دعا عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح الشيخ/ عبدالله صعتر الرئيس عبدربه منصور هادي وكافة المسؤولين في حكومة الوفاق الوطني لأن يستشعروا الثقة التي وضعها فيهم اليمنيون في سبيل المضي باليمن من الفترة الانتقالية إلى مرحلة الدولة المدنية، مؤكداً في الوقت ذاته بأن الشعب لن يعفيهم أبداً من إكمال التغيير ولو بالتدرج، فلم يعد هناك مجال لأنصاف الحلول. وقال صعتر في خطبتي الجمعة أمس بساحة حورة بمحافظة حجة (إن على رئيس الجمهورية بألا يخضع أو يخاف أو يُذل نفسه من فلان أو علان، خاصة بعد أن عرفه الشعب بصلابته قبل الثورة الشبابية السلمية وبعدها، وأن عليه اتخاذ القرارات الحاسمة في تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي عاهد الله أن ينفذها، وأن يعمل على تغيير من تبقى من عائلة المخلوع في الجيش والأمن، ومنع التخريب وبسط سيادة الدولة على أرض الوطن ورعاية أسر الشهداء والجرحى). وأضاف: إننا إن لم نحقق كامل أهداف الثورة فإننا قد خنا الله والشهداء والجرحى والمرابطين في الساحات ممن ضحوا بدمائهم وأرواحهم، فهل نرضى بعد تقديم كل تلك التضحيات بالعودة للوراء والتراجع عن استكمال ما تبقى من أهداف الثورة؟! مؤكداً بأنه لا عودة للوراء، لأن الثورة كالمولود لا يعود إلى بطن أمه بعد أن يخرج إلى الأرض. وأشار القيادي في المشترك إلى أن ثورة الشباب السلمية بدأت بتطهير أرض اليمن من مخلفات المستعمر والمستبد، وأنه لا بد من مواصلة الطريق في سبيل تطهير المؤسسات الرسمية من اللصوص والفاسدين وقطاع الطرق وناهبي المال العام بمختلف أنواعهم.. مضيفاً (إن الذين فقدوا اليوم ما كانوا يسرقونه من ثروة الشعب هم من يُعرقلون الحوار الوطني، فلا يريدون دمج الجيش ولا توحيد الأجهزة الأمنية ولا يريدون بسط سيادة الدولة على الأرض. وتابع صعتر: لقد عانا شعبنا كثيراً خلال الفترات الماضية حتى قامت الثورات المتتالية التي أزاحت الظلم والاستبداد والاستعمار من على كاهله، غير أن من جاءوا بعد تلك الثورات أعادوا صور الظلم والاستبداد، كونهم تلاميذ المستبدين لكن باسم الجمهورية، لتأتي ثورة فبراير الشبابية الشعبية السلمية وتنفذ ما جاء في البند الأول من أهداف الثورة الذي ينص على إزالة الحكم الإمامي المتخلف والاستعماري البغيض ومخلفاتهما، تلك المخلفات التي تتمثل في الحكام الجمهوريين المستبدين. وأردف الشيخ صعتر: إنه لمن العيب أن يقتتل الناس على اجتهادات علماء سبقونا ونترك ما جاء به الرسول وننسى بأننا أمة واحدة ورسولنا واحد وديننا واحد وكتابنا واحد، فلماذا نفتن المسلمين والصلوات الخمس واحدة وكلنا نصوم رمضان ونحج البيت؟!.. ولذا لن يفرقنا إلا شيطان، منوهاً إلى أنه بعد أن شعر المستبدون بنجاح الثورة ذهبوا لإثارة الفتن والفوضى ودعم قطاع الطرق وجلب السلاح من الخارج لتشجيع ألوان التخريب في هذا الوطن، وهم اليوم من يسعون لإفشال الحوار الوطني. وأكد "صعتر" بأن جزاء من يسعى لإثارة الفوضى والتخريب في البلاد وقطع مصالح الأمة العامة ما جاء في كتابه عز وجل ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يُصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ).. متسائلاً: هل من العيب أن نقول إنما المؤمنون إخوة ؟ أو إن هذه أمتكم أمة واحدة ؟ إذاً فلا تمييز ولا عنصرية واستبداد أو ذل بعد اليوم، فقد ولى عهد تقبيل الركب والخضوع لغير الله. وخاطب عضو هيئة الإصلاح العليا من سماهم بالواهمين في عودة نظم الاستبداد ومن كانوا ينتظرون نهاية المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك من خلال الحرب الشاملة التي كانوا ينتظرونها للقضاء على الطرفين ليحكموا بدلاً عنهم، خاطبهم بالقول بأن ظنهم السيئ قد خاب، وجاءت حكومة وفاق وطني.. لذلك فهم – أي الواهمين –على الثورة الشبابية السلمية، فيقومون بسب حكومة الوفاق علناً، والرئيس التوافقي علناً، لأنه خاب ظنهم في دخول الشعب في أتون حرب أهلية، ولذا نقول للعالم أجمع بأنه لا يزال في اليمن أحرار لا ولن يقبلوا مهما كان الثمن بعودة الاستبداد، ومن يفكرون في عودة النظام السباق كمن يفكرون في عودة الإمام الغائب في السرداب من ألف عام، مؤكداً بأنه لا عودة للاستبداد وهناك حي فينا بعد اليوم، فالشعب حر وقدم من أجل حريته الدماء الزكية. ووجه صعتر لشباب الثورة بعض النصائح التي يجب أن يأخذوها بعين الاعتبار وذلك بأن يبتعدوا عن المناداة بالعصبية المذهبية أو العنصرية أو الحزبية فيما بينهم، وعليهم تقبل آراء الآخرين بصدر رحب وعقل منفتح، كما أن على الشباب احترام غيرهم مثلما يريدون أن يحترمهم الآخرين، وعليهم بالتعاون مع الآخرين. وقال لمن يرفعون شعار(الموت لإسرائيل ) بأن يثبتوا لنا من قُتل ممن يدعون قتله، فقد أثبتت الأيام بأن من يتم قتله هو ابن اليمن المسلم في حجة وصعدة وعمران وغيرها من مناطق الجمهورية، مشيراً إلى أن البطولة ليست فيمن يقتل أكثر، لكن علينا التنافس فيمن يأخذ من العلوم أكثر والمعارف والدراسات العليا، داعياً أصحاب شعارات الموت لأن يفوقوا من سباتهم، وأن يعلموا بأن الشعب اليوم يعرف كل ما يدور من حوله ولم تعد تنطلي عليه مثل هذه الشعارات، معلناً في الوقت ذات بأن اللعنة على كل من والى اليهود أو تجسس لهم أو أعانهم.. وأضاف: إنه لمن العيب أن تقتل أخاك المسلم وتقول بأنك تقتل يهودياً، فكلنا في هذه البلاد دماؤنا حرام.. مؤكداً بأن الحوار يبقى هو الأساس في إقامة الحياة الحرة البناءة الآمنة لا القتال والحروب، داعياً ممثل الأممالمتحدة للكشف عن من يعرقل الحوار الوطني بين اليمنيين ليعرف الجميع ولا يهمنا من أي حزب أو جماعة ينتمي، لأننا نريد أن نعيش في أمن وأمان واستقرار، فلم يتبق سوى القليل من استكمال أهداف الثورة التي نفذت أكثر من سبعين بالمائة، وعلينا جميعاً الوقوف أمام كل من يريد تخريب الوطن ولو كان من الحزب الذي تنتمي إليه أو من أقرب الناس إليك حسب تعبيره.. هذا وقد ردد المشاركون في جمعة "أين القرارات الحاسمة" من أبناء محافظة حجة شعارات، دعوا فيها بقوة الرئيس هادي إلى سرعة اتخاذ القرارات الحاسمة في استكمال ما تبقى من أهداف الثورة الشبابية السلمية، ليتسنى للشعب البدء في مرحلة البناء والتنمية بعد ترسيخ أواصر الأمن والاستقرار في كافة ربوع الوطن.