في قديم الزمان كان يعيش نسر جبار في كهف على قمة الجبل، وكان الجبل يقع على ساحل البحر، وكان يعيش في الكهف أبناء النسر الجبار نسورٌ صغار ينتظرون عودته كل يوم ومعه الطعام، وكان النسر يخرج كل يوم ليصيد الأسماك ويعود بها إلى صغاره في الكهف، فيفرح صغار النسر بالطعام ليأكلوه بكل سرور. وكان هناك صياد يشاهد النسر كل يوم وهو يصيد السمك وكان مع الصياد ابنه ُ الصغير. يوم بعد يوم كبرت صغار النسر وأصبح الطعام لا يكفيهم فقال النسر: لا بد من أن اصطياد سمكة كبيرة بدلاً من أن اذهب للصيد مرتين في اليوم. في إحدى المرات رأى سمكة كبيرة جداً وأراد أن يصيدها رغم أنها كبيرة وثقيلة. اخذ الصياد وابنه يشاهدان معركة النسر والسمكة ورأيا السمكة تقاوم النسر وأخذت تشده إلى داخل البحر، اختفى النسر والسمكة خلف الصخور وهما يتصارعان وقال لأبيه: أريد أن أرى نهاية المعركة بين النسر والسمكة. أحضر الصياد القارب واتجه مع ابنه إلى الصخرة، رأى الصياد وابنه السمكة ملقاة على الصخور وقد ماتت في المعركة التي دارت بينها وبين النسر. ولكن أين النسر؟ جرى الطفل حتى شاهد النسر وقد مات هو الآخر في المعركة.. قال الأب الصياد لأبنه: أرأيت يا بني جزاء الطمع هذا.. هو جزاء النسر الذي أراد أن يأخذ أكثر مما يستطيع.