طالب أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور/ ياسين سعيد نعمان الشباب في الجنوب بقراءة التاريخ بعناية والتفكير قبل الانسياق وراء حالة الغضب والأصوات الصاخبة التي قد تؤدي إلى حلول مجهولة وربما إلى كوارث. وحذر نعمان في حوار أجراه معه موقع "ارم نيوز" من مخاطر تفكك الجنوب التي مازالت قائمة في الوعي السياسي القديم منذ الاستقلال. ودعا شباب الجنوب إلى الخروج من حالة الغضب إلى حالة التفكير، وقراءة الماضي بشكل دقيق وقراءة المستقبل بشكل أدق، وأن لا يكون الغضب هو وسيلتهم الوحيدة للبحث عن حل للوضع في الجنوب, وان يستفيدوا من أخطاء الماضي وأيضاً من إيجابياته، وان يفكروا بشكل جيد أن الجنوب بقي موحداً 23 سنة من 67 م وان هذه الدولة رغم ما قدمته من نجاحات اقتصادية واجتماعية إلى أخر هو لكنها لم تستطع أن تستكمل البنية الضامنة لبقاء الجنوب موحداً. وأشار إلى أن الشباب بالجنوب تفتح وعيهم على وضع معقد والذين لم يعاصروا التجارب التي عاشها الجنوب والصراعات القديمة التي لم تكن معزولة عن البحث في هوية هذا الجنوب، وخاطب قيادات الجنوب قائلاً: عليهم أن يفكروا في مصلحة الجنوب كجنوبيين، وان يفكروا ما الذي يحمي مصالح الجنوبيين، وهم الذين عانوا كثيرا وخضعوا لكثير من التجارب. وقال: على الجميع مغادرة الحديث عن الحلول المجهولة، الحلول التي تبنى على أساس الغضب وردود الأفعال. وأكد د. ياسين أن الحوار في اللحظة الراهنة هو الطريق الأمثل، الحوار الذي لا يستثني أحداً من الجنوب, وعدم تغيب صوتهم من خلال الأصوات العالية التي تخفي مطالب الناس الحقيقية في الجنوب، وقال: يجب أن ننتقل لنبحث بموضوعية وهدوء على ما الذي يحافظ على مصالح هؤلاء الناس، ويحميها من أي حلول مجهولة أو قاصرة من شأنها أن تنتج نفس العذابات الماضية، مرة باسم الوحدة ومرة باسم الانفصال. وإذ اعتبر د. ياسين أن الحوار لا زال في بدايته.. إلا أن الحوار أصبح لديه أرضية قوية جرى تكوينها تسمح بالبدء بالحوار بطريقة سليمة. وقال كل ما نراه الآن مقبول إلى حد كبير، الشيء الذي كان يفترض أن لا نشاهده، هو تهديد بعض القوى بالانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني، الحوار هو مسؤولية، وكون هذا الموضوع يعجبني، وذاك لا يعجبني، لا يعني في الأخير أن أعلن انسحابي, مؤكداً أن الحوار مفتوح وغير مقيد، والجميع متساوون في إنتاج الفكرة التي تحمل الحل لهذا البلد. وحول بقاء المشترك, قال المشترك بمفهوم اللفظ الذي يحمله لا بد من وجود مشتركات حتى يبقى مشترك، وأنا أعتقد أن المشتركات في الوقت الحاضر تحتاج إلى مزيد من النقاش والحوار وخاصة فيما يتعلق ببناء الدولة والمستقبل و يجب علينا أن نتحاور حول المشتركات فيما يخص بناء الدولة والمستقبل.