- عندما أسعفت المواطنة عزية علي حسن في منتصف يونيو الماضي إلى قسم الولادة بمستشفى السبعين بصنعاء كانت عاطفة الأمومة وشوقها إلى رؤية مولودها الجديد تصبّرها على آلام الولادة وإرهاصات المخاض، ولم يخطر ببالها بأن المطاف سينتهي بها إلى غرفة العناية المركزة وهي في حالة موت سريري نتيجة خطأ طبي فادح حرمها من فرحة مولودها وحرم جميع أطفالها من أمهم التي تصارع الموت شوقاً إليهم على سرير خيمت عليه أشباح يتم مبكر بانتظارهم.. - في 24 يونيو الماضي دخلت عزية قسم الولادة في مستشفى السبعين على أمل أن تحظى بالعناية اللازمة لولادة آمنة؛ ولأن ولادتها كانت متعسرة قرر الأطباء إجراء عملية قيصرية لها، ونقلت إلى غرفة العمليات، وبعد بحث مضن عن الطبيب المختص بالتخدير والذي لم يكن متواجداً في المستشفى حينها، قام أحد المساعدين بإعطائها جرعة التخدير قبل العملية، ولكن هذا المساعد لم يكن يملك خبرة كافية في ضبط الجرعة، ما أدى إلى إصابتها بشلل كامل ودخولها في حالة موت سريري أربكت الأطباء ودفعتهم إلى نقلها لغرفة العناية المركزة التي تنام فيها منذ ذلك الحين إلى اليوم.. - أصيبت أسرتها بالصدمة ، وبدأت إدارة المستشفى تبحث عن مخرج يعفيها من المسؤولية تجاه هذه المريضة التي دخلت إلى المستشفى سليمة وتحولت بسبب الإهمال إلى معاقة بين الحياة والموت في غرفة العناية المركزة.. - ومنذ الوهلة الأولى حاولت إدارة المستشفى أن تمتص غضب أسرة الضحية "عزية"، من خلال إغرائهم بتحمل جميع تكاليف علاجها، مقابل إحجامهم عن المطالبة بمحاسبة المتسببين في هذا الخطأ الطبي الفادح، غير أن إدارة المستشفى دخلت في إشكالية قانونية عندما قامت إدارة الشؤون المالية بمخاطبة مدير عام المستشفى عبر مذكرة تنبهه فيها إلى عدم قانونية توجيهاته بصرف جميع فواتير العلاج البالغة "106843" ريالاً، مطالبة بمحاسبة المقصرين في قسم التخدير والولادة بدلاً من صرف هذه المبالغ المالية والدخول في إشكالية قانونية لن تحول دون تكرر مثل هذه الأخطاء.. - ومع هذا أصرت إدارة المستشفى على صرف تكاليف العلاج، وجاءت توجيهاتها بأن الحالة مستعجلة وعليه يتم صرف جميع تكاليف العلاج بصورة عاجلة حفاظاً على حياة المريضة.. - وفي ظل هذا الجدل القانوني أصبح التخلص من المريضة أمراً ملحاً أمام إدارة المستشفى التي تحاول إيجاد مخرج يعفيها من المساءلة، وبناء على هذا تم استصدار مذكرة من وزير الصحة العامة والسكان" عبدالكريم يحيى راصع" إلى مدير عام هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء، يوجهه فيها بمعالجة المريضة عزية علي حسين على نفقة الهيئة، غير أن أسرة المريضة أصرت على معاقبة المتسببين في إعاقتها ودخولها في حالة موت سريري قبل أن يتم نقلها إلى مستشفى الثورة الذي سيكون ذريعة لتنصل مستشفى السعبين عن تحمل مسؤولية إهمالهم ومعاقبة المتسببين في هذا الخطأ القاتل.. وحتى لايتكرر المشهد مرة أخرى ويكون هناك ضحايا جدد على مسرح مستشفى السبعين الذي يعتبر أرواح الناس رخيصة لدية.