سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرضى مستشفى الثورة يروون فصولاً من معاناة كلفتهم ملايين الريالات دون الخروج بنتيجة فيما يواصل أطباء ودارسو الهيئة ثورتهم لاقتلاع الفساد وانتزاع الحقوق..
يواصل موظفو ودارسو هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء احتجاجاتهم المطالبة بسرعة إجراء حزمة إصلاحات مالية وإدارية داخل الهيئة من شأنها تجفيف منابع الفساد ومنح كل ذي حق حقه بما فيهم المرضى الذين يعدون الأكثر تضرراً داخل مستشفى حكومي بحجم الثورة– حسب العاملين فيها. العشرات من الأطباء والموظفين والدارسين المحتجين الذين قالوا إنهم صاروا يمثلون (أقلية) داخل مشفى يمني يكتظ بالأجانب، خرجوا صباح أمس في مسيرة سلمية جابت أروقة وأقسام المستشفى، مرددين هتافات وشعارات تؤكد استمرار نضالهم السلمي حتى تحقيق كافة مطالبهم العادلة وعلى رأسها اقتلاع جذور الفساد المتوغلة في جميع مفاصل الهيئة. وجدد الأطباء المتظاهرون العهد والوفاء لكل مرضاهم وذلك بتبني قضاياهم ومطالبهم المتمثلة في الحصول على خدمات أفضل ورعاية طبية شاملة، ومحاسبة كل من يتاجرون بأدويتهم وحياتهم ويتخذون منهم وسيلة استرزاق. وعلى هامش الاحتجاج التقينا عدداً من المرضى بينهم محمد حزام علي الحربي والذي أفاد بأنه مرّ عليه قرابة عام كامل داخل مستشفى الثورة يتنقل هو وزوجته التي تعاني من ضيق تنفس وأعصاب بين أقسامه وعياداته في مهمة علاجية لم تنتهي بعد، مشيراً إلى أن خسارته تجاوزت 4 ملايين ريال حتى الآن دون الخروج بنتيجة. وقال الحربي: "لقد بعت بيتي وأرضي وكل ما أملك مقابل علاج زوجتي داخل هذا المستشفى الحكومي وغيري من المشائخ والنافذين يرحبون بهم هنا ويقدمون لهم خدمات ورعاية طبية مجانية لم نحصل عليها نحن الذين دفعنا مالنا ودمنا في هذا المستشفى الذي خدعونا.. وقالوا لنا أنه حكومي ويراعي الفقراء فوجدنا عكس ما قالوا". وتساءل:" إلى متى سيظل المواطن المسكين عرضة للنصب والابتزاز والخداع والدجل في هذا البلد؟ ومتى سنتحرر من هذا الاستعمار والاستعباد الذي لم نعرف حتى اللحظة هل هو كان استعماراً أجنبياً أم محلياً.. يهودياً أم إسلامياً؟". أما حالية عبده أحمد سعيد محرم، تعاني من مرض القلب والضغط والسكر وأمضت حوالي 9 سنوات إلى الآن وهي ترتاد مستشفى الثورة بشكل شبه يومي لتلقي العلاجات، قالت إن جميعها عبارة عن مسكنات أنفقت في سبيلها قرابة 3 ملايين لم تخفض لهم منها إدارة مستشفى الثورة ريال واحد – حسب قولها. وتفيد حالية بأنها من أسرة فقيرة ومعدمة تعتمد بشكل رئيس على دخل يومي لا يتزيد عن 1000 ريال هي أجور ولديها ولدان يعملان (مبزغين) لدى بعض مزارعي القات خارج العاصمة صنعاء، مما أضطرها إلى عدم استخدام جرع بكاملها لم تجد ثمنها، أو من يتكفل بشرائها سواء في الحكومة أو الجمعيات والمؤسسات الخيرية الإنسانية العاملة في هذا المجال. ومن أجل هذا تقول "حالية" إنها خرجت مع احتجاجات الأطباء ضد فساد طالما عانت هي منه وذاقت مراراته أشكال وألواناً داخل هذا المستشفى، معلنة في الوقت ذاته تضامنها مع الأطباء والموظفين، باعتبارهم ضحايا كأي مرضى آخرين لرموز الفساد داخل هيئة مستشفى الثورة العام. تشاركها المأساة المريضة سماح عبدالله سعد مثنى الطفيلي، والتي قالت إنها تعاني من ضيق تنفس وفي كل مرة تزور مستشفى الثورة يعطوها جرعة أكسين ينتهي مفعولها قبل مغادرتها البوابة الرئيسية أو يقررون لها فاتورة علاج يعجز زوجها عن شرائها، خصوصاً بعد أن باع كل ما يملك في سبيل علاجها. وأضافت سماح: "صرت أفضل الموت على المجيء إلى مستشفى الثورة بسبب الخسائر التي نتكبدها هنا دون الحصول على أي فائدة".