الفنون الشعبية تعد المرآة العاكسة لما يتمتع به شعب من الشعوب من مخزون تراثي وثقافي.. فالشعب الذي يمتلك حضارة عريقة وتراثاً أصيلاً لابد وأن يمتلك غزارة في الفنون الشعبية، كما هو حال بلادنا التي تتمتع بحضارة أصيلة تمتد لآلاف السنوات وتتميز في نفس الوقت بامتلاك موروث ثقافي وفني كبير وغزارة في الفنون الشعبية خاصة التراثية منها.. وفي هذا المجال تلعب فرق الرقص في بلادنا دوراً إيجابياً في الجذب السياحي. نقف في الأسطر الآتية مع الأخ/ أسامة بكار - مدير إدارة إنتاج الفنون في م/عدن التابعة لمكتب ثقافتها - لنستكشف حال هذه الإدارة المحورية. - في البدء نرحب بكم على صحيفة "أخبار اليوم" باسم الإدارة والقراء، مستهلين الحديث بالسؤال الآتي: كيف نفهم معنى إدارة إنتاج الفنون؟ × أولاً أحب أن أتقدم بالتهاني والتبريكات لشعب اليمن عامة والقيادة الحكيمة، خاصة بالذكرى 45 لعيد الاستقلال الوطني ونتمنى من قلوبنا أن تكون اليمن مزدهرة وبأمن واستقرار وأتقدم بالشكر والتقدير للدكتور وزير الثقافة والأخ/ مدير مكتب الثقافة.. أما بالنسبة لسؤالك أختي العزيزة أمل أريد أولاً أخصك بالشكر الجزيل على اهتمامك وكما عودتينا دائماً أن تكوني السباقة في مثل هذه اللقاءات ونتمنى لك التوفيق في مهامك العملية . إدارة إنتاج الفنون هي جزء لا يتجزأ من ثقافة البلد بمعنى أنها تتبع وزارة الثقافة وهذه الإدارة تشمل المسرح والموسيقى والغناء والأكروبات والفنون التشكيلية والفنون الشعبية.. نستطيع أن نقول إن هذه الإدارة ضمن الإطار الإداري لمكتب ثقافة عدن وأنا بصفتي مديراً لها حالياً أعتز بهذا الموقع، حيث كنت احد الأعضاء النشطين فيها.. وهذه ثقة أنا أعتز بها وإن شاء الله أكون عند حسن الظن وأقوم بواجبي بأكمل وجه، حيث إني عشت مراحل عمل وتطور الفرقة منذُ العام 79م وبعون الله سوف أكون عند حسن الضن في إدارتها بالمستوى الذي يشرف ثقافة عدن . - ما هي خطتكم القادمة ؟ × طبعاً بالنسبة لخطتنا القادمة أهم شيء في مهامنا التركيز في إعادة تنشيط وتفعيل عمل ونشاط الفرق الفنية في الإدارة والتي للأسف في ركود وشلل وشبه موقفة حالياً وهذا الحال تقريباً صار له أكثر من 10 أعوام وكان نشاط الفرق الفنية موسميا ونحن نسعى لأن يكون نشاط الفرق شبه يومياً أو حتى أسبوعياً كي نتمكن من تفعيل جاهزية الفرق لتستفيد وننطلق من هذا السبات.. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تفعيل العمل الإداري للفنانين في إدارة إنتاج الفنون مستقلة بأرشيفها وختمها وميزانيتها حتى يتيسر لنا تحسين وضع الفنانين والعمل في متابعة أمورهم الوظيفية كإدارة مستقلة . - أهم الصعوبات التي تتوقعونها في تنفيذ الخطة ؟ × سؤال صعب جداً يا أخت أمل.. دعينا نعكس السؤال ونسأل عن التسهيلات وسأرد عليك بكلمتين فقط، مادام الأمر يتعلق بذكر الصعوبات نقول إدارة إنتاج الفنون باب بندها المالي "صفر"أول الصعوبات هي إدارة بلا مكتب للمدير العام، أما الصعوبات الأساسية لمقومات عملنا الأساسية هي كالتالي :إدارة ليس لها عمل ميزانية تشغيلية بشكل مستقل حتى نتمكن من تسيير عمل جميع أنشطة الفرق الفنية، كما يوجد نقص في الأثاث والمعدات والأجهزة الكهربائية المختلفة، ولا يوجد للإدارة المواد المكتبية والقرطاسية، ولا يوجد بند الصيانة والترميم لصالات البروفات او تخصيص مستودع عام لجميع أدوات الفرق وتوفير أسس العمل من أدوات وملابس وإكسسوارات الآلات الموسيقية وغيرها وصرف معونات ومساهمات