أصيب شخص في تجدد اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن المرابطة في مبنى المجمع الحكومي بمحافظة الضالع في منطقة سناح صباح أمس الأربعاء. وقالت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" إن الاشتباكات التي اندلعت ساعات الصباح واستمرت لفترات متقطعة حتى وقت الظهيرة أدت إلى إصابة الشاب "بدر قاسم العامري" بجروح متفرقة في رجله اليمنى نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، فيما تشير مصادر أخرى إلى تضرر عدد من الحافلات في الشارع العام بسناح وبعض المنازل المجاورة لمكان الاشتباكات. وكان قد لقي مواطن مصرعه برصاصات طائشة في تجدد الاشتباكات مساء يوم أمس الأول في محيط المبنى الحكومي. وأكد مصدر أمني أن المواطن "عادل سعيد الصبيحي" قتل برصاص طائش في الاشتباكات التي اندلعت عند الساعة العاشرة ليلاً يوم أمس الأول، مشيراً الى أن الصبيحي هو أحد ساكني مخيم المهمشين الواقع قرب مبنى المحافظة قتل برصاص طائش وهو بداخل خيمته التي يسكن فيها بالمخيم. وكان فريق من البحث الجنائي بقسم شرطة سناح قد نزل إلى مكان الحادثة بالمخيم وعاين الجثة التي نقلت إلى ثلاجة الموتى بمستشفى النصر العام بمدينة الضالع، وبمقتل الصبيحي يكون عدد المواطنين الذين لقوا مصارعهم في الاحداث التي تشهدها منطقة سناح بالضالع قد ارتفع الى ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى. ويعيش سكان منطقة "سناح" الذي يقع بها مبنى المحافظة حالة ذعر وخوف على حياتهم تسببه أعمال العنف والفوضى الأمنية التي تخيم على المكان جراء استمرار المسلحين إغلاق مبنى المحافظة والمرافق الحكومية بالمحافظة بما فيها المحاكم والنيابات وسط غياب تام لدور الأجهزة الأمنية والجيش واستياء عام في أوساط المواطنين وشن هجمات متواصلة ساعات الصباح والمساء منذ حوالي ثلاثة أسابيع متواصلة للمطالبة بإطلاق المعتقل فارس الضالعي وكافة المعتقلين الجنوبيين وفي مقدمتهم الشيخ حسن بنان والمرقشي والأغبري. وتوقفت أعمال الناس ومصالحهم المختلفة جراء تلك الممارسات الخارجة على النظام والقانون, حيث يقوم المسلحون بإغلاق كافة الطرق والمنافذ المؤدية إلى المبنى ومنع الموظفين من الدخول لممارسة أعمالهم الوظيفية، ناهيك عن اندلاع الاشتباكات المسلحة بين وقت وآخر عقب تنفيذ المسلحين لهجمات مسلحة على المبنى وتصدي الحراسات الأمنية لهم وسقوط ضحايا من الطرفين ومواطنين أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل. وكان مجلس الحراك الجنوبي بالضالع جناح البيض قد أعلن قبل أكثر من أسبوعين برنامج التصعيد الثوري بإغلاق كافة المرافق الحكومية بالمحافظة بما فيها مبنى قيادة السلطة المحلية في منطقة سناح. من جهته قال الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للحراك الجنوبي الدكتور/ عبده المعطري إن الثورة في الجنوب نقية وليست قطاع طرق وجبايات، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم لن يسمحوا لأي كان أن يشوه ثورتهم. وفي كلمة له ظهر أمس بمخيم عزاء الشهيد "عبد الله السروري" م قال " إن الثورة في الجنوب تمر اليوم في مرحلة خطيرة ودقيقة، إلا أن موقفهم في الحراك الجنوبي ثابت ولن يتزحزح قيد أنملة حسب تعبيره. وجدد المعطري تأكيده بأن حوار صنعاء لا يهمهم في الحراك وأن نتائجه معروفة مسبقا، داعيا إلى حوار بين دولتين وخارج اليمن، مؤكدا أن القضية الجنوبية ليست حقوقية بل هي سياسية، وقضية وطن وكرامة مؤكداً استمرارهم في النضال حتى التحرير والاستقلال. وفيما شدد ناطق الحراك على رفض سياسة الإقصاء والتخوين وأهمية القبول بالآخر، أكد على مواصلة المسيرة والنضال حتى تحقيق الأهداف، وقال: قدمنا المئات من الشهداء والجرحى والآلاف من المعتقلين, مؤكدا على الحفاظ على وحدة الصف الجنوبي. من جانبه قال القيادي في المجلس الوطني المحامي "محمد مسعد العقلة" إن القضية الجنوبية هي قضية الأخلاق والقيم قبل الأرض وأن تحرير القيم أولا, مضيفا: لابد أن ننتصر لله في أنفسنا بأن نتمثل بالأخلاق الحميدة والصفات الحسنة. وأكد القيادي في المجلس الوطني عدم السماح لمن يريد أن يمزق الصفوف، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة الصف والابتعاد عن سياسة الاقصاء والتهميش. وفيما أكد المحامي العقلة على ضرورة أن تحاط أسر المناضلين بالرعاية والاهتمام، ترحم العقلة على أرواح الشهداء والشهيد السروري وقال: مهما قلنا لن نفي الشهيد حقه وأقله هو الوفاء لهم والتمسك والسير على نهجهم حتى التحرير والاستقلال. وألقى رئيس مجلس الحراك بمحافظة الضالع "خالد مسعد" هو الآخر كلمة قال فيها إن الحراك الجنوبي في مرحلة حاسمة وخطيرة وعلى الجميع أن يكونوا عند مستوى المسؤولية، مؤكداً أنهم "لن يسمحوا ولن يسكتوا لمن يريد تمزيق الثورة, رافضاً المزايدات والمشاحنات، مردفا: لا نعبد أشخاصاً ولاؤنا لله ثم للأرض وسنضحي من أجلها بأغلى ما نملك". وأكد مسعد على احترام القيادة واحترام من يحترم الثورة، مشيراً إلى أن النظام (المحتل) في أنفاسه الأخيرة ولابد من رص الصفوف لأن هناك من يريد أن يوسع الشرخ حسب تعبيره. ودعا مسعد الجماهير للاحتشاد بفعالية 27 أبريل بعدن وكذا فعاليات يوم الأسير الجنوبي المقامة أسبوعيا.