لم يسلم الأموات في بلادنا من مزاحمة الأحياء لهم حتى في مقابرهم، حيث تتعرض العديد من المقابر في أمانة العاصمة وبعض المحافظات لعدد من الاعتداءات والبسط على بعض المساحات المخصصة لدفن الموتى. جولة قصيرة على بعض المقابر في العاصمة صنعاء، تكشف حجم الاعتداء على المقابر سواء بتحديد مصبات المجاري إلى المقابر أو بناء منازل ومحلات تجارية، أو بناء سوق قات في أراض خاصة بالمقابر، والغريب في الأمر أن مقبرة بيت عاطف المجاورة لخط المطار الجديد تحولت إلى معرض سيارات للبيع والشراء، أما مقبرة دارس فقد تحولت إلى فندق استثماري يستضيف النزلاء. كما أن الإحصاءات أشارت إلى أن إجمالي الاعتداءات التي شهدتها مقابر العاصمة فقط خلال الخمسة أعوام الماضية بلغ أكثر من عشرة آلاف حالة اعتداء، منها 600 اعتداء على مقبرة ماجل الدمة الواقعة في مديرية الصافية، والجهات المعنية لم تضع حداً لتلك الانتهاكات، و بسبب عدم قيامها بواجبها تجاه المقابر أتاح الفرصة للمواطنين التعدي والانتهاك على حرمة المقابر سواء بالبناء أو العبث فيها، لعدم تسوير المقابر من قبل الجهات الخاصة، وفي مقدمتها أمانة العاصمة ووزارة الأوقاف الذي يفرض عليها أن تولي هذا الموضوع اهتماما كبيراً، وتضع الحلول والمعالجات للحد من هذه الظاهرة قبل أن تستعصي ويصعب القضاء عليها.