سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بديع يدعو الجنود لرفض الأوامر بقتل المعتصمين والشرطة تتحدث عن خطة لفض الاعتصامات سقوط "100" جريح من مؤيدي مرسي أمام مدينة الانتاج الإعلامي برصاص الأمن..
قال مؤيدون للرئيس المصري المعزول/ محمد مرسي, في المستشفى الميداني بميدان نهضة مصر، إن المستشفى استقبل أمس الجمعة 100 مصاب معظمهم بطلقات نارية "غير تقليدية"، جراء فض قوات الأمن اعتصام لمؤيدي مرسي أمام مدينة الانتاج الإعلامي (التي تضم مقرات عدة فضائيات خاصة)، في مدينة 6 أكتوبر جنوب غرب القاهرة. وقال أحد الأطباء بالمستشفى إنه "لوحظ اختلاف في نوعية طلقات الخرطوش (طلقات بها قطع حديد صغيرة) المستخدمة من قبل قوات الشرطة"، لافتاً إلى أن "نوعية الطلقات التي استخرجت من المصابين غير تقليدية حيث تبدو مخروطية الشكل وحجمها يزيد ثلاث مرات عن الطلقات الاعتيادية التي تكون عبارة عن كرات صغيرة". وأضاف الطبيب, الذي طلب عدم ذكر اسمه, في تصريح لوكالة الأناضول, أن عدداً من الحالات التي وصلت المستشفى الميداني احتاجت إلى تدخل جراحي عاجل، اثنين منهم نقلا إلى أحد المستشفيات القريبة من الميدان نظراً لخطورة حالتهما. وأكد شهود عيان أن أنصار الرئيس المعزول انهوا مساء اليوم الجمعة، وقفتهم الاحتجاجية أمام مدينة الانتاج الإعلامي بعد أن استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش لتفريقهم- بحسب روايتهم. وكانت قوات الأمن قد أطلقت مجدداً قنابل الغاز المسيل للدموع علي المتظاهرين من أنصار الرئيس المعزول أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، عقب هدوء استمر ساعة, بعد أن قام عدد منهم بنصب نحو 10 خيام أمام المدينة. وقال شهود عيان "إن المتظاهرين أبلغوا قيادات الشرطة التي تحدثت إليهم فور وصولهم قبيل موعد آذان المغرب، إنهم لا ينوون الاعتصام، وأن وقفتهم ستمتد حتى العاشرة من مساء أمس، لكن قيادات الشرطة أمهلتهم نصف ساعة لفض وقفتهم". وأضرم المتظاهرون النار في سيارة شرطة قالوا إنها حاولت دهسهم أثناء انسحابهم من محيط مدينة الانتاج. وأشار شهود العيان إلى أن قوات الأمن استخدمت طلقات الخرطوش، ما تسبب في سقوط جرحى.. لافتين إلى أن 4 سيارات إسعاف قامت بنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من محيط مدينة الانتاج. وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت في وقت سابق عن إصابة شرطي بطلقات نارية وإلقاء القبض على 31 متظاهراً من مؤيدي مرسي خلال الاشتباكات أمام مدينة الإنتاج الإعلامي. وقال بيان لوزارة الداخلية نشرته على موقعها على الإنترنت "إن مؤيدي مرسي قاموا بإلقاء الطوب والحجارة وأضرموا النيران في الأكشاك الخارجية لأمن المدينة واعتلوا بعض الأسوار الخارجية للمدينة"، مشدداً على أن "الوزارة لن تسمح لتلك العناصر بتحقيق أهدافها الإجرامية أو الاعتصام بمحيط المدينة". وعلى صعيد متصل قالت مصادر إعلامية:" إن ميداني رابعة العدوية في شارع نصر بالقاهرة والنهضة غصا بعد الإفطار بأعداد غفيرة وغير مسبوقة من المعتصمين، وذلك في تحد لوزارة الداخلية التي اضطرت للتراجع عن تهديدها السابق بفض الاعتصامات بالقوة، وأعلنت أمس أنها ستكتفي بفرض حصار على مواقع الاعتصامات". وكان العديد من المدن والمحافظات المصرية قد شهد مسيرات حاشدة أمس تأييداً لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية، مطالبين بعودة الرئيس مرسي للسلطة، كما فتح مؤيدو مرسي نقطتي اعتصام جديدتين بالقاهرة متحدين السلطات التي هددت بفض