سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الذيفاني: دخول الحوار تحت يافطة الفئات ينذر بقادم كارثي وحرب في المدن والأرياف المشاركون يتجهون بمشاريع فئوية وللثورة مشروع واحد والخارج يفرمل السير نحو الحوار
أكد رئيس المجلس الأهلي بمحافظة تعز أن اليمن لاتزال غير مهيئة لدخول مرحلة الحوار الوطني ومازال يتوجب عليها أن تهيئ نفسها. وأشار الدكتور/ عبدالله الذيفاني في تصريح ل"أخبار اليوم" إلى أن للحوار متطلباته ويعول عليه في حل كافة القضايا العالقة. وفيما قال بأن الأيام القليلة المتبقية والتي تفصلنا عن موعد انعقاد الحوار ليست كافية، استدرك بأنه في حال توفرت الإرادة والحزم والقفز على التخوفات التي تعيق المضي قدماً يمكن للقوى السياسية لتهيئة الحوار. ولفت إلى أن المجتمع الدولي والإقليمي هو من يعمل فرملة للخطوات نحو الحوار.. ومعالجة الأمور بدبلوماسية شديدة في الوقت الذي يفترض أن تحسم الأمور بشكل سريع تجاه الحوار حسب تعبيره. وفسر الذيفاني تصريحه الذي اعتبر فيه دخول الحوار بمكونات سياسية واجتماعية ومذهبية سيشكل مخاطر على مستقبل اليمن التي تسير في هذا الاتجاه فسر ذلك بأن اليمن بحاجة لحوار قضايا وليس حوار جهات كون المسألة أضرت كثيراً بالعراق ولبنان وعدد من الدول سواء على الساحة العربية أو العالمية، لافتاً إلى أن اليمن تعاني من غياب الدولة. وقال: ليس لدينا دولة بالمعنى المتعارف عليه ويجب أن نؤسسها بمفاهيم تتجاوز التخوفات والحسابات الضيقة. وأكد أن القوى إذا دخلت الحوار بقوائم واهتمامات الفئات فإن مؤتمر الحوار سيتحول لتلبية مطالب هذه الفئات، فيما الشعب اليمني ينشد المواطنة المتساوية، موضحاً أنه ينبغي أن يهتم الحوار بكيفية الاتفاق وبناء الدولة المدنية وكيفية توفير الأسس وتشكيل الإطار لهذه الدولة. وقال: إن ترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية سيلبي مطالب كل الفئات ويعالج كافة القضايا العالقة، مشيراً إلى مبدأ المشاركة في القرار والإدارة وصناعة التحولات والذي يشكو الكثير من عدم وجوده وقال إنه في ظل دولة شراكة وطنية ستذهب كل هذه الشكاوى كون اليمن تفتقد للإدارة. وبحسب الذيفاني فإن الثورة السلمية لم تقم من أجل الخصومة مع وطن، حتى نجزئه ونمزقه ونذهب بعيداً بل قامت من أجل دولة مدنية حديثة بمفاهيمها وأسسها، متسائلاً: فلماذا نداري النزعات التي تأتي من مسافات بعيدة لكي تحولنا من مجتمع متماسك إلى مجتمع فئوي، طائفي، مذهبي، نتقاتل عن أمور ما أنزل الله بها من سلطان حسب تعبيره. وقال الذيفاني: إذا كان الكل يدعي وصلاً بهذا الوطن ويخاف عليه فعلى القوى اليمنية أن تتبارى من منها يقدم أفضل لهذا الوطن، وكل الصور البائسة والسلبية والأمور التي مزقت الأفكار والقلوب يجب أن تتجه جميعها نحو دولة تحقق المساواة والشراكة وسيادة القانون وتفرض المؤسسية، معتبراً ذلك ضامناً حقيقياً لكافة الحقوق بمختلف مسمياتها ولكافة الواجبات بكل معانيها وولآتها، مشيراً إلى أن الكل خرج للمشاركة في الحوار تحت يافطة الفئات وكل فئة لديها مشروع، فيما ليس للثورة سوى مشروع واحد هو الدولة المدنية الحديثة، داعياً كافة القوى إلى التنازل عن المصالح الضيقة والارتقاء بخطابها وقناعاتها إلى مستوى الوطن الذي هو الأغلى من كل الأحزاب والقوى والمشاريع الضيقة. وأشار إلى أنه يجب طرح كل المشكلات والقضايا ومعالجتها بدولة وإدارة فالجميع ليس في خصومة مع الوطن، مشدداً على ضرورة الخروج من الحوار بدولة ضامنة لكل اليمنيين، دولة مدنية حديثة دولة المؤسسات. ولفت إلى ضرورة تنفيذ النقاط العشرين حتى يشعر الناس بأن الخطوات جادة نحو حوار يخرج البلد من وضعه ويفضي إلى دولة مدنية حديثة. ويرى الذيفاني أن اللجنة الفنية للحوار لم تكن موفقة في آلية الاختيار، داعياً إلى أن تتجه كل الجهود في الحوار نحو دولة مدنية حديثة وبدون هذه المسألة فإن الأمر ليس سوى تكراراً جديداً لما حدث في 94م، حيث رغم الوصول لوثيقة أسست للدولة المنشودة إلا أن القتال اندلع لأن مراكز القوى كانت تحتفظ بالقوة والمال والإعلام، محذراً أنه في حال تكرر سيناريو 94م، فإن الأمر يكون أكثر كارثية حيث ستكون المواجهات في المدن والإرياف وفي كل ربوع الوطن وليس في بين جيشين نظاميين كما كان إبان حرب 94م. وقال: على الناس أن يدركوا أن الكارثة ستحل بالوطن دون تمييز وسيدفع ثمنها البسطاء والمتطلعون لمستقبل أفضل والمتاجرون بالدماء والسلاح ربما ينفذون بجلدهم، كون المجتمع الدولي لا يهمه كم سيذهب من أبناء اليمن بل كل ما يهمه أن تحفظ ومصالحه ويضمن النفوذ الذي يريده.