سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المودع: تطبيق الفدرالية حل خاطئ في ظل حركات تمرد مسلحة وضعف الدولة وانقسام النخب بينما نائب السفير الألماني يرى إمكانية تطبيق الفدرالية الألمانية في اليمن..
نفى نائب السفير الألماني فيليب هولسبأفيل وجود أي تدخل اجنبي من المراقبين الدوليين لمجريات الأحداث في اليمن، مؤكداً أن ما يتم تقديمه من قبلهم هو مجرد أفكار ونصائح فقط بينما تأتي كل الحلول من اليمنيين انفسهم. وأوضح في اختتام فعالية مؤسسة شركاء المستقبل للتنمية FPFD في حلقة نقاشية بعنوان (تشكيل مستقبلنا, تأسيس بنية جديدة) يوم أمس ان الحوار الوطني القائم اليوم يعد فرصة تاريخية يجب الاستفادة منها في بناء مستقبل اليمن بشكل جيد. ويرى فيليب ان الحلول المثلى لما تعانيه اليمن اليوم يتمثل في ضرورة إيجاد مؤسسات فعالة وانتقال النظام الحالي من المركزية إلى اللامركزية وبدء إصلاحات اقتصادية واجتماعية حقيقية. واستعرض فيليب التجربة الألمانية في تكوين الاتحادية وبناء القوى التحتية والتحرر من فكرة الانفصال مؤكدا أنها يمكن ان تطبق ذات التجربة في اليمن لتشابهها إلى حد بعيد. فيما رأى الدكتور ستيفن وود داي مؤلف كتاب "التكتلات الإقليمية والتمرد في اليمن" ان تقسيم اليمن إلى أقاليم وتحويل النظام المركزي إلى نظام فيدرالي حقيقي هو الحل الأمثل لما تعانيه اليمن اليوم من صراعات في عدد من المناطق وخروجها عن سيطرة الدولة, مشيرا إلى ان الفساد في النظام اللامركزي يعد اقل خطورة وتأثيرا من النظام المركزي. واقترح ستيفن عمل مرحلة انتقالية ثانية لاستكمال وتنفيذ الإصلاحات الديمقراطية في اليمن حتى يتسنى لليمنيين تأسيس دولتهم الجديدة وفق أسس ومعايير واضحة ومتفق عليها. من جانب أخر تساءل الباحث عبد الناصر المودع أثناء طرحه لورقته "هل ستكون الفدرالية صيغة للفوضى في اليمن" معتقدا بأن تطبيق الفدرالية في وضع اليمن الحالي قد يكون بمثابة الحل الخاطئ، فليس هناك من مقومات موضوعية لقيام فدرالية ناجحة في اليمن حتى في الحدود الدنيا، مشيرا إلى ان جميع المؤشرات تؤكد بأن اليمن دولة فاشلة بكل المقاييس والتي يمكن قياسها من خلال المظاهر والتدخل الخارجي الواسع وفقر الدولة واعتمادها على مصادر دخل محدودة، وغير مضمونة, ووجود حركة انفصالية نشطة تهدد كيان الدولة ووجودها. بالإضافة إلى وجود حركة تمرد مسلحة تسيطر على جزء مهم من أراضي الدولة، وغياب الديمقراطية وضعف شديد في المؤسسات وانقسام حاد داخل النخبة السياسية، وجود نشط لتنظيم القاعدة يجلب الكثير من المشاكل الأمنية والاقتصادية والتدخلات الخارجية. بالإضافة إلى وجود فراغ لسلطة الحكومة في الكثير من مناطق الدولة، وسيطرة قوى اجتماعية وسياسية على قوات مسلحة خارج سيطرة الحكومة. وانقسام القوات المسلحة والأمنية وضعف أدائها, وغياب سيادة القانون وضعف الأحزاب الوطنية وتنامي للقوى السياسية الفئوية وضعف شرعية النظام الحاكم. وعلى عكس ذلك اكد عضو مؤتمر الحوار الوطني خالد توفيق عوبلي باحث ومحلل وناشط سياسي ان الفيدرالية هي الحل الأمثل لما تعيشه اليمن اليوم ,مشيرا إلى ان الفدرالية مبادرة في إطار الوحدة اليمنية من اجل الحفاظ على النسيج الاجتماعي والاقتصادي انطلاقا من القضية الجنوبية وقضية صعدة. والعديد من القضايا العالقة والمتراكمة , وان الوحدة الفدرالية المبنية على أسس متينة هي طريق اليمنيين لتحقيق الشراكة و العدالة الاجتماعية وتحقق التقدم والنمو والرخاء. وأوضح عوبلي أن الهدف الأساسي من الفدرالية هو الحفاظ على اتحاد الدولة(الولايات أو الأقاليم) برغبة الولايات وليس بالقوة العسكرية , و من الطبيعي عدم رغبة أي ولاية أو إقليم أن تكون بحاجة للتمرد أو الانفصال إذا كانت تشعر بالحاجة إلى البقاء في اتحاد يوفر لها قوة عسكرية واقتصادية واستقرار سياسي ويوفر بيئة سياسية تحافظ على التماسك والمصالح المشتركة وتحفظ كرامة الإنسان. وقال (يجب على النظام في المستقبل ان يعتمد في تقدمه على ترسيخ مبدأ حرية الفرد ورفاهيته , وان يكون هناك قوانين ونصوص تحمي الفرد من الشعب وتحمي الشعب من الفرد). وأضاف يجب التركيز على مرحلة الحوار الوطني فهي مرحلة حساسة و فيها تحديات لكل الأحزاب والتنظيمات السياسية والقوى الوطنية و المرحلة القادمة مرحلة يجب أن يكون للشباب دور إيجابي واضح في نشر الوعي السياسي والفكر المنطقي لإيجاد حلول يكون من الممكن تحقيقها ولو على مراحل وتخفيف سياسة التصعيد والتمهيد لمرحلة الحوار الوطني الإيجابي الجاد والتركيز على القضايا الأساسية وإيجاد حلول واقعية منطقية عادلة.