لا تزال المواطنة (عزية) علي حسن إحدى ضحايا الإهمال الطبي في اليمن، ترقد بغرفة العناية المركزة في حالة موت سريري بمستشفى السبعين بصنعاء بعد أن حكم عليها القدر بأن تكون ضحية للأخطاء الطبية الفادحة التي يمارسها العديد من المستشفيات الحكومية في بلادنا دون مراعاة لآدمية وإنسانية المرضى . المواطنة (عزية) التي لا تزال تحتضر داخل مستشفى السبعين منذ 24 يونيو الماضي وحتى اللحظة لم تشفع لها صرخات أبناءها الأطفال الذين يتشوقون لرؤيتها بينهم، ولا مناشدات زوجها بأن ينال المخطئون جزاءهم ويتم محاسبتهم ليكونوا عبرة لمن يعبث بحياة الآخرين بكل استهتار وهمجية . بدا حال (عزية) وكأنها تعيش داخل غابة لا تسودها قوانين ولا تحكمها شريعة ، فبرغم الجريمة التي ارتكبتها الأيادي الآثمة والمتطفلة داخل قسم الولادة بمستشفى السبعين بصنعاء التي حولت حالة الولادة إلى حالة موت سريري جراء العبث القائم في مستشفى السبعين وأقسامه، وبرغم ارتكاب هذه الجريمة لم تحرك وزارة الصحة ساكناً ولم تقم بدورها لمحاسبة المتسببين في هذه الحادثة ، بل قامت بتشجيع مثل هذه الأعمال والتحريض وإعفاءهم من المسائلة وذلك بإصدار مذكرة من وزير الصحة العامة والسكان" عبد الكريم يحيى راصع" إلى مدير عام هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، يوجهه فيها بمعالجة المريضة عزية علي حسين على نفقة الهيئة. منذ 24 يونيو ذلك اليوم الذي أسعفت المواطنة (عزية) علي حسن إلى قسم الولادة بمستشفى السبعين وارتكاب الأخطاء الطبية التي أدخلتها العناية المركزية في حالة موت سريري وإدارة مستشفى السبعين تبحث عن شتى الوسائل للتخلص من هذه المريضة ومحو آثار الجريمة والهروب من المسؤولية , إلا أن أسرة الضحية أصرت على معاقبة المتسببين في إعاقتها ودخولها في حالة موت سريري قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى الثورة الذي سيكون ذريعة لتنصل مستشفى السبعين عن تحمل مسؤولية إهمالهم ومعاقبة المتسببين في هذا الخطأ القاتل. أسرة وأقارب ضحية السبعين (عزية) ابدوا استياءهم الشديد من دور وزارة الصحة وعدم الاستجابة لشكواهم وتقديم المتسببين الى المساءلة والقيام بواجبها كونهم من أبناء هذا الوطن وينتمون الى الجمهورية اليمنية ولهم الحق في أن تتكفل الدولة حمايتهم وإنصافهم من الظلم الذي لحق بهم من قبل إدارة مستشفى السبعين تجاه قريبتهم وجعلها تصارع الموت على أيدي من يدعون بأنهم ملائكة الرحمة ولكنهم في حقيقة الأمر ملائكة العذاب والشقاء . أسرة المواطنة عزية تناشد فخامة الأخ الرئيس / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وكل مسؤول في البلاد يحمل في قلبه ذرة إيمان وخوف من الله تعالى التدخل في الموضوع بصورة عاجلة ومحاسبة المسؤولين في مستشفى السبعين بصنعاء الذين وقفوا إلى جانب المتسببين بموت (عزية)، وكذا محاسبة وزارة الصحة الذي تجاهلت القضية ولم تكترث لحال المريضة ولا أسرتها التي لم تجد ما تقوم ببيعه بعد أن باعت الغالي والرخيص للمطالبة بمحاسبة من حول قريبتهم إلى امرأة ميتة بعد أن كانت في أشد عافيتها وصحتها الجسدية والعقلية . الجدير ذكره أن المواطنة (عزية) علي حسن دخلت منتصف يونيو الماضي قسم الولادة في مستشفى السبعين على أمل أن تحظى بالعناية اللازمة لولادة آمنة؛ ولأن ولادتها كانت متعسرة قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لها، ونقلت إلى غرفة العمليات، وبعد بحث مضن عن الطبيب المختص بالتخدير والذي لم يكن متواجداً في المستشفى حينها، قام أحد المساعدين بإعطائها جرعة التخدير قبل العملية، ولكن هذا المساعد لم يكن يملك خبرة كافية في ضبط الجرعة، ما أدى إلى إصابتها بشلل كامل ودخولها في حالة موت سريري أربكت الأطباء ودفعتهم إلى نقلها لغرفة العناية المركزة التي تنام فيها منذ ذلك الحين إلى اليوم.. أصيبت أسرتها بالصدمة ، وبدأت إدارة المستشفى تبحث عن مخرج يعفيها من المسؤولية تجاه هذه المريضة التي دخلت إلى المستشفى سليمة وتحولت بسبب الإهمال إلى معاقة بين الحياة والموت في غرفة العناية المركزة.. ومنذ الوهلة الأولى حاولت إدارة المستشفى أن تمتص غضب أسرة الضحية "عزية"، من خلال إغرائهم بتحمل جميع تكاليف علاجها، مقابل إحجامهم عن المطالبة بمحاسبة المتسببين في هذا الخطأ الطبي الفادح، غير أن إدارة المستشفى دخلت في إشكالية قانونية عندما قامت إدارة الشؤون المالية بمخاطبة مدير عام المستشفى عبر مذكرة تنبهه فيها إلى عدم قانونية توجيهاته بصرف جميع فواتير العلاج البالغة "106843" ريالاً، مطالبة بمحاسبة المقصرين في قسم التخدير والولادة بدلاً من صرف هذه المبالغ المالية والدخول في إشكالية قانونية لن تحول دون تكرر مثل هذه الأخطاء..