استشهد أربعة مواطنين وأصيب سبعة آخرين عصر أمس في منطقة الحضن الحمراء-غرب مدينة لودر بمحافظة أبين جراء قيام انتحاري بتفجير نفسه بواسطة سيارة مفخخة استهدفت نقطة يتمركز فيها أبناء القبائل.. وقال شهود عيان ل (أخبار اليوم) إن الانتحاري كان يستقل سيارة كرسيدا بيضاء قادماً من مدينة مكيراس عبر عقبة ثرة, مشيرين إلى أنه عند وصوله إلى نقطة الحضن التي يتمركز فيها أبناء القبائل لحماية منطقتهم من العناصر المسلحة قام بتفجير نفسه, مما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين وهم: (عبدالله احمد مكشم)و(عبدالله سالم جعفر)و(سالم علي العويضاني)و(عوض فضل سالم), بالإضافة إلى إصابة سبعة آخرين بجروح أسعف البعض منهم إلى مستشفيات مدينة البيضاء للعلاج, فيما تم العثور على رأس الانتحاري على بعد 50متراً ولم يتم التعرف على هويته حتى اللحظة. وفيما يتعلق بالجانب الميداني فقد أكد شهود عيان أن الكتيبة الخاصة بمكافحة الإرهاب التي وصلت منذ ثلاثة أيام برفقة محافظ أبين جمال العاقل قد شاركت أمس إلى جانب شباب اللجان الشعبية في القتال ضد العناصر المسلحة في الجهة الشرقية لمدينة لودر باتجاه الكهرباء, مؤكدين أن تلك المعارك تمكن خلالها الجيش من التقدم بضع كيلو مترات باتجاه منطقة العين التي تبعد سبعة كيلوهات عن لودر, مشيرين إلى أن تلك المعارك أسفرت عن استشهاد ثلاثة من شباب اللجان الشعبية وهم (عيدروس علي صالح الجعدني )(سالم محمد البطر)(محمدصالح الضمجي ) كما تمكن الشباب أيضاً من تدمير دبابة وكذا انتشال عدد من الجثث الخاصة بالمسلحين من منطقة الحمراء.. وقال الشهود إن الطيران قصف أيضاً أمس عدداً من المواقع التي يتمركز فيها المسلحون في منطقة العين وجبل عكد وباتجاه امصرة، حيث أسفر ذلك القصف عن تدمير مدفع وطقم عسكري في منطقة (امصرة) بالإضافة إلى مقتل قرابة (18)مسلحاً وقد شوهد المسلحون ينقلون قتلاهم باتجاه مدينة شقرة مع بعض المعدات العسكرية الخاصة بهم. وأضاف الشهود أن العناصر المسلحة التي بدأت بالتقهقر ولجأت إلى إطلاق قذائف الهاون استهدفت بعض منازل المواطنين,ما أسفر عن إصابة عد من ساكني تلك المنازل بجروح تم نقل البعض منهم إلى العلاج في مستشفيات محافظة البيضاء،لافتين إلى أن شباب اللجان الشعبية قد تلقوا أمس مساعدات شملت المواد الغذائية والعصائر من قبل قبائل مدينة مكيراس.. وفيما يتعلق بالجبهة القتالية الأخرى في مدينة زنجبار والكود فقد شهدت الجبهة قصفاً مدفعياً وإطلاق صواريخ الكاتيوشاء استهدفت شمال وشرق مدينة زنجبار وقد أسفر ذلك القصف عن مقتل ثلاثة مسلحين بينهم القيادي (ع- الحكيمي).. وكانت العناصر المسلحة قد اعتقلت أمس خطيب جامع جعار الذي كان يدعو الجميع لعدم محاربة الجنود, كونهم مسلمين ولا يجوز محاربة المسلم لأخيه المسلم. من جانبه اعتبر محافظ أبين جمال العاقل ما حققته اللجان الشعبية والجيش في مواجهة أنصار الشريعة انتصاراً عظيماً، وذلك في إطار التلاحم بين القوات المسلحة والمواطن. وأشار العاقل في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى أن التحام المواطن مع القوات المسلحة جعله حامياً لبلاده وهذا يعد انجازاً بحد ذاته. وقال إنه على الصعيد العملياتي وبشأن ما ذكره بيان أنصار الشريعة من أنهم لازالوا متمركزين في مواقعهم بلودر بأن الباقون منهم هم مجاميع متسللة وانفرادية تستخدم أسلحة الهاون وهم مختبؤون وليس لديهم أماكن محددة وأحياناً يقومون بالقصف من بين المواطنين، نافياً أن يكون مسلحو القاعدة قد منعوا الجيش واللجان الشعبية من التقدم أو حاصروا المنطقة. وحول الأنباء عن التحام مجموعة من اللجان الشعبية مع قوات الجيش في اللواء "111" وقوات في الأمن المركزي وتحركت باتجاه مدينة القاع التي تبعد عن مدينة لودر 4 كيلو والقريبة من منطقة العين 3 كيلو أوضح المحافظ العاقل أن هذا تقدم للمواطنين، حيث لا يوجد موقع محدد وثابت لمسلحي القاعدة حتى يتم تقدم الجيش عليه. ولفت إلى أن المواطنين بدأوا يشعرون بخطورة تواجد مسلحي القاعدة ويعتبرونهم مرضاً خبيثاً على الوطن بأسره ومحافظتهم على وجه الخصوص. وأضاف أنهم في محافظة أبين يطالبون بشدة إرسال قوات مكافحة الإرهاب إلى أبين، كون السلطة المحلية في أبين تواجه الإرهاب بعينه.. متسائلاً: إذا لم تستخدم قوات مكافحة الإرهاب اليوم فمتى سوف يتم استخدامها؟!. وقال إن ما يحدث في أبين هو بفضل استشعار المواطنين لمسؤوليتهم، حيث سطروا أروع البطولات في التلاحم مع القوات المسلحة والأمن. واستنكر العاقل ما يتداول من مصطلح "أنصار الشريعة" كتسمية لمسلحي القاعدة أطلقوها على أنفسهم، مشيراً إلى أن هؤلاء إرهابيون بكل ما تعنيه الكلمة. إلى ذلك قال الشيخ محمد عبدالله بجلة- احد مشائخ منطقة الحضن بمديرية لودر محافظة أبين- ل"أخبار اليوم" إن شباب لودر وأبناء منطقة الحضن والجيش المساند لهم قد تمكنوا من الصمود في وجه تلك العناصر على الرغم من الإمكانيات البسيطة التي يمتلكها الشباب وقدموا تضحيات كبيرة من اجل حماية لودر, مطالباً فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومحافظ أبين بأن يهتما بالشباب وعدم تهميشهم, خاصة وأن هناك عناصر تسعى إلى التسلق على ظهر الشباب الذين وقفوا وقفة البطولة في وجه تلك العناصر حتى اللحظة..
