قال تقرير نشره موقع المجلس الأطلنطي الأمريكي بشان اليمن انه في حال أصرت الولاياتالمتحدة على تخلي أقارب صالح عن سيطرتهم على السلطة، وضمان إيجاد تمثيل واسع في الحوار الوطني، بما في ذلك الشباب والنساء وغيرهم من الفئات المهمشة، فإن ذلك يمكن أن يساعد على استعادة بعض الثقة في الولاياتالمتحدة ويرسل رسالة مفادها أن الولاياتالمتحدة لا تهتم فقط بتدمير المتطرفين ولكن أيضا ببناء مستقبل أكثر إشراقا للجيل القادم من الشباب اليمني. التقرير الذي حمل عنوان:" اليمنيون الشباب يدعون لوقف دعم قبيلة صالح" قال إن اليمنيين يشعرون بشكوك عميقة حول النوايا الأمريكية، وذلك بسبب عقود من الدعم الأمريكي لنظام علي عبد الله صالح الاستبدادي. وقال التقرير: عندما تحدثت مؤخراً مع 30 قيادياً من الشباب اليمني، كانت الرسالة واضحة وبصوت عالٍ: هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية هي قصيرة النظر ومشؤومة وتخلق المزيد من الأعداء أكثر من تدميرهم. وفيما أشار التقرير إلى أن التقارير الإخبارية الأخيرة تعطي مصداقية لفكرة أن الضربات الأمريكية تخلق تعاطفاً مع أنصار الشريعة، فرع القاعدة في اليمن، أضاف: بينما كان هناك تنوع إيديولوجي وسياسي واسع النطاق بين الشباب، فإنهم اتفقوا كليا على عدم فعالية السياسة الأمريكية في محاربة الإرهاب. في حقيقة الأمر هم يدركون أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تشكل تهديدا حقيقيا ومتزايدا تجاه اليمن أكثر من الولاياتالمتحدة، لكنهم يؤكدون أن ضربات الطائرات بدون طيار تخلف أضراراً أكثر من النفع لأنها غالبا تضرب المدنيين عن طريق الخطأ. ولفت التقرير إلى أن ما يبعث على القلق هو أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تستغل تأثير الهجمات الأمريكية من أجل كسب التعاطف الداخلي وكذلك جذب مجندين جدد وخارجيا لإلهام الذئاب العديدة في الخارج على شن هجمات ضد أهداف غربية. وأضافت كاتبة التقرير دانيا جرينفيلد انه لدى لقائها بشباب يمنيين خلال ورشة عمل عُقدت في الأردن قبل أسابيع كجزء من الجهود الرامية إلى تمكين القادة الشباب وربطهم بصناع السياسات الدولية.. طلبت منهم أن يضعوا أنفسهم مكان المخططين العسكريين في البنتاغون وتحديد ما يمكن أن يفعلوه بشكل مختلف. وأضافت: في غضون دقائق، وضع أحد المشاركين عدة بنود لعمل ملموس: " إيلاء مهمة مكافحة القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى الجيش اليمني من خلال تجهيزه وتدريبه لهذه المهمة، نشر قوات خاصة لمكافحة الإرهاب في جنوب البلاد، حيث الخطر هو أكبر هناك، وقف هجمات الطائرات بدون طيار لأنها تؤدي إلى نتائج عكسية، إقالة أقارب الرئيس السابق صالح من القيادة العسكرية، معالجة الوضع الاقتصادي السيئ في الجنوب، إشراك القبائل والبدء في برنامج إعادة تأهيل يستهدف الشباب في أبين، إجراء حوار مع الإسلاميين الذين يميلون نحو التطرف، لاسيما وأن اليمن لديها تجربة في القيام بذلك". وعلقت جرينفيلد بالقول: في الواقع أن الولاياتالمتحدة تسعى لتطبيق معظم هذه الأهداف ولو بأسلوبها، باستثناء وقف الغارات الجوية، لكن هناك تصور أن الأمريكيين لا يدعمون إلا الوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب (التي يمسك بزمام قيادتها أقارب صالح) وإنهم يكثفون هجمات الطائرات بدون طيار مع إفلاتهم من العقاب. وأشارت إلى أن السفارة الأمريكية في صنعاء مؤخرا وضعت إستراتيجية مدتها عامين تركز على أربعة أهداف رئيسية هي: " معاجلة الأزمة الإنسانية، المساعدة في إعادة هيكلة الجيش، دعم عملية الانتقال السياسي، إعادة تنشيط الاقتصاد". وقالت: هذه هي بالضبط العناصر الصحيحة لضمان مستقبل مستقر ومزدهر لليمن ولتعزيز الأمن القومي الأمريكي، لكن المشكلة هي أن معظم اليمنيين يرون أن الأهداف الأمريكية تركز بشكل متفرد على محاربة المتطرفين واجتثاث أنصار الشريعة. وأشارت إلى أن جزءاً من هذا الانقسام يمكن معالجته بدبلوماسية عامة أكثر تطورا. وبينما تقوم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب المبادرات الانتقالية باستثمار ملايين الدولارات في المشاريع الإنمائية والحكم الرشيد في جميع أنحاء البلاد، لم تجد هذه القصة نفسها على الصفحات الأولى للصحف أو تجذب اهتمام العامة وانه ينبغي أن تكون الجهود الأمريكية لمكافحة القاعدة في شبه الجزيرة العربية في سياق الصورة الأكبر للتنمية والاستثمارات في اليمن على المدى الطويل وفي بناء المؤسسات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي من شأنها الحفاظ على هذا المستقبل. وأضافت انه بدلا من تسليط الضوء على زيارات مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين- وهو الأسلوب الذي انتهجه جون برينان وجه المشاركة الأمريكية في اليمن- ينبغي على وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وغيرها من مسئولي وزارتها رفيعي المستوى أن يقوموا بزيارات منتظمة إلى اليمن للتأكيد على التزامنا العميق والدائم تجاه التنمية المستدامة في البلاد. وخلصت الكاتبة في تقريرها إلى أنه "يمكن أن يكون للدور الذي تلعبه الولاياتالمتحدة والقوى الدولية الأخرى في هذه الفترة الحرجة، تأثيرًا عميقاً على مستقبل اليمن، وكذلك التأسيس للمرحلة التي تمهد الطريق لعلاقات أكثر إيجابية بين الشعبين الأمريكي واليمني".