تجددت المناوشات بين الحملة العسكرية المرابطة في جبل الثعالب والقصير والمتعاطفين مع مسلحي أنصار الشريعة في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء وأسفرت تلك المناوشات عن مقتل امرأتين وطفل وتهدم عدداً من المنازل في قرية المناسح. وقالت مصادر محلية في مدينة رداع ل " أخبار اليوم " إن المناوشات بدأت منذ ليلة أمس الأول عندما قام الجيش بإطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا باتجاه منطقة المناسح والمناطق المجاورة لها, في الوقت الذي عاود فيه الطيران الأميركي تحليقه فوق سماء المنطقة. وسمع دوي انفجارات الصواريخ -التي استمر إطلاقها أكثر من ساعتين بصورة متقطعة- في مسافات بعيدة, وقد استهدف القصف "سيلة الجراح" و"المناسح "و"خبزة" و"حمة صرار", وأدى القصف إلى تدمير عدد من المنازل في تلك المناطق. وقالت مصادر مطلعة إن اللواء 26 ميكا - حرس جمهوري سابقاً - هو من نفذ عملية القصف. وتأتي تلك الاشتباكات في وقت كان قد تم الحديث عن توصل لجنة الوساطة إلى حلول مرضية للطرفين بعد خروج كافة المسلحين من مناطق قيفة إلى شعاب "يكلاء", الأمر الذي يعيد حالة التوتر إلى المنطقة إلى مربع الصفر. واتهم الشيخ/ خالد الذهب، قائد اللواء 26 حرس جمهوري بمحافظة البيضاء، بخرق التهدئة وتفجير الوضع، ومحاولة إفشال جهود الوساطة، التي توصلت إلى حلول نهائية بين الجيش والمسلحين –حسب قوله- وحمله مسئولية ما قد يترتب على ذلك. واستنكر الذهب ما وصفه بالقصف العنيف وتهديم بيوت المواطنين المساكين والأبرياء وترويع المدنيين، مطالباً بالتحقيق في الحادثة. يأتي ذلك في الوقت الذي تقول فيه مصادر عسكرية باللواء 26 ميكا إن القصف جاء رداً على هجوم مسلحين هاجموا المعسكر، غير أن مصادر قبلية وسكان محليين نفوا تعرض المعسكر لأي هجوم، وأن القصف تم من مواقع متعددة، مؤكدين أن مسلحي القاعدة قد خرجوا من المنطقة، سواءً الذين من أبناء المنطقة أو الذين من خارج المنطقة، ولم يعد لهم أي تواجد داخل مناطق قيفة. إلى ذلك استنكر أعضاء لجنة الوساطة خرق التهدئة وقصف القرى والمنازل بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات الجيش، ووصفوا ما حدث بأنه غير مبرر وغير مقبول، وحتى لو ثبت أن المعسكر تعرض لهجوم، فكان ينبغي أن لا يكون الرد بالأسلحة الثقيلة. واتهمت الوساطة أطرافاً لم تسمها بخرق التهدئة ومحاولة تفجير الوضع وإفشال جهود ومساعي الوساطة للحلول السلمية، مؤكدة استمرار مساعيها وجهودها للتوصل إلى حلول نهائية ونزع فتيل الحرب. وحملت الوساطة من يقف وراء خرق التهدئة المسئولية عما قد يحدث، مؤكدين تشكيل لجنة للنزول والتحقيق في ما حصل، وكشف الحقيقة وإظهار من يقف وراء ذلك ومحاولة نسف جهود الوساطة. وكان رئيس الجمهورية قد التقى أمس الأول بأعضاء لجنة الوساطة على رأسهم الشيخ/ أحمد محمد القردعي والشيخ/ ناصر العجي طالب والشيخ/ محمد أحمد جرعون والشيخ/ علي الطيري، بحضور محافظ البيضاء/ الظاهري الشدادي وقائد الحملة العسكرية اللواء الركن/ محمد المقدشي.