ناقش عدد من المختصين أزمة الغذاء التي اجتاحتنا مؤخراً وحجم الأخطار الاقتصادية التي تهدد مجتمعاتنا العربية والإسلامية وذلك من خلال تقديم البحوث المتضمنة حلولاً علمية وإستراتيجية عاجلة لمواجهة تلك الأخطار التي قدمها باحثون ومتخصصون وخبراء شاركوا في ندوة الأمن الغذائي التي تنعقد على مدار 4 أيام بدءاً من يوم أمس وذلك تحت شعار "نحو إستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي في اليمن". وأشار المختصون إلى أسباب تفاقم الأزمة الغذائية باليمن والتحديات التي تواجه رفع مستوى الإنتاج الغذائي والتي تتمثل حسب ما أورده الدكتور/ سمير عبدالله الحرازي بتدهور الأراضي الزراعية حيث يوجد "85%" منها غير قابلة للاستخدام وكذلك الموارد المائية حيث أن هناك أكثر من "50%" من هذه الأراضي تعتمد في ريها على مياه الأمطار التي تكون غالباً متذبذبة وتقزم وتفتت الخيرات الزراعية حيث تبلغ حجم المساحة المزروعة في اليمن "1" هكتار موزعة بين القيعان والمرتفعات وزراعة محصول القات. وأضاف أن من جملة التحديات قلة الاستثمار الزراعي والذي يعد خياراً استراتيجياً مقترحاً الحرازي تشجيع الاستثمار الزراعي ومكافحة التصحر حتى يكون الأمن الغذائي بنسبة عالية منوهاً إلى أن زيادة انتاج الحبوب سيلتهمها زيادة السكان. وأكد الباحثون الذين ناقشوا أزمة الغذاء أن القطاع الزراعي لا يحظى باهتمام مقترحين التعرف على التحديات لسير وفق رؤية سليمة لبناء اللبنات الأولى لتحسين إنتاج الحبوب مشيرين إلى أن معدل السكان يسير في الاتجاه المعاكس للمساحة الزراعية التي تتناقص وتبدو الزيادة فيها طفيفة مقارنة بمعدل السكان الذي يتزايد "5" مليون خلال العقد الأخير. وفي ورقة العمل التي قدمها الدكتور/ عبده بكري فقيرة كلية الزراعة جامعة صنعاء تناول فيها الوضع الراهن في أنتاج محاصيل الحبوب في اليمن وقال أن زيادة السكان تحتم على الدول العربية التفكير في كيفية استغلال زيادة أنتاج الحبوب مشيراً إلى أن انخفاض الإنتاج في اليمن بسبب المناطق البيئية التي تعتمد في ريها على الأمطار حيث بلغت المساحة المزروعة تحت النظام المطري ب "45%" في عام 2003م و"51%" 2007م مشدداً على ضرورة الاهتمام الحكومي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي. وأشار إلى أحد العوامل في هذه الأزمة بالنسبة لليمن وهو زيادة مساحة الذرة مقارنة بالقمح فالذرة الريفية زراعتها بنسبة "59%" فيما القمح "13%". وأشار إلى المشاكل المتعلقة بمصادر الري إذ أن الاعتماد على النظام المطري لا يجدي حيث تنزل الأمطار في أحيان بمعدلات كبيرة وفي فترات زراعية صغيرة وأحياناً بكميات قليلة لفترات زراعية صغيرة. وتناول المتخصصون المشاركون في الندوة الأسباب المتعلقة بالأزمة ومنها ضعف إعداد التربة حيث أن المزارع اليمني لا يستخدم إلا التقنية القديمة، عدم توفر البذور المحسنة، غياب استخدام الأسمدة الكيماوية لغلائها أو لعدم معرفة المزارع بها، عدم مكافحة الآفات، طرق الزراعة المتخلفة، شراء بذور غير نقية وغياب البحث العلمي في مجال أنتاج الحبوب والتقادم العمري لكوادر الإنتاج الزراعي وقلة فهم المزارع بأصناف المزروعات منوهين إلى أن هذه تعد إحدى معوقات الإنتاج إضافة إلى قلة البحوث التسويقية ونقص الكوادر الفنية والمتخصصين والمختصين في المجال الزراعي متوقعين أن الكمية المطلوبة ستكون في عام 2020م "5. 7" مليون طن من الحبوب مشددين على ضرورة العمل من أجل زيادة الإنتاج والاكتفاء الذاتي من الغذاء. وتهدف الثروة إلى تمكين المتخصصين والخبراء والعلماء والباحثين من المساهمة في تقديم الدراسات والبحوث واستنهاض القوى الوطنية للمشاركة الفاعلة لبيان الحلول التي تدرأ المخاطر الناشئة من الاضطرابات الكمية والسعرية في امتدادات الغذاء من الحبوب التي تكفي جميع السكان وقد قامت جامعة الإيمان عن طريق قسم الاقتصاد الإسلامي بالإعداد والتحضير لندوة الأمن الغذائي وذلك بمشاركة وزارة الزراعة والري ووزارة التجارة والصناعة وكلية الزراعة بجامعة صنعاء وكلية التجارة بجامعة الأزهر وكلية الزراعة بجامعة المنيا بجمهورية مصر العربية للاستثمار والإنماء الزراعي ومركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي.