قتل شخصان وأصيب اثنان آخران بينهم جندي أمن مركزي في اشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن المركزي ظهر أمس وحادثين آخرين منفصلين في خلافات بين مواطنين في مدينة الضالع وقرية ذي حران. وأكدت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" أن شاب يدعى "ن. ش. س. ص" 29 عاماً من أبناء قرية ذي حران مديرية الضالع قتل صباح أمس وهو في طريقه للعمل بمزرعته التي يعمل بها على تربية الدواجن على يد مطلوب أمنياً يدعى "و. ل. د. ع. ز. م" من أبناء قرية الوعرة المجاورة. وتشير المعلومات إلى أن واقعة القتل تعود إلى خلاف سابق، حيث نفذ الجاني تهديده بقتل المجني عليه عندما وجده أمس الجمعة وحيداً على دراجته النارية فقتله في الحال. وقد قام أولياء دم القتيل وأقرباءه بملاحقة القاتل الذي تحصن في منزله، فقاموا بالاشتباك معه وقذف المنزل بصواريخ آر بي جي حتى أردوه قتيلاً داخل المنزل عصر الجمعة. ويعد القاتل أحد المطلوبين أمنياً على مستوى المحافظة، حيث تتهمه الأجهزة الأمنية بارتكاب العديد من الجرائم، فهو متهم بقضايا جنائية كبيرة منها جريمة قتل في سوق سناح لأشخاص من منطقة زبيد بالحديدة وكذلك القيام بعمليات سطو وسرقة دراجات نارية. وفي الصعيد ذاته أصيب الجندي "عبدالله خضير " من أفراد الأمن المركزي برصاص في ساقه اليمنى بإطلاق نار من قبل مسلحين هاجموا نقطة أمنية تابعة للأمن المركزي على مدخل المدينة وقت صلاة الجمعة، بينما احتمى الجنود منها بالأكوام الترابية والجدران المجاورة، ليعاود المسلحون الكرة بعد لحظات بمهاجمة معسكر الأمن المركزي من جهة منطقة الحود. فما أصيب صاحب محل أجهزة كمبيوتر يدعى "صلاح العوجري" بكسر عظم رجله اليسرى جراء تعرضه لطلق ناري من قبل شخص يدعى" ق. ذ. ف. ع" وذلك أثناء محاولته فض شجار بين الأخير مع أحد الأشخاص صباح الجمعة في والصلح بينهما. وكانت الضالع قد شهدت في وقت متأخر من مساء أمس الأول إطلاق نار كثيف استهدف مبنى إدارة الأمن وتكرر إطلاق النار في الساعة التاسعة والنصف صباح الجمعة وتشهد الضالع حالة من الرعب والانفلات الأمني جراء الاشتباكات بين المسلحين وقوات الأمن بين الحين والآخر ولا زالت الأجواء متوترة حتى الساعة والشارع العام يكاد يخلو من المارة وسط خوف أصحاب السيارات والدراجات النارية. على صعيد منفصل، لا تزال عناصر مسلحة تابعة للحراك الجنوبي المسلح الذي يقوده علي سالم البيض المدعوم من إيران تقيم نقطة تفتيش للسيارات والمركبات منذ عصر يوم أمس الأول الخميس في منطقة سناح بمحافظة الضالع وسط غياب تام للأجهزة الأمنية التي فضلت السكوت خشية التصادم العنيف مع تلك العناصر. وقال شهود عيان ل"أخبار اليوم" مساء أمس الجمعة إن الطريق العام الذي يربط صنعاءبعدن ما يزال مقطوعاً من قبل المسلحين وأن عشرات القاطرات عالقة من أمام المحافظة إلى أمام مطعم المرغمي بمدينة قعطبة. ويقيم مسلحون نقاطاً للتفتيش على الحدود في منطقة سناح ويقومون بمنع شاحنات التجار من العبور للضغط على السلطات للقيام بالإفراج على سجين أعتقل على خلفية حادثة قتل وقعت أثناء تنظيم بطولة خليجي 20 بعدن يدعى "فارس عبدالله صالح" وهو من أبناء مدينة الضالع. وتشير المعلومات إلى أن أكثر من مائة مسلح وخمسة أطقم ما يزالوا يقطعون الطريق ويمنعون مرور المركبات القادمة من مدينة قعطبة إلى الضالع والقادمة من الضالع إلى قعطبة. وقال مصدر إن هدفهم من ذلك هو الضغط على السلطات للإفراج عن الشاب فارس الذي قال إنه بريء من التهمة الموجهة إليه وبسببها حكم عليه بالإعدام ظلماً، لافتاً إلى أنهم يمنعون فقط شاحنات التجار وسيارات المسئولين، بينما يسمحون للمسافرين والعابرين الآخرين بالمرور. ونقلت مصادر صحفية قولها إن سائقي القاطرات المحتجزة أوضحوا أنهم ذهبوا إلى المحافظ طالب الواقع منزله بالقرب من المكان في مبنى المحافظة، فرد عليهم بالقول: ماذا أعمل لكم قولوا للسلطة تفرج عن المعتقلين ليفتح المسلحون الطريق. يأتي ذلك في وقت تتحدث فيه مصادر صحفية عن كشف خطة لفرض الانفصال بالقوة في الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس هادي، مشيرة إلى أن عناصر البيض تنسق مع الحوثي لهذا الغرض. وكشف الكاتب والمحلل السياسي علي الجرادي عن استعداد جناح البيض المسلح والمدعوم من إيران فرض الانفصال، مشيرة إلى أن هناك خدمات لوجستية من صالح وخطة تقتضي تنفيذ اعتصام مفتوح في عدن والمكلا وإغلاق جميع المؤسسات العامة بالقوة, فضلاً عن طرد أبناء المحافظات الشمالية العاملين في المحافظات الجنوبية، لتقوم المليشيات المسلحة بالحماية. وأشار إلى أن علي سالم سيتولى التفاوض مع الإقليم والعالم لفرض الأمر الواقع وبدء تنفيذ الخطة من بداية هذا الشهر وتم إدخال حمولة ثلاث سفن أسلحة بنفس مواصفات سفينة إيران، مما يسهل تنفيذ الخطة تعيين قيادات المحاور العسكرية والأمنية في الجنوب قريبين من الحراك. يأتي ذلك في الوقت الذي أحجمت الأجهزة الأمنية بالمحافظة عن القيام بأي تحرك خشية ردود الأفعال وتطور الموقف إلى مواجهات مسلحة مع تلك العناصر كما يقول مراقبون إنها قد تكون أعدت لها وحسبت حسابها وفقاً لأجندة ودعم خارجي يسعى لعرقلة وإرباك الأجواء قبيل مؤتمر الحوار الوطني عبر موجة من العنف والأعمال المسلحة. وذكر مصدر أمني رفض الكشف عن هويته أن الأجهزة الأمنية بالمحافظة فضلت التصرف بحكمة عبر التواصل مع العقلاء واللجان الشعبية في المحافظة والمديرية لإثناء تلك العناصر وردها عن غيها قبل القيام بأي عمل عسكري. وبحسب مسلحي الحراك فان إقدامهم على هذا العمل احتجاج على استمرار سجن المعتقل فارس الضالعي وقال المسلحون إنهم لن يفتحوا الطريق حتى يتم الإفراج عنه. يشار إلى أن اللجنة العسكرية المكلفة من رئيس الجمهورية لتطبيع الأوضاع في الضالع عقب قصف الجيش لقرية الجليلة، كانت قد أوصت بالإفراج عن المعتقل فارس الضالعي وهو ما لم يتم حتى اليوم.