الاعتصامات قبل أن تعدل عن ذلك. وخرجت مسيرات تضم عشرات الآلاف من 33 من المساجد المعروفة في القاهرة الكبرى، مثل الاستقامة ومصطفى محمود والفتح، وسط حرارة عالية، وطافت في شوارع وميادين بينها العباسية ورمسيس، وذلك بدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية. وكانت أسر بأكملها انضمت إلى المعتصمين، وأن الأعداد زادت في ميداني النهضة ورابعة بوصول مسيرات من أماكن مختلفة من القاهرة.. كما لاحظوا أن شرائح جديدة لا تنتمي إلى الإخوان المسلمين انضمت إلى المحتجين تنديداً بتهديد السلطات باللجوء إلى القوة لفض الاعتصامات. وفي الإسكندرية قالت مصادر صحافية إن خمس مسيرات خرجت بعد صلاة الجمعة ضمن مليونية مصر ضد الانقلاب، وأشارت إلى هتافات ضد جهاز الأمن الوطني المتهم بالعودة إلى ممارسة القمع. ونقل عن قادة أمنيين أنهم أعدوا خطة لمواجهة ردود أفعال محتملة من جانب مؤيدي مرسي في حال فض اعتصامي رابعة والنهضة. وفي نفس السياق، دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين/ محمد بديع المصريين إلى الاستمرار في ما سماه "نضالهم من أجل الحرية ودعوة الشرعية", كما دعا الضباط والجنود إلى عدم طاعة الأوامر بقتل المعتصمين والمتظاهرين. وذكر بديع إياهم بأن دورهم هو حماية المتظاهرين "من كل مجرم وخارج عن الدستور والقانون". يشار إلى أن المرشد مطلوب للتحقيق معه في اتهامات بينها "التحريض على القتل". ويؤكد مؤيدو مرسي أنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعودة الرئيس المعزول إلى منصب الرئاسة، في حين نقلت صحيفة الأهرام الحكومية عن مصادر في الشرطة أمس أن قوات الأمن تعد خطة لفض الاعتصامين لكنها لم تقرها بعد، بينما ما زالت الحكومة المؤقتة تسعى إلى حل سلمي للأزمة وسط مخاوف حقوقية من "حمام دم" في حال تفريق المعتصمين بالقوة. إلى ذلك تواصلت الدعوات الداخلية والدولية إلى احترام حق التظاهر السلمي ونبذ العنف في مصر بعد قرار السلطات القائمة فض الاعتصامات المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي, وسط رفض متواصل للقرار من قبل أنصار مرسي ومخاوف من "فوضى عارمة وحمام دم" في حال تفريق قوات الأمن لمعتصمي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقوة. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن على السلطات المصرية احترام حق التظاهر، وطالبتها بإصدار أوامر لوقف أي خطط فورية لتفريق الاعتصامات المؤيدة لمرسي في القاهرة بالقوة. ومضت تقول في بيان إن على السلطات احترامَ حقوق الجميع في التجمع السلمي، وتجنبَ حمام دم آخر. وكانت وزارة الداخلية المصرية قد وجهت أمس إنذارا أول إلى المتظاهرين ودعتهم إلى التفرق، كما وعدتهم "بخروج آمن". ودعت في بيان "المتواجدين بميداني رابعة العدوية ونهضة مصر للاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام، وسرعة الانصراف منهما وإخلائهما حرصاً على سلامة" الجميع. وفي ذات السياق, قال بيان صادر عن مشيخة الأزهر إنه يجدد تأكيده الدائم على رفض استخدام العنف أو التحريض عليه بديلا للحلول السياسية والحوار، مؤكدا على مسؤولية الدولة وكل الأطراف السياسية على وجوب الحيلولة دون وقوع العنف بأي ثمن، والحفاظ على سلامة كل المواطنين. وأضاف البيان أن "أزهر المصريين لن يَمَل أبداً من تذكير الجميع بحرمة الدماء"، وشدد على أن الأزهر مع حق كل مواطن في ممارسة حقه في التظاهر المشروط بالسلمية.. كما طالب بالاستجابة فوراً للحوار العاجل والجاد, قائلاً إنه المخرج الوحيد من الوضع الراهن.