طبيعية هي حيثيات عودة أي فريق إلى دوري الأضواء في كرة القدم أو أية لعبة أخرى، فذلك من الجزئيات الخاصة التي تصنع الإثارة والتشويق على جسر وممرات المنافسة بين كل الألوان.. وكم هي الفرق العريقة التي تاهت وغابت وأصبحت حديثا للماضي، بعدما تكالبت عليها الظروف، فأفقدت حصانتها وقوتها ورونقها وكل ما هو جميل لديها.. فبقت حيث هي لا تقوى على فعل شيء، وتنتظر المستحيل لتغيير شيئا في أمورها وما أصابها من وهن.. والأمثلة في ذلك كثيرة، ليس هنا حيث نلعب كرة القدم المختلفة، وإنما في كل بقاع العالم حيث هي كرة القدم الحقيقية بمزاياها وخصوصياتها. فريق الصقر التعزي بطل دوري الأولى في الموسم قبل الماضي كان خلال الشهور الماضية يخوض غمار المنافسة في دوري الثانية – مجبرا - بعدما وجد نفسه خصما للاتحاد اليمني لكرة القدم، جراء موقفه من استكمال دوري الأولى في مدة الأزمة التي عصفت بالوطن، والتي طالب فيها بإلغاء الهبوط، فجمع العيسي والشيباني لوائحهما وكتبوها من جديد في أوراق بيضاء، ليتخذوا قرارا تاريخيا بالنسبة لهما.. وهو إسقاط الصقر لموقفه والرشيد أيضا ومعهم حسان - وما أدراك ما هي ظروف حسان في تلك المدة - الصقر أنجز مهمته، وأكد قدرته في مشوار الثانية وعاد بأقل جهد ودون أية خسارة وقبل النهاية بأربع جولات!. لكن تبقى عودة الصقر مختلفة، لأن ظروف إسقاطه كانت أيضا مغايرة فقد كان القرارحينها منافسا على اللقب ، لهذا جاءت العودة السريعة كخطاب في وجه من صنعوا ذلك القرار في تلك المدة، والذي لم يتأخر ليوم واحد، فقد اجتمعت حينها لجنة أحمد مهدي سالم للمسابقات - كما قيل - واتخذت القرار التاريخي لها في حق الصقر، الذي كان على إدارته الشامخة أن تدفع أثمان مواقف سابقة، كشفت فيها عورات الاتحاد ومن يقوده، بلغة وخطاب العقل والمنطق والفهم الشامل لمضمون الرياضة والأندية. عودة الصقر التي أفرحت منتسبوه لا شك أنها لم تعجب صانعي القرار الكروي في بلادنا، فقد كانوا يمنون النفس ببقاء أطول.. ليرتبطوا لإشباع شيء في رغباتهم المريضة التي جسدها القرار في لحظته، والذي استقبله الصقراوية يومها بقناعة ودون أية ردة فعل كما كانوا يظنون.. ويكفي الصقر بكل منتسبيه أن ذلك الموقف المشرف غير المسبوق كان مصدره الجمعية العمومية للنادي نهج النموذجية المتبع في هذا النادي المختلف. إذن عاد الصقر أيها المترهلون.. عاد النادي الكبير الذي افتقدته منافسات هذا الموسم الذي كان الأضعف وبإمكانكم أن تعودوا إلى نقاط الفرق!.. عاد من واجهة مشرفة لا تختلف حين اختار قراره التاريخي من بين عقليات إدارته التي صنعت تاريخه الجديد.. إذن عاد الصقر محلقا بأجنحته في فضاء الرياضة اليمنية وبمبادئه.