رمزية لاستيعاب مجموعة من الشباب الموهوبين في مجال الفنون كافة لاستمرارية العمل وتوظيفهم وتأهيلهم عن طريق الدورات والمنح الدراسية لتأهيل الكادر اليمني المتخصص بالفنون، هذه خطتنا لمباشرة عملنا في هذه الإدارة وسوف يتم طلب اللقاء مع الأستاذ الفاضل وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل وطرح كل مشاكلنا وحملها إليه وقد أبدا الأخ الوزير استعداده الكامل للوقوف بجانب الإدارة لنتمكن من إظهار أعمالنا الفنية بشكل لائق يعكس تراثنا وموروثاتنا الشعبية وفنوننا بصورة مشرفة تعكس حضارة وثقافة اليمن السعيد . - كيف كانت بدايتك مع فرقة الرقص الشعبي؟ × كانت لي مساهمات في هذا المجال مع عدة فرق فرعية ، في عام 75م كنت مساهماً مع فرقة دار الثقافة آنذاك في كريتر عدن وكانت بقيادة الأستاذة القديرة نجيبة حداد، ثم التحقت بفرقة الرقص الشعبي التابعة للمؤسسة العامة للسياحة في عام 76م وكانت بقيادة المرحوم المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ الفاضل علي الرخم، واستمر نشاطي في هذه الفرقة حتى عام 79م، حيث مثلث هذه الفرقة البلاد في مشاركتها العيد الوطني في الجزائر وكانت برئاسة الشاعر الكبير الراحل أحمد سيف ثابت وكانت أول مشاركة لي خارج البلد " اليمن " وتألقت في هذا المجال بشهادة الكثيرين وكانت لي الرغبة الكاملة بأن انضم إلى الفرقة الوطنية للرقص الشعبي في محافظة عدن وتوفقت في عام 1980م . - نحن في اليمن مجتمع تقليدي.. يتعامل مع الرقص بنظرة دونية .. وان كان قد ارتقى المجتمع بمفاهيم الزمن .. كيف كان اختيارك لهذا المجال وكيف يتعامل معك المجتمع؟ × في البداية كانت مشاركتي في هذا المجال مشاركة مدرسية، حيث تم اختياري مع مجموعة من الزملاء للمساهمة في حفل فني وكان بالنسبة لنا واجباً وطنياً في عيد الاستقلال الوطني على مسرح دار الثقافة كما أشرت سابقا ، وبحكم أنني من أسرة متفهمة سمحت لي بالاستمرار والالتحاق بهذه الفرقة.. وثانياً والأهم لدي الميول والرغبة الكافية وصدق النية في معرفة الفلكلور والتراث ، والاهم من ذلك حرصنا على نشر التراث والعادات والتقاليد اليمنية على الصعيد الخارجي وحظينا من قبل الجهات المعنية بالرعاية والاهتمام عند تقديمنا لتراثنا اليمني الأصيل، حيث أظهرنا الفلكلور اليمني بأحسن صورة .ولا ننسى أننا كنا نمارس هذا المجال على أيدي خبراء متخصصين كانت كل المجموعة دارسين ومتخرجين من المدارس الثانوية ولا ننكر بأننا واجهنا الكثير من المشاكل والأحراجات ولكننا كنا متمسكين بهدف واحد وهو إظهار ثقافتنا وإبراز تراثنا وعادتنا وتقاليدنا اليمنية الأصيلة على أحسن وجه وبأن اليمن بتاريخه وجذوره أصالته دائماً معطاء في شتى المجالات ولاسيما المجال الثقافي . - مرت فرقة الرقص الشعبي في الثمانينات بأزهى فتراتها.. إلى ماذا تعزي تراجع دورها حالياً؟! × بالعكس الفنون هي الفنون والتراث باق دائماً ولكن هناك فترة زمنية وخاصة في ذلك الوقت حيث كانت بداية الانطلاقة ، وكانت هناك عدة فرق تنافس ، وكان العطاء مستمراً دون توقف وكانت نشاطات الفرق متوقفة على أن كل فرقة محافظة تلتزم بمحافظتها فقط، أما الآن في هذا الوقت وبعد إعادة توحيد الوطن أصبحت الأعمال الفنية متوسعة جداً تجمع كل فرق المحافظات في اليمن والتآزر معاً بروح العمل الواحد، كل محافظة ملتزمة بأن تعرف فلكلور المحافظة الأخرى وكل فنان وراقص شعبي لابد وأن يفهم تراث اليمن الشامل من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال.. ونرى أن الأعمال الفنية والاوبريتات واللوحات التعبيرية والرقصات الشعبية أصبحت تؤدى بمجاميع كبيرة وعروض واسعة مثل: العمل الكبير (خيلت برقاً لمع) وعمل (دروب الخير) وهذه الأعمال لها ثقلها ولها مردودها الايجابي على المستوى الداخلي والخارجي. - حدتنا كونكم رئيسا لفرقة الرقص الشعبي في عدن عن وضع الفرقة فنياً؟ × تعتبر فرقة الرقص الشعبي في عدن من أقدم وأعرق الفرق في اليمن، حيث تأسست هذه الفرقة في مايو عام 74م، وكانت تضم مجموعة كبيرة من الشباب والشابات ذوي المستوى التعليمي "الثانوي" ويبلغ عددهم حوالي ثلاثين عضواً وحظيت هذه الفرقة بالاهتمام والرعاية من قبل الجهات المختصة وقد تم تأهيلها تأهيلاً علمياً، حيث كانت تحت رعاية مدربين وخبراء أجانب، حيث تم تجهيزها تجهيزاً كاملاً يليق بمستوى اليمن على أحسن وجه وقد تخرج من هذه الفرقة العريقة الكوادر اليمنية المؤهلة ذوو الشهادات العليا والذين عملوا ويعملون حالياً على تدريب عدة فرق شعبية في جميع محافظات اليمن "أمثال" الأساتذة / المغفور له بإذن الله د. أحمد سيف كوشاب وسمير بيضاني وعلى المحمدي وجمال أحمد مرشد وطلال مخير ونجاة محسن ومحمد السوداني وعبد المجيد عبدالقادر وجلال سلطان والكثير منهم.. واحتضنت فرقة الفنون الشعبية م/عدن راقصات وراقصين محترفين أمثال أحمد الرياشي وأسكندر الأحمدي وخالد محمد الحاج وأنيس شريف ونصر إبراهيم وحورية رشاد ومنى سالم ونادرة عبدالقادر ورجاء عبدالكريم وزبيدة محسن وهي سبب في ظهور العديد من المساهمات والمساهمين ذوي الوجوه الجديدة حالياً. - هناك من يعيد بعض ما يسمى بالرقص الشعبي اليمني إلى أصول أفريقية أسيوية ؟ × الفنون اليمنية وخاصة التراثية سواء كانت لحناً أو كلمة أو حركة أو رقصة من ينابيع غزيرة في اليمن من شرقه إلى غربة غنية بالأصالة والتاريخ والتراث واليمن منبع لمعظم الحضارات وخاطئ من يقول إن الرقص التي تناقلت من بعض الأقاليم بحكم التجارة آنذاك والتنقل بين الشعوب ولكن نجزم بأنها تعود لنا وليس لغيرنا، وخاصة رقصات البحارة التي لها علاقة بأصحاب البحر وانتقلت من مكان إلى آخر في اليمن وخارجه وهي بعضها متشابهة في الإيقاع أو اللحن أو في الحركة . - لماذا لا تصمم رقصات خاصة للتلفزيون محتواها التمسك والحفاظ على التراث وإطهارها للعالم لمعرفة فن وأصول الرقص الشعبي اليمني ؟ × أنا ممكن أقول وبكل صراحة في هذه النقطة بالذات، إن الكلام سهل ولكن الفعل صعب جدا فنحن في فرقة عدن، تعودنا بأن ننقل رقصاتنا وتراثنا بالشكل الصحيح، فنحن نمتلك تراثاً غنياً ورقصات كثيرة لهذه الفرقة ما يقارب الخمسين رقصة أو أكثر ولكن هذه الرقصات يجب أن نؤديها بشكلها الصحيح من حيث الملبس والإكسسوارات الصحيحة، فلكل رقصة شروط خاصة عند تسجيلها، وتوثيقها في التلفزيون وإرسالها إلى العالم الخارجي تحتاج لزيها الأصلي وظهورها بالشكل الصحيح من حيث الإكسسوار، فنحن مثلما قلت سلفاً نفتقر إلى هذه الأزياء.. فأنا كمسئول أول في هده الفرقة أحب أوجه كلامي إلى الجهات المعنية في مكتب الثقافة م/ عدن وإلى وزارة الثقافة بأننا نريد لفته كريمة لهذه الفرقة العريقة.. ويكون لها مخصص خاص بها لتغطية متطلباتها وحاجياتها من أدوات وملابس وإكسسوارات، لأننا تقريباً لأكثر من 12 سنة لم نجدد في الأزياء ولم نشتر جديداً لهذه الفرقة وإن شاء الله عندما يكون التلفزيون مستعداً أو يتحقق الاكتفاء الذاتي للفرقة والراقص سوف نكون السباقين للتسجيل.