفع الشباب إلى التطرف هل توافقهم الرأي؟
التطرف له أسبابه وله معالجاته ، بعض الشباب يكون لديه الحماس الزائد الذي يحتاج لمن يوازنه وهناك من يريد أن يستفيد من هذا الحماس وبالذات أصحاب المطامع والمنافع ولا يهمهم النتائج السلبية التي يقود إليها ، ولذا لابد أن لا تكون المعالجات وقتية .
× حصلتم مؤخراً على شهادة الدكتوراه في فقه الحوار في القرآن الكريم كيف توفقون بين عملكم الرسمي وعملكم الدعوي والأكاديمي ؟
إذا استشعر الإنسان بالمسؤولية الصحيحة سينظم وقته ولن يجد نوعاً من الإرهاق وكلما نظم الواحد منا وقته استطاع أن يعطي كثيراً ولا يرهق نفسه .
× أخيراً فضيلة الشيخ/ لوطلب منكم الخطابة في ساحة الحرية هل ستوافقون ؟
نعم بشرط أن لا يُملى عليَّ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.